يؤكد المعنيون أن لقاء بعبدا التشاوري الذي دعا إليه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون يبقى مرهونًا بمدى خطة الإصلاح ومحارية الفساد في لبنان خصوصًا أن الوثيقة التي صدرت عنه رسمت قيام دولة عصرية في لبنان.

بيروت: يعتبر البعض أن لقاء بعبدا الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال عون إنما هو لقاء تشاوري لا يحلّ بأي شكل من الأشكال محل مؤسسات الدولة، وأن الوثيقة التي صدرت عنه قد رسمت في مضامينها خارطة طريق بنيوية نحو قيام دولة عصرية مدنية تحاكي طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم التطويرية على أن يبقى تنفيذ الخطط النهضوية منوطًا بمؤسسات الدولة التي سيكون على عاتقها ترجمة هذه الخطط عمليًا على أرض الواقع سواءً تشريعيًا في مجلس النواب أو تنفيذيًا في مجلس الوزراء.

مضامين عامة

تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه ل"إيلاف" أن مضامين وثيقة بعبدا للعام 2017 تبقى عامة، وتحتوي على برنامج وطني وحكومي، وهو برنامج للعهد بالإجمال، ويجب تحقيق هذه المضامين من خلال برامج توضع وضرورة ملاحقتها من أجل الوصول إلى نتائج مرجوة.

إصلاح جدي

عن تشبيه البعض وثيقة بعبدا للعام 2017 بأنها ملاصقة لمطالب الحراك المدني في لبنان فهل تبقى وعودًا كغيرها من الحوارات السابقة؟ يؤكد علوش أن القضية مرهونة بكيفية المتابعة والوصول إلى نتائج إذ لا يمكن تحقيق أي إصلاح في الوضع القائم في لبنان، من دون الإهتمام بالبنى التحتية من مياه وطرق بالإضافة إلى الإقتصاد ومحاربة الفساد، ومن دون إصلاح إداري جدي وإعادة النظر بكيفية إدارة شؤون الناس لا يمكن تحقيق أي نقطة من وثيقة بعبدا للعام 2017، مع إدارة مهترئة ومنظومة تعليم في لبنان رسمي تتهاوى بشكل يومي مع كل هذه الأمور يجب القيام بإصلاح جدي في لبنان على جميع المستويات.

العهد الجديد

هل هناك أمل في العهد الجديد للقيام بإصلاح جدي على الصعيد الإقتصادي وأيضًا على جميع الأصعدة؟ يجيب علوش أن كل الجهود القائمة اليوم من أجل تحصين الوضع الإقتصادي في لبنان، لكن طالما ان حزب الله ودولته يحكمون لبنان فلا يمكن التوصل الى نتائج مرجوة في هذا الخصوص.

لقاء بعبدا

وردًا على سؤال هل سيبقى لقاء بعبدا يتيمًا أم ستتبعه لقاءات أخرى؟ يجيب علوش أن المرجح أن تكون هناك لجان متابعة للقاء بعبدا الأخير، من خلال لقاء يجمع رؤساء الكتل والأحزاب، والوثيقة تصدر من لجان المتابعة، ويمكن العودة إلى هذا اللقاء عندما نلمس نتائج منه تُبحث وتوضع في أطر معينة.

تهديدات

عن التهديدات للمساجد والكنائس من قبل داعش في الفترة الأخيرة خصوصًا خلال عيد الفطر يؤكد علوش أن عيد الفطر والتجمع في المساجد قد انقضى، والأمور لن تصل إلى خواتيم مأساوية، رغم أننا في منطقة مع العالم تتعرض للإرهاب، ويجب التحصن دائمًا أمنيًا.

أي دور للعهد الجديد أمنيًا في لبنان؟

يؤكد علوش أن العهد سيستمر بما سبق ولا تغيرات كبرى، ومع تقاسم السلطة بين سلطة شرعية وسلطة أمر واقع تبقى الأمور الأمنية عرضة لما ستفعله سلطة الامر الواقع، من هنا لا نأمل خيرًا قبل التسوية الكبرى في لبنان على السلاح غير الشرعي، وبالتحديد سلاح حزب الله.