يبدو أن العالم يقف على أعتاب ثورة صناعية رابعة ستقوم فيها الآلات بكثير من الوظائف التي يؤديها البشر الآن، مع احتمال تفوقها على البشر أيضاً، وذلك هو المستقبل الذي يبشر بمستوى أعلى من الكفاءة على صعيد إنجاز الأعمال مع انخفاض كلفة الخدمات، لكن ذلك قد يتأتى على حساب فقدان البشر لوظائفهم على نطاق واسع.

وفي ظل وجود مثل هذه التوقعات التي تتحدث عن هيمنة الماكينات والروبوتات على كثير من الوظائف، بدأ يتساءل البعض عن التوقيتات التي قد يفقدون فيها وظائفهم.

غير أن تقريراً نشرته اليوم هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بهذا الصدد، أكد أن ذلك الأمر ليست له إجابة محددة، وأن كبار باحثي الذكاء الاصطناعي حول العالم يحاولون في غضون ذلك الوصول إلى أية معلومات أو بيانات استباقية في ما يتعلق بهذا الأمر.

هذا وأجرت كاتجا غرايس، الباحثة المشاركة بمعهد مستقبل البشرية التابع لجامعة أكسفورد، وزملاؤها من مشروع تأثيرات الذكاء الاصطناعي ومعهد أبحاث الذكاء الآلي، دراسة مسحية استطلعوا خلالها آراء 352 عالماً وجَمَّعوا إجاباتهم في صورة توقعات بشأن طول المدة التي ستحل خلالها الآلات محل البشر في العديد من الوظائف.

والأخبار السارة، على حد قول البي بي سي، هو أن الكثيرين منا سيظلون محتفظين بوظائفهم لفترة من الوقت، خاصة وأن باحثين يرون أن هناك احتمالات نسبتها 50 % بأن تتمكن الآلات من القيام بكل المهام التي يقوم بها البشر خلال 120 عاماً.

وقالت غرايس: "مسألة التأخير الكلي للتنبؤات واحدة من المفاجآت الكبرى. وأنا من جانبي توقعت ذلك التقدم المذهل في مجال التعلم الآلي خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى حقيقة أننا نتحدث فقط إلى باحثي التعلم الآلي لإخراج التقديرات بشكل مبكر". 

وأشارت التكهنات التي تم تجميعها في الدراسة المسحية، إلى أن الآلات قد يكون بوسعها طي الغسيل بحلول 2021، وهو ما يُشَكِّل نذير شؤم لكل العاملين في هذا المجال، علماً بأن الآلات التي يمكنها طي الملابس تم تصنيعها بالفعل، حيث تمكن باحثون في جامعة كاليفورنيا من تطوير روبوتات يمكنها طي المناشف، التي شيرتات والسراويل الجينز بكل دقة واحترافية، وهي نقلة كبرى في عالم الروبوتات.

وقال جيرمي ويات، أستاذ الروبوتات والذكاء الاصطناعي بجامعة برمنغهام، "تراودني قليلاً من الشكوك بشأن بعض الجداول الزمنية الموضوعة للمهام التي تنطوي على معالجة الأشياء المادية في العالم الحقيقي، لأن تلك المهمة تعتبر من المهمات شديدة التعقيد بالنسبة للآلة. والمهام التي لا تنطوي على معالجة مادية يسهل تعليمها".

وتابعت البي بي سي بقولها إن هناك بعض الوظائف التي يصعب على الآلات القيام بها، وهي نوعية الوظائف التي يحتاج الإنسان إلى سنوات كي يتقنها ويتفوق في تنفيذها، فعلى سبيل المثال يتوقع الخبراء ألا تحل الروبوتات محل الجراحين إلا بحلول عام 2053، وأنها قد تحتاج إلى 43 عاماً كي تبدأ في خوض غمار المنافسة مع علماء الرياضيات، الذين يعملون في مجال الفضاء بكبرى المجلات الأكاديمية.

وختمت غرايس بتأكيدها على أن تلك الدراسة المسحية التي قاموا بها، يجب أن تُذَكِّر الجميع بأن العالم على أعتاب تغييرات جذرية في ما يتعلق بمجال الذكاء الاصطناعي.

أعدّت "إيلاف" المادة نقلا عن "بي بي سي"، الرابط الأصلي أدناه:
http://www.bbc.com/capital/story/20170619-how-long-will-it-take-for-your-job-to-be-automated