قال العبادي إن قادة السعودية يعتبرون قوة العراق في مصلحتهم وأشار إلى أنّ بلاده لن تدخل في وساطات بين دول المنطقة لأن أولوياته الحالية هي محاربة الارهاب وأكد أن إعلان تحرير الموصل بالكامل سيتم خلال أيام قليلة واعتبر تفجير داعش جامع النوري ومئذنته الحدباء هدفه "حرق قلوب العراقيين".

إيلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته وتابعته "إيلاف" ان "جولته للدول الثلاث المتشاطئة على الخليج العربي وهي السعودية وايران والكويت هدفت إلى تعزيز علاقات العراق معها وتوحيد الجهود ليس فقط لمحاربة الارهاب وانما القضاء عليه". وقال إن العراق اصبح قويا وقادرا على ان يلعب دورا في ازمات المنطقة لكن هذا يتعلق برغبات دولها. 

قادة السعودية: قوة العراق مصلحتنا

ونفى العبادي أن تكون جولته تلك لوساطة بين الدول الاقليمية مؤكدا أن بلاده تعمل على تحقيق توافق بين هذه الدول للقضاء على الارهاب بكل اشكاله والتعاون في عمليات التنمية وفتح افاق الاستثمار. وأشار إلى أنّ العراق يعود الان بقوة إلى المنطقة ليس بالحروب والاعتداءات فهو بدفاعه عن النفس استطاع دحر الارهاب مشددا بالقول "ان الموقف العراقي مقتدر من دون اعتداء". 

وعن العلاقات مع السعودية أشار إلى أنّه زارها الاثنين الماضي عقب دعوة رسمية وجهت له وسبقتها مباحثات وتبادل زيارات على اعلى مستوى أسفرت عن افتتاح السفارة السعودية في بغداد وتعيين سفير سعودي في العراق وفتح الحدود والتعاون ضد الارهاب. وقال إنه اجرى مباحثات سياسية وأمنية واقتصادية مثمرة مع السعودية مشيرا إلى أنّ القادة السعوديين قد أكدوا له ان قوة العراق واستقراره تصبّ في مصلحتهم.

وكان العبادي أجرى خلال زيارته السعودية مباحثات مع عاهلها الملك سلمان بن عبدالعزيز أسفرت عن تشكيل مجلس للتعاون المشترك من أجل الارتقاء بعلاقات البلدين إلى المستوى الاستراتيجي وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية.

وقال بيان عراقي سعودي صدر في ختام زيارة العبادي انه تم الاتفاق على تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأكد الجانبان أهمية تجفيف منابع الإرهاب وتمويله والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي تلزم الدول بهذا الخصوص.

منفذ بري إلى الاردن ومصر

وردا على سؤال حول فتح المنافذ الحدودية مع الاردن واستئناف التبادل التجاري معه اوضح العبادي ان القوات العراقية استطاعت في 18 من الشهر الحالي السيطرة على المثلث الحدودي العراقي الاردني السوري وعلى منفذ الوليد مع الأردن وبذلك يكون العراق قد حصل على منفذ بري غربي إلى الاردن ثم مصر.

وأشار إلى أنّ القوات العراقية ستؤمن هذا الطريق وحماية حركة الشاحنات التجارية بين العراق والاردن وتجري مباحثات حاليا لاستئناف التجارة بينهما بعد تأمين معبر طريبيل ايضا وانهاء العمليات المنعزلة التي يقوم بها داعش في هذا الطريق الصحراوي للايحاء بانه غير آمن لضرب الحركة التجرية بين البلدين.

داعش يريد حرق قلوب العراقيين

وعن تفجير تنظيم داعش جامع النوري ومئذنته في الموصل القديمة مساء امس أشار العبادي إلى أنّ هذا التنظيم يريد بجرائمه هذه احراق قلوب العراقيين.

وأكد أن بلاده ستقوم بإعادة وتعمير كل الاثار والمساجد والمدن الحضارية التاريخية التي دمّرها داعش مثل الحضر ونمرود ومرقد النبي يونس وغيرها من المراقد والاثار الانسانية. ووجه نداء إلى المنظمات الدولية لدعم ومساعدة العراق في مسعاه هذا.

وشدد على أن العراق سيقضي على داعش ولن يبقي له اي اثر على اراضيه مشددا على انها مسألة ايام قليلة ويتم اعلان تحرير مدينة الموصل بالكامل. وقال العبادي امس ان تفجير داعش جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء هو بمثابة اعلان رسمي لهزيمته.

وكان تنظيم داعش قد فجر جامع النوري الكبير ومنارته الحدباء في المدينة القديمة في أيمن الموصل مساء امس بعد ان اقتربت منه القوات الامنية حيث كان قد فخخهما من اجل ارتكاب جريمته الجديدة ضد حضارة بلاد الرافدين كما قام في اوقات سابقة بتحطيم النصب والتماثيل والاثار العراقية منذ دخوله إلى البلاد في يونيو عام 2014.