نيقوسيا: سيواجه القادة القبارصة اليونانيون والاتراك ضغوطا لحملهم على ابرام اتفاق لاعادة توحيد الجزيرة المتوسطية المقسومة منذ اكثر من اربعين عاما خلال محادثات ستبدأ الاربعاء في سويسرا.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال متحدث باسم الامم المتحدة "نسعى الى اتفاق نهائي (...) نأمل في ان يجلس جميع الاطراف - بمن فيهم اليونان وتركيا وبريطانيا - حول الطاولة ويتوصلوا الى تسوية هذه المسألة بصورة نهائية"، مشيرا الى البلدان الثلاثة التي تضمن الامن في قبرص.

وسيفتتح الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس انستاسيادس والزعيم القبرصي التركي مصطفى اكينجي الاربعاء في منتجع كرانس مونتانا السويسري بجبال الالب، جولة جديدة من المفاوضات، بعد فشل الجولة التي عقدت في جنيف في يناير الماضي.

ومن المفترض ان تستمر المناقشات التي تجري بإشراف الامم المتحدة نحو عشرة ايام، كما قال مسؤولون. وسيحضر مندوب عن الاتحاد الاوروبي بصفة مراقب. ولم يتأكد بعد حضور الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش.

وقد انقسمت قبرص منذ 1974 عندما اجتاح الجيش التركي شطرها الشمالي، ردا على انقلاب للقبارصة اليونانيين كان يستهدف الحاق الجزيرة باليونان، وتسبب بقلق كبير لدى الاقلية القبرصية التركية. وتنشر تركيا حوالى 35 الف جندي في شمال الجزيرة حيث تم اعلان "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها الا انقرة.

اقتراح تركي
ومن الموضوعات الاساسية في جدول اعمال المناقشات، موضوع الخطة الامنية لمستقبل الكيان الاتحادي. وتحتفظ البلدان الثلاثة "الضامنة" لأمن الجزيرة، ومنها بريطانيا القوة الاستعمارية السابقة، بحق التدخل عسكريا. وتمارس نيقوسيا، المدعومة من اثينا، ضغوطا لالغاء حق التدخل من جانب واحد لأي من البلدان الثلاثة، وتطالب بجدول زمني واضح لانسحاب تدريجي للقوات التركية.

ويريد القبارصة الاتراك ان يتمحور المؤتمر حول مسائل اوسع، كتقاسم السلطة في دولة اتحادية تتألف من كيانين واعادة توزيع الاراضي او حقوق الملكية.

وذكر مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس ان تركيا على استعداد لتقديم اقتراح يتعلق بوجودها العسكري. واكد "استعداد الجانب التركي لأن يخفض بنسبة 80% عدد جنوده"، معتبرا انه "ليس من الواقعي ان يقول القبارصة اليونانيون +لا قوات+ و+لا ضمانات+". ويؤكد الخبراء ان الضمانات الامنية تعتبر "المعركة" الاساسية.

وقال هوبرت فوستمان استاذ العلوم السياسية في جامعة نيقوسيا ان "ما يمكننا ان نأمل فيه، هو ان يؤدي تقدم على صعيد الفصل المتعلق بالأمن، الى تحديد نتائج لقاء سويسرا". واضاف "في احسن الاحوال تقترح تركيا اتفاقا امنيا مع بند" يحدد الجدول الزمني لانسحاب القوات التركية. واوضح ان "اناستاسيدس لن يقبل بأقل من ذلك".

الفرصة الاخيرة
قد يحمل الفشل في سويسرا، الامم المتحدة التي تنشر 950 من جنود حفظ السلام في قبرص، على اعادة النظر في مهمة قوتها لحفظ السلام، كما اعتبر فوستمان.

ونظم قبارصة يونانيون واتراك في الفترة الاخيرة تظاهرات على طول المنطقة العازلة في نيقوسيا، داعين قادتهم الى تجاوز المرحلة الاخيرة وعقد اتفاق سلام.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت إسراء ايغين الناشطة من اجل السلام "يعرفون الى حد ما اي شكل سيتخذه اتفاق نهائي. الأمر الوحيد الضروري الان هو التحلي بالشجاعة والارادة لاتخاذ قرارات سياسية من اجل التوصل الى ذلك".

وتزيد من تعقيد هذه المحاثات، الانتخابات الرئاسية التي ستجري في فبراير 2018 في جمهورية قبرص والبحث عن الغاز في المياه الاقليمية القبرصية التي تأمل انقرة في ان يتوقف حتى التوصل الى حل.

ويتعيّن طرح كل اتفاق للاستفتاء في كل من شطري الجزيرة. وقد صوّت القبارصة حتى الان على خطة لاعادة التوحيد طرحتها الامم المتحدة في 2004. ووافق عليها القسم الاكبر من القبارصة الاتراك، لكن جيرانهم القبارصة اليونانيين رفضوها رفضت قاطعا.