فيما أعلنت القوات العراقية سيطرتها على 70 بالمائة من مدينة الموصل الشمالية، أصدر العبادي تعليماته الى القيادات العسكرية بحسم المعركة هناك، فيما نفذت طائرات أف 16 العراقية ضربات جوية لأهداف داعش ودمرت معامل له للتفخيخ وللعبوات الناسفة ومضافة يتواجد فيها قادة وعناصر للتنظيم.

إيلاف من لندن: طلع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في وقت متأخر الليلة الماضية على آخر المستجدات العسكرية الخاصة بتحرير الجانب الايمن للموصل ومدينته القديمة، وذلك خلال زيارته لمقر قيادة العمليات المشتركة واجتماعه بالقيادات العسكرية والامنية لعمليات "قادمون يا نينوى"، حيث تمت مناقشة خطط المعركة واصدار التوجيهات للقوات وللقيادات لحسم المعركة، كما قال بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "إيلاف"، من دون ان يذكر تفصيلات أخرى. 

وثمن المسؤول العراقي انتصارات القوات العراقية "المرابطة حاليًا في المعركة لتحقيق النصر والحاق الهزيمة بعصابات داعش الارهابية".. مؤكدًا ان تضحيات القوات ودماء الشهداء والجرحى كان لها الدور الكبير بتحقيق النصر.. مشددًا بالقول "اننا عازمون على تحرير كامل الاراضي العراقية التي اغتصبتها العصابات الارهابية".

وكان العبادي قد اكد الاثنين الماضي أن "الوقت قريب جدا لاعلان النصر النهائي على عصابات داعش الارهابية".. وقال " إن قواتنا البطلة تقاتل وتحقق انتصارات جديدة حتى خلال أيام العيد".

وتمثل عملية اقتحام المدينة القديمة في غرب الموصل، حيث الأزقة الضيقة والمباني المتلاصقة، تتويجًا للحملة العسكرية التي بدأتها القوات العراقية في 17 اكتوبر عام 2016 لاستعادة كامل مدينة الموصل آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في البلاد. وخسارة الموصل ستشكل النهاية الفعلية للجزء العراقي من "الخلافة" العابرة للحدود، التي أعلنها تنظيم داعش في يونيو عام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا المجاورة.

السيطرة على 70 بالمائة من المدينة القديمة

وجاء ذلك في وقت اكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن قواته فرضت سيطرتها على 70% من مساحة مدينة الموصل القديمة.

واشار القائد العسكري الى ان قواته قد فرضت سيطرتها على سبعين بالمئة من المدينة القديمة، بعد تكبيد تنظيم داعش خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات، بعد تقدم القوات باتجاه المدينة القديمة من ثلاثة محاور نحو اهدافها المرسومة مسنودة بطيران الجيش وطائرات الرصد المسيرة. واوضح أن القوات العراقية تخوض معارك شرسة ضد عناصر تنظيم داعش، الذين يقدر عددهم بـ300 إرهابي فقط.

وأضاف أنه في كل واحدة من مناطق المواجهات المسلحة تقوم القوات بفتح ممرات لاخلاء النازحين ونقلهم خارج المدينة القديمة.. اضافة الى وجود فرق خاصة بمعالجة الالغام تواصل مهمتها لتطهير الطرق وتأمينها.

واكد الفريق رائد جودت ان قواته قتلت 63 مسلحًا لداعش، بينهم 5 قياديين منهم أبو احمد الجبوري وزير ديوان الشرطة العسكرية، وأبو فاطمة الانصاري المسؤول العسكري في الجانب الايمن مغربي الجنسية، وابو انس السوري مسؤول المفارز في الجانب الايمن، وأبو رقية مسؤول المشاجب في الجانب الايمن.. كما دمرت 14عجلة مفخخة و52 عبوة ناسفة و6 ثكنات للدواعش واستولت على مواد كيمياوية واحزمة ناسفة واسلحة ثقيلة متنوعة ومستودع للمقذوفات للحربية.

ضربات جوية لأهداف داعش

ومن جانبه، قال الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله قائد عمليات قادمون يانينوى إن قطعات فرقة المشاة السادسة عشرة قد حررت مناطق حضرة السادة والاحمدية في المدينة القديمة من الساحل الايمن للموصل، ورفعت العلم العراقي شامخًا فوق مبانيها.

واشارت خلية الاعلام الحربي التابعة للقوات المشتركة الى ان القوات الامنية قد احبطت محاولة تسلل خمسة دواعش حاولوا العبور سباحة عبر النهر من الموصل القديمة باتجاه الساحل الايسر "حي دوميز وحي سومر"، وكانوا يحملون معهم معدات وأجهزة محمولة في حاوية مطاطية، وقد رصد رجال مديرية الاستخبارات العسكرية المنسوبون للفرقة السادسة عشرة وعناصر اللواء 76، الارهابيين الخمسة وتمت مناداتهم عبر مكبرات الصوت لتسليم أنفسهم الا انهم وعند وصولهم الضفة الاخرى فتحوا النيران باتجاه القطعات الامنية ولم يستجيبوا للنداءات وبدورها ردت عليهم القوات وقتلتهم جميعًا، وتم الاستيلاء على الحاوية المطاطية التي تحمل المعدات والأسلحة.

واضافت انه استنادًا الى معلومات خلية استخبارات قادمون يا نينوى التابعة لمديرية الاستخبارات والامن، فقد نفذ طيارو طائرات أف 16 العراقية عدة ضربات جوية لأهداف منتخبة في قاطع تلعفر قرب الموصل اسفرت عن تدمير وكر يجتمع فيه بعض عناصر داعش ومعمل للتفخيخ وآخر للعبوات الناسفة ومضافة يتواجد فيها عدد من عناصر تنظيم داعش.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة. 

.