إيلاف من لندن: تنفذ السلطات الإيرانية حاليا حملة لإزالة قبور الآلاف من ضحاياها ممن نفذت فيهم أحكام الإعدام بذريعة معارضتهم لها، وسط مخاوف من إقدامها على طمس معالم قبور ضحايا مجزرة عام 1988 التي طالت 30 الف معارض.. فيما اكدت شخصيات سياسية عربية ودولية على ضرورة تغيير النظام واسقاطه وتحويل إيران من نظام الاستبداد إلى نظام ديمقراطي، ومن نظام التسلط والهمجية والعنف والتعذيب إلى الحرية والاستقرار والأمن. 

وتقوم السلطات الإيرانية هذه الايام بهدم قبور عناصر منظمة مجاهدي خلق الذين كانت قد أعدمتهم في ثمانينات القرن الماضي ولاسيما ضحايا مجزرة عام 1988 التي طالت حوالي 30 الف معارض في عدد من المدن وخاصة في مقبرة "وادي رحمت" في مدينة تبريز، حيث تم لحد الآن هدم قبور 75 من الضحايا وبينهم "ثريا ابوالفتحي" التي أعدمها النظام رغم انها كانت حاملاً. 

وقد صبت عناصر المخابرات الإيرانية الخرسانة بسمك أكثر من 10 سنتيمترات وقامت بتسطيح أراضي هذه القطعة من المقبرة بهدف إزالة معالم قبور الضحايا كما إنهم نصبوا في موقع التخريب لوحة تحمل كلمات "توحيد بناء قطعة الأطفال" ووضعوا بعض شواهد القبور في موقع الخرسانة الجديدة للتستر على ما فعلوه من هدم لقبور الضحايا، حيث إن آثار إطارات العجلات المستخدمة من قبل عناصر المخابرات وشواهد القبور المدمرة وكذلك مراحل صب الخرسانة ووضع لوحات جديدة قد تداول صورها ناشطون إيرانيون. 

وأشار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان صحافي اليوم تسلمت "إيلاف" نصه إلى أنّ النظام قام خلال الايام الاخيرة ايضا بتدمير قبور جماعية لضحايا مجاهدي خلق في مقبرة "بهشت رضا" في مدينة مشهد. 

وكذلك في مدينة الأهواز، قامت السلطات بتعريض الطريق لغرض طمس قبور الضحايا لكنه وخلال عملية الحفر هناك ظهرت رفات متكدسة في قبر جماعي كان مغطى بالاسمنت سرعان ما عمل عناصر النظام بالتغطية على ظهور هذه المقبرة الجماعية بالتراب ثم واصلوا عملهم بتعريض الشارع. 

ودعا المجلس الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان خاصة المفوض السامي لحقوق الانسان والمقررة الأممية الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في إيران إلى إدانة هذه الأفعال اللاإنسانية والعمل الفوري للحيلولة دون إزالة الوثائق والشواهد والأدلة للإعدامات الجماعية ومجزرة السجناء السياسيين لاسيما الإعدامات الجماعية في عام 1988. 

وشدد على ضرورة تقديم الجناة الحاكمين في إيران حاليًا إلى العدالة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية تمثلت في اكثر من 120 ألف عملية إعدام سياسي شهدتها البلاد.

تضامن دولي مع مؤتمر المعارضة الإيرانية

وعشية مؤتمر باريس الموسع في الأول من يوليو 2017 وبمشاركة عشرات الآلاف من ابناء الجالية الإيرانية وبجانبهم مئات من الشخصيات السياسية من مختلف البلدان الأميركية والأوروبية والعربية والاسلامية، فقد اعلنت رموز سياسية تضامنها مع المؤتمر مؤكدة ضرورة العمل على تغيير النظام واسقاطه وتحويل إيران من نظام الاستبداد والهمجية والعنف والتعذيب إلى نظام ديمقراطي يحقق الحرية والاستقرار والأمن.

فقد أكد أنورمالك كاتب وصحافي وعضو هيئة جامعة الدول العربية في سوريا سابقًا انه لايمكن أن يتم أي استقرار في العالم مادام هناك هذا النظام القائم في إيران حاليًا، والذي يمارس الفاشية الدينية والاستبداد.

وشدد على ان تغيير هذا واسقاطه صار ضرورة ملحة من أجل أمن إيران وأمن كل دول الجوار وأمن العالم برمته وتحويل إيران من نظام الاستبداد إلى نظام ديمقراطي، ومن نظام التسلط والهمجية والعنف والتعذيب إلى الحرية والاستقرار والأمن. 

اما آلخو فيدال كوادراس، رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة، فقد اكد على ضروة العمل لتغيير النظام واقامة إيران حرة وديموقراطية. وأشار إلى أنّ الوضع لايزال متدهورًا في إيران، حيث تستمر الاعدامات وانتهاكات حقوق الانسان والتمييز ضد النساء واستراتيجية عداء النظام للسلام العالمي واختبارات صاروخية. ونوه إلى أنّ كل هذه الامور تشير إلى أنّ الغاية الحقيقية للنظام من توقيع الاتفاق النووي هي الحرب واستمرار الجهود لتعزيز القدرات الصاروخية مع رؤوس نووية.

اما لوتشومالان عضو هيئة الإدارة لمجلس الشيوخ الايطالي، فقد دعا جميع المناهضين للنظام االإيراني إلى مشاركة التجمع الضخم المزمع عقده في باريس من أجل إيران حرة.

واكد دعم نضال الشعب الإيراني من أجل إيران الحرة وإنتخابات حرة وإيران لا تحمي الإرهاب وإيران بدون الحكم الديني الفاسد الذي يعمل ضد الشعوب وضد الامن في أرجاء العالم.

ومن المنتظر ان يعقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤتمره السنوي بباريس في الاول من يوليو المقبل في ظل ظروف حساسة داخلياً وإقليمياً ودولياً ، حيث اكد المجلس أن أكثر من 100 ألف من افراد الجالية الإيرانية ومئات من الشخصيات السياسية والدينية من جميع أرجاء العالم سيشاركون فيه.

وتطالب المعارضة المجتمع الدولي بدعم مشروعها في إسقاط النظام ومحاكمة مرتكبي مجزرة إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 1988. ودعا المجلس في بيان إلى "إسقاط النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران وإحلال الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، والسلام والاستقرار في المنطقة والأخوة مع الجيران".

وأشار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أن "عشرات الآلاف من أبناء الجاليات الإيرانية سيتوافدون من مختلف أرجاء العالم إلى المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس، وهذا التجمع الحاشد الذي يمثّل أبناء الشعب الإيراني بجميع أعراقه وأجناسه وأديانه سيطالب بإسقاط النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران". وشدد على أن "صوت البديل الديمقراطي الذي ينظر إلى إيران ومختلف مكوّنات الشعب برؤية متسامحة وبالمساواة بين الجنسين واحترام حقوق جميع الأقليات القومية والدينية للمواطنين بالتساوي".. وتحت شعار "إيران ديمقراطية خالية من السلاح النووي تبحث عن الصداقة مع بقية العالم".