تشكل خطوة الجيش اللبناني الاستباقية في عرسال، بحسب المعنيين، عاملاً إيجابيًا في انعاش اقتصاد لبنان وسياحته لأن الاقتصاد والسياحة في لبنان مرتبطان بشكل رئيسي بمدى تأمين الأمن والاستقرار في لبنان.

بيروت:
بعد تنفيذ الجيش اللبناني فجر أمس عملية نوعية ثلاثية في عرسال، أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين واعتقال المئات من المشتبه فيهم وإحالتهم للتحقيق يطرح السؤال لأي مدى تسهم العملية الاستباقية للجيش اللبناني في تعزيز هيبة لبنان وأمنه وبالتالي بث الطمأنينة وانعاش الموسم السياحي فيه؟

الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة يؤكد لـ"إيلاف" أن ما قام به الجيش اللبناني يشكل خطوة إلى الأمام في تعزيز الطمأنينة وبالتالي انعاش سياحة البلد، ويؤثر إيجابًا، ولكن يجب دعم الإقتصاد والسياحة أكثر في لبنان من أجل تعزيز موقعهما بطريقة أفضل.

السياح في لبنان

وردًا على سؤال ما مدى تدفق السياح هذا الصيف إلى لبنان وهل الموسم يبقى واعدًا هذا العام؟ يؤكد حبيقة أن أن من يأتي إلى لبنان هذا الصيف هم بالأكثرية من المغتربين، أو من العاملين في دول الخليج، وليس العرب والخليجيين، وهؤلاء المغتربين سيأتون بجميع الحالات، ولا يرى حبيقة أن هناك حجمًا كبيرًا من الخليجيين أو المصريين أو الأردنيين في لبنان هذا العام، ومن ناحية أخرى نفهم عدم مجيئهم، ويجب معالجة الموضوع اقتصاديًا وأمنيًا وسياسيًا كي يعود المواطن الخليجي والعربي إلى لبنان، وبالتالي تعود سياحة لبنان إلى الإزدهار من جديد. والسائح يريد متطلبات كثيرة يجب تأمينها في لبنان مجددًا.

ولدى سؤاله لأي مدى تساهم العمليات الإستباقية للجيش اللبناني في مكافحة "الإرهاب" بتعزيز أمن لبنان وتجنيبه من الكوارث وبالتالي تعزيز سياحته واقتصاده أكثر؟ يجيب حبيقة أن الجيش يقوم بالمستحيل في هذا المجال وهو مشكور على كل الانجازات التي يقوم بها من أجل تعزيز أمن لبنان وسياحته، ولكن المشكلة عدم وجود اتفاق بين السياسيين في البلد، ولدينا مجتمعات لبنانية وليس مجتمعًا واحدًا، وليست مجتمعات مذهبية وطائفية فقط، بل على جميع المستويات، لبنان مشرذم، وكي نجمعه نحتاج إلى عمل وتضافر كل الجهود، ولا أحد يقوم بهذا العمل حاليًا.

الحكومة اللبنانية

ما دور الحكومة اللبنانية اليوم لتعزيز الموسم السياحي في لبنان؟ يعتبر حبيقة أن الموضوع الأساس للحكومة هو أن لا تتعاطى بالزواريب السياسية وأن تقوم بما عليها من أجل تعزيز السياحة في لبنان.

إمارة داعش؟

عن الحديث عن إمارة صغيرة في أطراف جرود عرسال وتأسيسها من قبل تنظيم داعش واستقطاب لشباب وتجنيدهم من المخيمات، يلفت حبيقة أنها قد تبقى من الدعايات الإعلامية، من أجل تمرير أمور أخرى في لبنان تبقى أخطر من تلك الأمور التي يتم تداولها بين الحين والآخر، وداعش موجود وخطير على حدود لبنان، لكن لا يجب أن نستغل هذا الموضوع لتمرير صفقات في لبنان. والمطلوب الوعي من قبل الرأي العام اللبناني من أجل كشف ما يطبخ له.

وبحسب حبيقة تبقى المشكلة الأساس في لبنان عدم وجود قيادات فعلية، وتبقى المصالح السياسية هي الحاكمة في لبنان.

ويبقى لبنان بحسب حبيقة في أسوأ مراحله السياسية والإقتصادية والاجتماعية التي يمر بها حاليًا.

قيادات جديدة

عن الحديث عن معركة منتظرة بين الجيش اللبناني وداعش والنصرة ومدى تأثير هذه المعركة إن حصلت على سياحة لبنان يؤكد حبيقة أن الأمر سيكون سيئًا على اقتصاد لبنان مع وجود قلة ثقة اليوم بالسياسيين في لبنان. ونحتاج إلى قيادات جديدة ليست موجودة حاليًا في لبنان.