تابعت صحف عربية الأزمة بين قطر وعدة دول عربية، ورد الدوحة على طلبات هذه الدول مقابل رفع الإجراءات المتخذة ضدها.

وبينما يرى بعض الكتاب أن فك الحصار يرتبط بالتزام قطر بتلبية المطالب، انتقدها البعض الآخر في صحف قطرية.

"قطرة تواضع"

يقول خالد السليمان في "عكاظ" السعودية إن "معظم الشروط التي عرضتها الدول الخليجية الثلاث على شقيقتها قطر هي حلول جذرية تهدف لاقتلاع كل أسباب الخلاف من جذورها، وهي لا تمس السيادة القطرية بقدر ما تعالج 20 عاماً من المس بسيادة وأمن ومصالح جيرانها الغاضبين".

ويضيف السليمان "إصرار الدول الثلاث على وضع حلول جذرية وحسم حالة الضبابية بات ملحا، فهذه الدول لم تعد تحتمل أن تكون قطر ثغرة في حصنها في ظل التحديات التي تعصف بالمنطقة".

ويقول غسان شربل رئيس تحرير "الشرق الأوسط" اللندنية "قبل عقدين رسمت قطر لنفسها سياسة هجومية تميزت بتدخلات مباشرة وعلنية، خصوصا في ساحات (الربيع العربي)".

ويضيف شربل "تحتاج قطر إلى مراجعة حساباتها. تحتاج إلى قطرة تواضع لا بد منها للتحلي بالواقعية في استخلاص دولة وعاصمة. العبر. التواضع يساعد الدولة على فهم حدود دورها. يساعدها أيضا على فهم حدود أدوار الآخرين. قطرة ضرورية لتجنيب قطر أثمان الطلاق مع بعض جيرانها. إنها قطرة تواضع من أجل قطر نفسها، قبل أن تكون من أجل الآخرين. لابد من العودة إلى الدولة الطبيعية والأدوار الطبيعية".

كذلك يقول عبد العزيز الجار الله في "الجزيرة" السعودية "من كان يلوم الدول العربية على مقاطعتها لقطر وإيران الآن سيعرف الحقيقة الكاملة عن سبب المقاطعة لقطر، ولماذا تم تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، ولماذا جمعت السعودية جميع الدول الإسلامية في مايو 2017 مع أمريكا للاتفاق على محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة، هذه الرسالة يجب أن تصل للحكومات والشعوب".

في ذات السياق، يكتب نضال منصور في "الغد" الأردنية "لا تملك قطر ترف الوقت كثيراً، فهي رغم قوتها الاقتصادية فإنها لا تستطيع أن تتعايش مع الحصار السياسي والاقتصادي طويلاً، وأكثر ما يمكن أن تفعله فوراً أن تتجه لتعزيز تعاونها الاستراتيجي مع تركيا للتصدي لأي مخاطر مستقبلية، ما سيعمق الأزمة إقليمياً".

"لائحة تعجيزية"

من جانبها، كتبت "الوطن" القطرية في افتتاحيتها "ستسقط القائمة كما فشل الحصار".

وترى الصحيفة أن "تلك المطالب، التي وصفها عدد من القادة بأنها مخالفة للقانون الدولي، ويجب التخلص منها، ونعتتها صحف عالمية، ومفكرون وسياسيون، وناشطون في الشأنين القانوني والإنساني، بأنها ليست مطالب، إنما هي قائمة إملاءات، ولائحة تعجيزية. قطعا ستسقط القائمة اللامعقولة واللامقبولة، وكما فشل الحصار في أن ينال من عزيمة وإرادة قطر، لن تنال تلك القائمة من سيادتها، وتمسكها الراسخ باستقلالية قرارها وإرادتها".

ويقول أحمد القديدي في "الشرق" القطرية "يسجل المراقبون موقف قطر الداعي للحوار بعد رفع الحصار المضروب حولها وهو موقف يحترم أبجديات التعاطي الناجع مع الأزمات لأن كل حوار جاد ومثمر لا يتم في ظروف استعمال القوة أو التلويح بها بين أطراف تفرض الحصار غير المشروع وبين طرف مستهدف مطلوب منه أن يبصم على إملاءات غريبة ومتباينة وغير صحيحة الأسس".