إيلاف - متابعة: أعاد الفيروس، الذي أعلنت شركات كبرى متعددة الجنسية الثلاثاء تعرضها لهجماته، إلى الأذهان الهجوم المعلوماتي الذي ضرب الشهر الماضي أكثر من 150 دولة واستهدف أكثر من 200 ألف ضحية.

وبدأ الهحوم المعلوماتي في روسيا وأوكرانيا وانتقل الى غرب أوروبا ومنها إلى الولايات المتحدة.

وأكدت شركة النقل البحري الدنماركية "ميرسك" وشركة الاعلانات البريطانية "دبليو بي بي" والشركة الصناعية الفرنسية "سان غوبان" تعرضها للهجوم الإلكتروني، موضحة انها قامت بحماية برامجها المعلوماتية لتفادي فقدان محتمل لأي بيانات.

وجاءت أولى التقارير عن الهجوم من المصارف الأوكرانية، ومطار كييف الرئيسي وعملاق النفط الروسي "روسنفت" في حادثة تذكر بفيروس "واناكراي" الأخير.

نسخة معدلة من "بيتيا"

وقال الخبراء إن الهجوم ناجم عن فيروس "بتراب" (Petrwrap)، وهو نسخة معدلة عن فيروس "بيتيا" الخبيث المرفق بطلب المال، والذي ضرب العام الماضي، وطلب من ضحاياه دفع أموال مقابل إعادة بياناتهم.

كما يذكر الفيروس ببرنامج "واناكراي" الخبيث، الذي انتشر في الشهر الماضي، وضرب أكثر من 150 دولة وأكثر من 200 ألف ضحية.

وقال كوستن رايو، الباحث في شركة "كاسبرسكي لاب" لأمن الكومبيوتر، ومقرها موسكو، على تويتر، إن "الفيروس ينتشر في العالم، عدد كبير من الدول تأثر".

ولكن "كاسبرسكي لاب" قالت إنه وفق معلوماتها الأولية، فإن الفيروس ليس نسخة من "بيتيا"، وإنما فيروس جديد "لم نشهده من قبل"، واسمته "نوت بيتيا" (NotPetya).

وكتب رئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير غروسمان على فيسبوك، إن الهجمات في بلاده "غير مسبوقة"، لكنه أكد بأن "الأنظمة المهمة لم تتأثر".

هجوم معلوماتي عالمي

قال البنك المركزي الأوكراني إن العديد من البنوك تعرض للهجوم المعلوماتي، مما أعاق عمليات مصرفية، محذرًا مؤسسات مالية أخرى طلب منها تشديد إجراءات الحماية.

وقال البنك في بيان إن البنوك تشهد "صعوبة في خدمة الزبائن والقيام بعمليات بمصرفية" بسبب الهجمات.

ومن بين الذين تعرضوا للهجوم بنك اوشادبنك، أحد أكبر المصارف الأوكرانية.

وقالت شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت" في وقت سابق، إنها ضحية "هجوم معلوماتي كبير" يستهدف خوادمها، لكن "إنتاج واستخراج النفط لم يتوقف" بفضل خوادم الاحتياط.

والهجوم الذي تعرضت له الشركات الروسية والاوكرانية يتعلق بنوع من البرامج الخبيثة التي تمنع المستخدم من دخول الكمبيوتر، وتشترط شراء مفتاح للولوج، بحسب شركة الامن المعلوماتي "غروب آي بي".

وخارج أوكرانيا وروسيا، ضربت موجة الهجمات المعلوماتية شركة "ميرسك" الدنماركية للنقل البحري والشركة الفرنسية "سان غوبان" لمواد البناء وشركة الاعلانات "دبليو بي بي" ومقرها بريطانيا.

وقالت "سان غوبان" لوكالة فرانس برس، "قمنا بعزل أجهزة الحاسوب لحماية بياناتنا". وقال ممثل عن "ميرسك" لوكالة فرانس برس إن أنظمة المعلوماتية الخاصة بالشركة "خارج الخدمة في كافة وحدات العمل بسبب فيروس".

وبدأت الهجمات حوالى الساعة 2:00 بعد الظهر بتوقيت موسكو (11:00 ت غ)، حسب ما أعلنت المجموعة، وانتشرت سريعًا إلى 80 شركة في أوكرانيا وروسيا.

وقال يفغيني غوكوف، المتحدث باسم "غروب آي بي" في رسالة الكترونية، إن برنامج فك التشفير يطالب بدفع 300 دولار بعملة بيتكوين دون أن يسمي برنامج التشفير، مما يجعل التوصل لحل صعبًا.

شركات طاقة... مطار

وتأثرت أجهزة الكمبيوتر في تشرنوبيل بالهجوم المعلوماتي، ما اضطر الفنيين في محطة الطاقة النووية الأوكرانية الى قياس النشاط الإشعاعي بعدادات يدوية، وفق مسؤولين في المحطة النووية.

وضرب الهجوم شركة الكهرباء في كييف "كييف انرغو". وقال ممثل عن الشركة لوكالة انترفاكس اوكرانيا، "أجبرنا على أغلاق كل حواسيبنا".

كما أثر الهجوم على بعض حواسيب الحكومة الأوكرانية والموقع الالكتروني لمطار بوريسبيل، أكبر مطارات أوكرانيا.

وكتب مدير المطار بافلو ريابيبكين على فيسبوك "إن الموقع الالكتروني الرسمي للمطار وجدول الرحلات لا يعملان!" دون تأكيد التعرض لفيروس.

وقال المركز الاعلامي للحكومة إن فيروس "بيتيا" ضرب "حواسيب شخصية" لبعض الاشخاص، ولكن ليس الخوادم الحكومية.

وأكدت شركة التوصيل الاوكرانية "نوفا بوشتا" أن الفيروس الذي ضرب حواسيبها هو "بيتيا إيه".

وفي الولايات المتحدة، اخترقت شركة "ميرك" وكذلك شركة "دي ال اي بايبر" للمحاماة في نيويورك.

وقالت ميرك على تويتر، "نؤكد أن شبكة الكمبيوتر في شركتنا تعطلت اليوم في إطار هجوم عالمي. تعرضت شركات أخرى أيضًا".

وقال شون سوليفان الباحث في مجموعة "اف سكيور" الفنلندية لأمن المعلوماتية، "يبدو أن وراءه مجرمين محترفين، وأعتقد أن المال هو الدافع".

وأضاف أنه خلافًا لفيروس "واناكراي"، فإن هذا الهجوم يتضمن "عناصر متطورة تسهل اختراق الأنظمة".

وبلغت كلفة مساعي وقف الهجمات المعلوماتية على مستوى العالم أرقامًا ضخمة، ويقدر سوق الأمن المعلوماتي كلفة الحماية هذا العام بنحو 120 مليار دولار، أي أكثر بـ30 مرة ما كان عليه قبل 10 سنوات.

لكن الخبراء يقولون إن تلك المبالغ الطائلة قد تبدو ضئيلة خلال بضع سنوات، بعد أن شلت فيروسات خبيثة حواسيب في أنحاء العالم في الاسبوع الماضي.