«إيلاف» من لندن: فيما اكد العبادي أن النصر النهائي على تنظيم داعش قريب جداً، فقد نفذت القوات العراقية حركة التفاف على مسلحي التنظيم في الموصل القديمة وحاصرتهم في كيلومترين مربعين، فيما اشار التحالف الدولي الى انه لم يتبقَ هناك سوى 200 منهم ولن يتمكنوا من الصمود الا لبعض الوقت.

واعلن الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، أن وحدات من الشرطة نفذت مساء امس عملية التفاف في باب البيض وتحاصر مسلحي تنظيم داعش في محيط كنيسة شمعون، واشتبكت معهم بالاسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية. واشار في بيان تابعته «إيلاف» الى أن وحدات اخرى من مغاوير النخبة تتقدم من جنوب المدينة القديمة باتجاه جامع الزيواني وتقترب القطعات المتوغلة في الوسط مسافة عشرات الامتار للسيطرة على شارع الفاروق .

واضاف الفريق رائد جودت أن قواته التي قاتلت الى جانب قوات الجيش وجهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي قضت تمامًا على اشرس تنظيم ارهابي ظهر الى الوجود وما تبقى منه حاليًا بضع عشرات من المجرمين يتحصنون بمساحة لا تتجاوز 600 متر مربع مكتظة بالمنازل والازقة الضيقة .

واوضح ان 4 فرق قتالية تابعة للشرطة الاتحادية تحكم قبضتها على منافذ المدينة القديمة وتقف على مشارف المجمعات التجارية في السرجخانه بعد ان رفعت الاعلام العراقية على شارع الفاروق .. وتوقع حسم قواته التي تتقدم بثلاثة محاور للمعركة، وتصل الى شارع الكورنيش المحاذي لنهر دجلة في غضون ايام قليلة.

ومن جانبه، قال قائد عمليات قادمون يانينوى الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله إن قوات جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية يحاصرون عناصر داعش في المربع المتبقي من المدينة القديمة، ولا مجال للهروب امامهم الا الموت أو الاستسلام.. مشدداً بالقول "النصر بات مسألة وقت".

القوات العراقية تتوغل في أزقة الموصل القديمة

 

العبادي: الوقت قريب جدًا لاعلان النصر النهائي على داعش

اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن الوقت قريب جداً لاعلان النصر النهائي على تنظيم داعش الارهابي، وقال خلال كلمة له اثناء جولة تفقدية في عدد من المؤسسات الخيرية والانسانية المعنية بالرعاية الاسرية والاجتماعية في مدينة الكاظمية ببغداد الليلة الماضية، "إن الدواعش يحاولون الحاق دمار كبير وارتكاب ابشع الجرائم ضد المدنيين في آخر بقعة محاصرين فيها بالموصل". واضاف: "ان العالم يشهد لقواتنا بالتعامل الانساني المتميز" ..مؤكدًا "اننا نسعى الى تحرير الانسان قبل الارض"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته «إيلاف».. منوهًا الى انه لولا دماء الشهداء والجرحى لما تحققت هذه الانتصارات الباهرة .

 ووزع العبادي خلال جولته الهدايا على الاطفال الايتام مهنئًا بعيد الفطر السعيد، كما اطلع على الاعمال الجارية والمشاريع العمرانية المستقبلية للمؤسسات الانسانية.

وبالترافق مع ذلك، كشف التحالف الدولي ضد داعش عن عدد عناصر تنظيم داعش، الذين ما زالوا في غرب مدينة الموصل .. مشيراً إلى وجود توازن دقيق في معركة تحرير ما تبقى من المدينة.

وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل جوزيف سكروكا، في تصريح نقله موقع سي ان ان الاميركي، "في المدينة القديمة بالموصل، هناك عدد قليل من مقاتلي داعش يمكنهم الصمود لبعض الوقت". وأضاف أن "هناك توازناً دقيقاً يتمثل بأهمية التأني لإنقاذ المدنيين، وفي الوقت ذاته على القوات العراقية وقوات التحالف أن تكون سريعة بما فيه الكفاية لإنقاذ الأهالي من المجاعة".

 واشار سكروكا الى أن "هناك نحو 200 مقاتل بداعش ما زالوا غرب الموصل، وهناك قتال صعب لا يزال غرب المدينة". واوضح قائلاً: "في المدينة القديمة بالموصل هناك عدد قليل من مقاتلي داعش يمكنهم الصمود لبعض الوقت". 

القوات العراقية في عمق الموصل القديمة

 

وعلى الصعيد نفسه، قال الفريق عبد الغني الأسدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب، إن المعركة لاستعادة السيطرة الكاملة على مدينة الموصل ستنتهي خلال أيام، واعتبر ان التنظيم ساقط عسكريًا، وإن محاولة المقاومة من الدواعش فشلت. واكد انه "لم يبقَ إلا الشيء القليل من المدينة وتحديدًا المدينة القديمة". وأضاف "من حيث التقييم العسكري داعش انتهى وفقد روح القتال وفقد توازنه ونحن نوجه لهم نداءات أن يستسلموا أو يلاقوا الموت".

ويقول الجيش العراقي إن المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة داعش في الموصل، التي كانت معقل التنظيم في العراق، أقل من كيلومترين مربعين. ويقود جهاز مكافحة الإرهاب المعركة في الأزقة الضيقة المكتظة بالسكان في المدينة القديمة، التي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة.

ودمر الدواعش الأسبوع الماضي جامع النوري التاريخي ومئذنته الحدباء، ومن هذا المسجد الشهير أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام دولة الخلافة على أراضٍ في العراق وسوريا قبل ثلاثة أعوام، حيث لا تزال أرض المسجد تحت سيطرة المتشددين.

وقال الجيش امس الاثنين إن القوات العراقية سيطرت على حي الفاروق في الشطر الشمالي الغربي في المدينة القديمة المقابل للمسجد.

يذكر ان عملية اقتحام المدينة القديمة في غرب الموصل، حيث الأزقة الضيقة والمباني المتلاصقة تمثل تتويجًا للحملة العسكرية التي بدأتها القوات العراقية قبل أشهر لاستعادة كامل مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في البلاد. وخسارة الموصل ستشكل النهاية الفعلية للجزء العراقي من "الخلافة" العابرة للحدود، التي أعلنها تنظيم داعش في يونيو عام 2014، بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا المجاورة.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014، لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.