واصلت القوات العراقية، صباح الخميس، تقدمها الحذر باتجاه ما تبقى من مناطق المدينة القديمة غربي الموصل، لاستعادتها من قبضة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الجيش العراقي إن قواته تتقدم ببطء نحو المدينة بهدف الحفاظ على أرواح المدنيين، وتوفير ممرات آمنة لهم بعيدا عن ساحات القتال.

كانت القوات قد تمكنت، يوم الثلاثاء، من استعادة بعض الأحياء، مثل حيَيْ البيض ورأس الجادة.

وقال الفريق عبد الغني الأسدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية، لـ بي بي سي إن "المعركة الأخيرة لاستعادة ما تبقى من البلدة القديمة بدأت الساعة الخامسة فجر اليوم بالتوقيت المحلي."

وأضاف أن "ثمة تقدم ملحوظ من عدة محاور".

كما قال العميد شاكر كاظم محسن، رئيس أركان الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش العراقي: "نتحرك الآن ما بين 50 إلى مئة مترا يوميا بهدف حماية السكان في المدينة."

وأضاف: "أحياء المدينة تمتد لنحو 1400 متر، استعدنا منها أكثر من 45 إلى 50 في المئة."

تنظيم الدولة "يواجه نهاية اللعبة" في الموصل

ويقول فراس كيلاني، مراسل بي بي سي في الموصل، إنه يتوقع أن تواجه القوات العراقية خطوط صد دفاعية شديدة، نصبها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في آخر معاقلهم.

وتشارك في معركة استعادة السيطرة على الموصل القوات العراقية، وقوات البيشمركة، وقوات الحشد الشعبي، وقوات الحشد العشائري، إضافة إلى طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

"إرباك الرأي العام"

وفي وقت سابق، قال الفريق سامي العارضي، قائد العمليات الخاصة الثالثة في جهاز مكافحة الإرهاب، لـ بي بي سي إن عدد مسلحي التنظيم في المدينة القديمة يتراوح ما بين 350 و400، بينما يصل عدد المدنيين العالقين هناك إلى 50 ألفا.

في السياق ذاته، نفت قيادة العمليات المشتركة العراقية ما تناقلته وسائل إعلام عن تعرض القوات العراقية في الموصل لقصف جوي من قبل قوات التحالف الدولي.

وأضافت، في بيان، أن "محاولات التشويش تلك وإرباك الرأي العام من خلال إطلاق هذه الشائعات والأخبار الكاذبة في هذا الوقت بالذات، هو دعم إعلامي لعصابات داعش".

وتواجه وحدات المدرعات في الجيش العراقي صعوبة شديدة في شن عمليات عسكرية واسعة في المدينة القديمة بالموصل، نظرا لضيق الشوراع بها.

وبدأت معركة الموصل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لاستعادتها من تنظيم الدولة الذي سيطر عليها في صيف عام 2014.

وفي يناير/كانون الثاني 2017، أعلنت الحكومة العراقية عن تحرير الأجزاء الشرقية من الموصل، لكن ثبت أن تحرير غرب المدينة أصعب بسبب الحارات الضيقة في المدينة القديمة، ما يصعب على العربات المدرعة الوصول إليها.

ويأتي الضغط المتزايد على تنظيم الدولة بعد أقل من أسبوع على تفجير جامع النوري التاريخي ومنارته على يد مسلحي التنظيم.

وقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن تدمير جامع النوري الذي أنشئ قبل أكثر من 800 عام بمثابة "إعلان رسمي للهزيمة من قبل تنظيم الدولة".

وأعلن زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، من جامع النوري عن إقامة "الخلافة" في يوليو/تموز 2014، طالبا من المسلمين الولاء لها.

خريطة لمدينة الموصل
BBC