حسم قائد سني عراقي جدلا سياسيا وإعلاميا حول طبيعة مؤتمر سيعقد في بغداد منتصف الشهر المقبل قيل انه لقوى وشخصيات سنية معارضة بتأكيده أنه ليس معارضا وإنما لتحديد رؤية مستقبلية للمقبل من الأيام بين ممثلي المحافظات المحررة "السنية" ضمن الدولة العراقية.. فيما وجهت نائبة عن الموصل نداء استغاثة لإنقاذ عائلات من تحت انقاض منازل مدينتها القديمة. 

وقال رئيس تحالف رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ان محاولات تلفيق تنشر حول مؤتمر للشخصيات والقوى العراقية سيعقد منتصف الشهر المقبل في محاولة لطمس الحقائق وتضليل الرأي العام والتقليل من شأن الجهود المبذولة في تحقيق مصالح البلد وشعبه ومكوناته.

 وأشار في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الثلاثاء "أن وحدة الصف والتعاضد لم تكن يوما عامل ضعف او وهن وان مواجهة الأزمات بروح التكاتف تعد خطوة واسعة على طريق ايجاد الحلول ولا شك ان من يريد افشال هذا المسعى او تضليل الرأي العام حوله قد وجد نفسه خارج إطار الأهمية فهذا المؤتمر الجامع ربما يحبط كل مساعيه في اثارة الفتن والتعكز على النعرات لإبقاء الحال كما هي عليه ولا شك أنه غير مبال بما يجري لأبناء المناطق المحررة منذ نحو 14 سنة مضت".

وقالت تقارير صحافية قالت ان سليم الجبوري الذي يرتبط بعلاقات جيدة بطهران قد حصل على الضوء الأخضر منها لعقد مؤتمر للقيادات السنية في بغداد بهدف تنظيم مشاركتهم في العملية السياسية.

رؤية مستقبلية للمقبل من الايام بين ممثلي المحافظات المحررة

وتابع الجبوري قائلا انه من خلال مسؤوليتيه الوظيفية والأخلاقية يشعر ان من الضروري السعي لتحقيق حالة من الوئام والانسجام بين مكونات الشعب العراقي بل وحتى بين أطراف المكون الواحد وذلك لخلق بيئة مناسبة للحوار يستطيع العراقيون من خلالها ايجاد حلول لمشاكلهم وازماتهم وإنهاء معاناة الشعب التي استمرت طويلا. واوضح ان المؤتمر الذي سيعقد في بغداد هو نتاج عمل دؤوب وحصيلة حوارات طويلة جرى خلالها البحث مع الجهات والشخصيات الفاعلة في كل التفاصيل من أجل الخروج بنتائج يمكن ان تعود على كل المكونات بالخير والفائدة.

وشدد الجبوري على ان "المؤتمر الذي سيعقد ليس مؤتمرا للمعارضة كما روج له البعض بل هو فرصة لايجاد خيمة جامعة من اجل تحديد رؤية مستقبلية للمقبل من الأيام بين ممثلي المحافظات المحررة ضمن الدولة (السنية) وانطلاقا من بغداد وان ما تم ترويجه من اسماء بزعم انها هي التي ستحضر دون غيرها هو عار عن الصحة فالجميع مدعو للحضور وسيتم الشروع بتوجيه دعوات لكل الشخصيات التي لها حضور مؤثر في المشهد العراقي".

وكانت تقارير نسبت إلى مصدر في اتحاد القوى السنية اشارت الى ان سليم الجبوري الذي يرتبط بعلاقات جيدة بطهران قد حصل على الضوء الأخضر منها لعقد مؤتمر للقيادات السنية في بغداد بهدف تنظيم مشاركتهم في العملية السياسية" .. منوها الى ان معظم المشاركين في المؤتمر المنتظر هم منخرطون فعليا في العملية السياسية منذ سنوات إضافة إلى بعض الوجوه من الشخصيات السنية السياسية والعشائرية والاقتصادية وذلك بهدف تسويقهم على أنهم ممثلو المكون السني.

واشار المصدر الى ان "هدف القادة السنة المشاركين في العملية السياسية حالياً من المؤتمر هو ترتيب أوضاعهم للانتخابات البرلمانية المقبلة في ابريل عام 2018 وسط شعورهم بأن الشارع السني محبط منهم ومن أدائهم الفاشل الذي تسبب في تدمير مدنهم وتشريد الملايين منهم". 

انتقادات وتهديدات

وبعد موجة انتقادات وتهديدات بملاحقة المشاركين في المؤتمر ممن هم مطلوبون للقضاء ويقيمون خارج العراق فقد أكد اتحاد القوى السنية عدم مشاركة مطلوبين للقضاء بين المشاركين في مؤتمر السنة.

وسبق للجبوري ان أعلن خلال اليومين الماضيين أن مؤتمرا للقوى السنية سيعقد في بغداد منتصف يوليو المقبل بهدف الوصول للتفاهم حول حلول حقيقية لأزمات البلاد منوهاً إلى أن المؤتمر قد يسمح للمعارضة وغيرها بالمشاركة استعداداً لدخولها العملية السياسية لكن قوى التحالف الشيعي رفضت بشدة حضور شخصيات مطلوبة بما قالت انها "جرائم إرهابية وجنائية" إلى مؤتمر المصالحة الوطنية. ودعت إلى "ضرورة التأكد من مطلوبية الضيوف للقضاء قبل دعوتهم".

وأشارت التقارير إلى حضور أشخاص متهمين بقضايا "جنائية" منهم نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي ووزير المالية السابق صابر العيساوي وآخرون ممن كانوا مشاركين في العملية السياسية واثيرت ضدهم لاحقاً قضايا جنائية يقول القادة السنة إنها ملفقة ولها غايات سياسية بهدف إقصاء الشخصيات السنية عن المشهد السياسي العراقي.

نائبة تستغيث: أتقذوا عائلات تحت أنقاض منازل الموصل

وجهت نائبة من مدينة الموصل نداء استغاثة اليوم لإنقاذ مئات العوائل من تحت الأنقاض في الموصل .

ودعت النائبة عن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل محاسن حمدون حامد الدلي في بيان اطلعت "إيلاف" على نصه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزيري الداخلية قاسم الأعرجي والدفاع عرفان الحيالي والجهات الأمنية كافة الى تدخل فوري وعاجل لإنقاذ مئات العوائل من تحت الأنقاض في الموصل.

واشارت الى ان هؤلاء الموجودين تحت الانقاض "منهم من مات ومنهم من يطلب النجدة وعلى الجميع التدخل وذلك بإرسال فرق الدفاع المدني من جميع محافظات العراق".. وطالبت القوات الأمنية بتسهيل مهمة فرق الانقاذ للوصول إلى المناطق المنكوبة وخصوصاً الموصل القديمة.

واضافت ان قوات الدفاع المدني في الموصل لا تكفي لسد الكارثة وتعمل بسيارات وآليات قليلة جداً كما أن جميع رجال الدفاع المدني يعملون بدون رواتب".. مشددةً على "أهمية التدخل الفوري العاجل لخطورة الموضوع". 

واكدت أن "هناك أناسًا يرغبون بالمشاركة مع رجال الدفاع المدني لإنقاذ الجرحى وإخراج الجثث ولكن القوات الأمنية تمنعهم من الوصول".

وأمس قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن 3100 مدني على الأقل لقوا مصرعهم إثر الغارات الجوية للتحالف الدولي ضد داعش على العراق وسوريا منذ بدء الحرب على تنظيم داعش صيف 2014.

واشارت الى ان الجيش الأميركي يعطي تقديرات منخفضة جدا حينما يقول إن غاراته أسفرت عن مقتل 352 مدنيا فقط"وان "عدد القتلى المدنيين هو ثمانية أضعاف ما تؤكده الولايات المتحدة".

 ووفقًا للارقام فإن حصيلة الضحايا من المدنيين الذين قتلوا خلال الربع الأول من عام 2017 ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنة بالفترات السابقة.

واضافت أن "القادة العسكريين الأميركيين حصلوا على حرية أكبر في اتخاذ قرارات بشأن الغارات الجوية على سوريا والعراق في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وهو اتجاه تعزز هذا العام في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب".