اهتمت الصحف العربية ومواقع الأخبار بالأوامر الملكية التي أصدرها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وتضمنت تعيين نجله محمد، الذي يبلغ من العمر 31 عاما، وليا للعهد ليحل محل ابن عمه محمد بن نايف.

وقد أولت الصحف السعودية اهتماما خاصا باختيار الأمير الشاب وليا للعهد، وأبرزت الأوامر الملكية على صدر صفحاتها الأولى، كما أبرزت مبايعة ولي العهد المُعفى من منصبه محمد بن نايف لولي العهد الجديد ونشرت صورة تظهر ابن سلمان وهو يقبل يد ابن نايف بعد البيعة.

وكتبت صحيفة الرياض في افتتاحيتها تقول إنه "في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم يلحظ المتابع حرصه -حفظه الله - على الدفع بقيادات شابة ،أمينة ومخلصة للإسهام في عملية البناء والتحديث بما يتوافق والمستجدات والمتغيرات المتسارعة في عالم اليوم".

وأشادت الصحيفة بولي العهد الجديد، قائلة إنه "من رسم خارطة رؤية المملكة 2030 تعزيزاً لاقتصادنا الوطني وهو من يقود التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ومركز الحرب الفكرية لمكافحة الإرهاب بما يعزز الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة والعالم ... قاد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية - وهو مجلس يضم عدداً كبيراً من الوزراء - باقتدار ونجاح الأمر الذي انعكس على أداء اقتصادنا الوطني وفتح آفاقاً جديدة لمدخلات ومخرجات الاقتصاد السعودي".

وأضافت أنه كذلك "أدار عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية بهمة عالية وبدقة متناهية مما جعله يحظى ويحوز على الإعجاب في الداخل والخارج".

"مهندس مستقبل المملكة"

قالت صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية إنها لم تخطئ في قراءتها للمشهد السعودي "حينما تنبأت بانتقال الحكم السعودي لأبناء الملك سلمان بن عبد العزيز بدلا من أبناء عبد العزيز (إخوة الملك سلمان وأبناؤهم)".

وأشارت إلى أن هذا التغيير قد "حسم الحرب الباردة بين المحمدين لصالح نجل الملك"، الذي قالت إنه "يزداد نفوذا في المملكة بعد تعيينه وليًا للعهد".

وأضافت الصحيفة أن ولي العهد الجديد "كان أساسا قد بدأ تسلّم مهام سلفه بالتدريج اثناء تعيينه كرئيس لمجلس أمني تم استحداثه لهذه الغاية".

ورأت الصحيفة أن الأمير الشاب "يغدو اليوم وتدريجيا صاحب اليد الطولى في الحكم السعودي لمهام 'ابن عمه' إضافة إلى سلسلة مهامه التي تكاد تكون لا تنتهي".

وكذلك قالت صحيفة الدستور المصرية إن الأمر الملكي بتعيين الأمير الشاب وليا للعهد "لم يصدر فجأة وإنما كان بعد عدة أحداث شهدتها السعودية، جعلت الأمير محمد بن سلمان، يصل إلى منصب الرجل الثاني في الحكم".

وتحت عنوان "مهندس مستقبل المملكة"، كتبت النهار اللبنانية تقول إن الأمير الشاب يُعتبر من الشخصيات "الأكثر نفوذا في المملكة العربية السعودية، وأيضا العالم".

وعن شخصية ابن سلمان، تقول الجريدة إنه "وزير دفاع مندفع، رئيس مجلس إدارة شركة النفط السعودية الحكومية (ارامكو)، أكبر شركة نفط في العالم... صاحب سلطة في السياستين الداخلية والخارجية السعوديتين، صاحب كلمة فصل ووقع، لما لديه من نفوذ كبير لم يتمتع به من قبل أي أمير سعودي شاب. 'ذكي جداً'، على ما يوصف، ومكانته خاصة عند الملك، ورأيه مسموع لديه".

وتحت عنوان "مملكة الشباب تقود الخليج"، كتبت اليوم السابع المصرية تقول إن الملك سلمان "جدد دماء المملكة العربية السعودية بشباب قادرين على قيادة المملكة في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها المنطقة وتحتاج لرؤية واستراتيجية جديدة يكون للشباب فيها دور للعبور بالبلاد إلى الأمن والاستقرار".

وأضافت أن الأمير محمد بن سلمان يُعد "مهندس الرؤية السعودية في المنطقة وقائد التحالف مع 10 دول عربية وإسلامية ضد جماعة الحوثي في اليمن، والذى برز دوره في الآونة الأخيرة ولا سيما التحالف الإسلامي لمواجهة أي خطر يهدد أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية".