إيلاف&من القاهرة: يستقبل المصريون عيد الفطر، وقد ارتفعت أسعار غالبية السلع والمنتجات المرتبطة بالاحتفال بهذا العيد، ومنها الملابس الجاهزة والأحذية، والحلويات، ولاسيما الكعك والبسكويت، وكذلك ارتفعت أسعار السكر والزيت والأسماك.

وتسبب الارتفاع غير المبرر في الأسعار بإفساد فرحة المصريين بالعيد، مثلما تسبب في افساد فرحتهم بشهر رمضان.
&
طوال &الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، ازدحمت الشوارع بالمصريين، الذين تجولوا في الأسواق، من أجل شراء مستلزمات العيد، لكنهم صدموا من ارتفاع الأسعار ما يتراوح بين 20% و40%، لاسيما في الملابس والأحذية والحلويات، واكتفت غالبية الأسر المتوسطة والفقيرة بمشاهدة فاترينات العرض فقط، دون شراء مستلزمات العيد.

وقال محمود عوض، صاحب محل ملابس جاهزة في ميدان الجيزة، لـ"إيلاف" إن الأسعار ارتفعت بنسبة لا تقل عن 40%، مشيرًا إلى أن المصريين اكتفوا بـ"الفرجة" على المنتجات المعروضة والتقليب فيها دون الشراء.

وأضاف أن ارتفاع الأسعار تسبب في وقوع مشاحنات عديدة بين أصحاب المحلات التجارية والمتسوقين، لأنهم يعتقدون أن المحال هي&من رفعت الأسعار، ويبدأون في "الفصال" من أجل تنزيلها، مما يؤدي إلى خلافات ومشاحنات.

ولفت إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى انخفاض نسب البيع، لافتاً إلى أنه باع أقل من نصف المنتجات التي باعها العام الماضي.

بينما قال رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، محمد عبد السلام، إن أسعار الملابس الجاهزة المصنعة محليًا ارتفعت بما يتراوح بين 30% و40%، مشيرًا إلى أن أسعار الملابس المستوردة شهدت ارتفاعًا بما يتراوح بين 60% و 70%..
وأضاف لـ"إيلاف" أن السبب في زيادة الأسعار يرجع إلى ارتفاع أسعار الخامات وتكلفة الإنتاج بنحو 50%، مشيرًا إلى أن ارتفاع الأسعار لا يغطي التكلفة الفعلية للمنتجات.

وأفاد بأن المنتجين المصريين لا يريدون رفع الأسعار، لأنها تؤثر عليهم بالسلب، لكنهم مضطرون إليها، منوهًا بأن ارتفاع الأسعار تسبب في تراجع المبيعات بما لا يقل عن 30% مقارنة بالعام الماضي.

ولفت إلى أن هناك انخفاضاً كبيرًا في الملابس المستوردة، موضحًا أن حجم المعروض من المستورد لا يزيد عن 25%، بسبب معوقات الاستيراد وارتفاع الأسعار.

وشهدت أسعار المنتجات الجلدية، ولاسيما حقائب اليد الحريمي والأحذية، ارتفاعاً بنحو 40%، مقارنة بالعام الماضي.

وتبرر غرفة صناعة الجلود هذا&الارتفاع إلى زيادة تكلفة الإنتاج، بنحو 100%، ما أدى إلى تراجع المبيعات بنحو 40% مقارنة بعيد الفطر الماضي.

ويعتبر تناول الكعك والبسكويت من أهم طقوس الاحتفال بعيد الفطر في مصر، لكن بعضهم قد لا يتذوقه هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار المنتجات الجاهزة بنحو 50%، بينما ارتفعت أسعار مكونات اعداده في المنزل بنحو 25%، ولاسيما الدقيق والسمن والسكر والمكسرات.
وحسب تصريحات رئيس شعبة صناعة الحلوى، صلاح العبد، فإن السوق تشهد ركودًا في مبيعات كعك&العيد، بنسبة 25%، مقارنة بالعام الماضي.

وأضاف أن الركود يرجع لزيادة الأسعار، بسبب ارتفاع سعر مكونات الإنتاج من السمن والدقيق والزبدة، والسكر والمكسرات، مشيرًا إلى أن أسعار كعك&العيد تبدأ من 85 جنيهًا للكيلو، و75 جنيهاً لكيلو الغريبة، والبسكويت، والبيتي فور بـ90 جنيهًا للكيلو.

ويرتبط الاحتفال بعيد الفطر أيضًا لدى المصريين بتناول الأسماك المملحة، ولاسيما الرنجة المملحة، ولكن الإقبال عليها هذا العام انخفض بنسبة كبيرة، بسبب ارتفاع أسعارها بنسبة 30%.

وتسببت الحكومة في زيادة معاناة المصريين من الفقراء، بعد أن رفع سعر سلعتين في بطاقات السلع المدعومة، وهما السكر من 8 إلى 10 جنيهات، والزيت من 12 إلى 14 جنيهًا، بالتزامن مع رفع دعم الفرد الخامس في كل البطاقات، بمقدار 4 جنيهات.

وقال وزير التموين علي المصيلحي، في مؤتمر صحافي، إن تطبيق الزيادة الجديدة سيكون في الأول من يوليو المقبل، وأضاف: "لن تكون&هناك تشوهات سعرية، لأن السكر كان يباع بـ10 جنيهات في السوق الحرة، وفي التموين بـ8 جنيهات، وهو ما كان يدفع بقالي التموين إلى إخفاء السكر والزيت، وهذا لن يكرر حاليًا".