إيلاف من دبي: &فرانسوا فيون إصلاحي ثاتشيري حرم مارين لوبن من زعامة اليمين، وتعبدت طريقه إلى قصر الإليزيه، لولا فضيحة تخص زوجته، فتحت الباب أمام إيمانويل ماكرون. فماذا لو؟
&
حين دخل الإصلاحي الثاتشيري اليميني الفرنسي فرانسوا فيون حلبة السباق الأخير نحو قصر الإليزيه، مثّل ما يمكن أن يعدّ أملًا لليمين غير المتطرف، في وقت خضّه فيه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وصعود نجم الشعبوية في مشرق الأرض ومغربها.
&
الوعود الراديكالية

كان متوقعًا أن يحرز فيون قصب السبق الرئاسي، خصوصًا بعدما أحرز في البداية تقدمًا لا بأس به، بفضل الوعود الإصلاحية الراديكالية التي أطلقها، واعدًا الفرنسيين بأكثر التغييرات جذرية في التاريخ الفرنسي في الخطاب الذي ألقاه بعدما نال تفويض حزبه الجمهوري بالسعي إلى تبوؤ سد الرئاسة الفرنسية في أبريل الماضي.

فقد توجه إلى أنصار حزبه بعد نصره على منافسه آلان جوبيه، وتعهد أن ينفث أملًا جديدًا في بلاد لم تعد تتحمل خسارة مكانتها العالمية. فكان برنامجه المحافظ حينئذ منقذ فرنسا وأوروبا من التطرف الآتي في صورة اليمينية المتطرفة مارين لوبن.

أما اليوم، وبعد انتصار كاسح حققه إيمانويل ماكرون وحزبه "الجمهورية إلى الأمام"، فيجمع المراقبون الغربيون على أن الوجهة التي أطلقها "بريكسيت" قد أصيبت بنكسة كبيرة، وتوقفت، خصوصًا أن انتصار ماكرون أتى بعد&انتصارين صغيرين في الرئاسة النمساوية والانتخابات البرلمانية الهولندية. فقد كانت أوروبا على قاب قوسين أو أدنى من "فريكسيت" يوجه للاتحاد الأوروبي ضربة أخرى، تصيب كل الآمال الوحدوية الأوروبية في الصميم.

فقد أسفرت الانتخابات التشريعية عن فوز كاسح لماكرون و"الجمهورية إلى الأمام" وحلفائه الوسطيين، على رأسهم "الحركة الديمقراطية"، إذ حصلوا على 355 مقعدا، وهو أمر نادر في السياسة الفرنسية. ففي البرلمان السابق كان الاشتراكيون يملكون 280 مقعدا في "الجمعية الوطنية"، وفي الذي سبقه كان "التجمع من أجل حركة شعبية" يسيطر على 313 مقعدا.
&
ماذا لو؟

لولا فضيحة فيون بسبب عمل زوجته، لربّما خرجت فرنسا بنتائج نهائية تختلف عن تلك التي سجّلتها. فقد شكلت اتهامات الفساد التي وجّهت لمرشح حزب "الجمهوريون" فرانسوا فيون، ورفضه الانسحاب من الانتخابات رغم تراجعه الشديد في استطلاعات الرأي ضربة قوية للحزب الذي قاد البلاد في معظم فترات الجمهورية الخامسة. ورغم الدعم الذي تلقاه من كبار أعضاء حزبه بمن فيهم منافسوه السابقون وممثلو التيار الأكثر اعتدالًا مثل جوبيه، فشل فيون في الوصول إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

لكن، ماذا لو نجح؟ فهو أعلن أنه يملك مشروعًا ليبراليًا على الصعيد الاقتصادي، يشمل إلغاء نصف مليون وظيفة، وخفض المساعدات الاجتماعية، وتقليص النفقات الحكومية، ورفع القيود عن الاقتصاد الفرنسي الذي يشهد ارتفاع البطالة فيه، مع تعزيز القيم الفرنسية.&

ورأى أن خطته لخفض الإنفاق قابلة للتطبيق إذا زاد عدد ساعات عمل العاملين في القطاع العام إلى 39 ساعة من 35. ودعا إلى ضخ 12 مليار يورو لتعزيز إمكانيات الشرطة الفرنسية والدفاع والعدل، وكشف عن رغبته في منع عودة "الجهاديين" إلى الديار الفرنسية وإبعاد الأجانب الذين "ينتمون إلى المنظمات الإرهابية"، رافضًا دعوات تطالب بمنع ارتداء الرموز الدينية في الشوارع الفرنسية.

خارجيًا، وحث على إنشاء أوروبا قوية على أسس جديدة، مع إعطاء سلطة أكبر للدول في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي.

وكان من أشرس المدافعين عن الماضي الاستعماري الفرنسي، فصرح في تجمع خطابي في 28 أغسطس 2016 بأن "فرنسا غير مذنبة عندما حاولت تقاسم وترويج ثقافتها وقيمها لدى الشعوب الأفريقية والآسيوية وشعوب أميركا الشمالية، ففرنسا ليست هي من اخترع نظام العبودية".

&