إيلاف من واشنطن: تميزت السينما والدراما الأميركيتان باستقطاب نجوم من جنسيات متعددة، ومن جذور عرقية مختلفة، فكانتا ساحة حقيقية لتقديم مواهب لاتينية وعربية، تميزت بالقيام بأدوارها لتصبح في مصاف النجوم. 

بين هؤلاء، كان للنجوم المسلمين والعرب أو الذين ينتمون إلى أصول عربية، نصيبٌ من الأضواء والشهرة، خصوصًا بعد النجاح الاستثنائي الذي حققه النجم الشاب ذو الأصول المصرية رامي مالك في مسلسل "Mr Robot"، والذي استطاع من خلاله أن يترشح لجائزة غولدن غلوب، ويحصل على جائزة إيمي في فئة أفضل ممثل درامي، ليسلط الأضواء على كثيرين تميزوا أيضًا من خلال الشاشات الأميركية، وحققوا نجاحات مختلفة.

من أصول مصرية
يرى سام إسماعيل، مؤلف مسلسل "Mr Robot"، ذو الأصول العربية أيضًا، أن النجاح يأتي باستثمارات تراكمية لما كنت تحلم بالقيام به وما يعتمل بداخلك من أفكار وانفعالات تعكسها خلفياتك وجذورك الثقافية.

ندوة فنية للفنانين مالك وإسماعيل

يقول: "أنا من أصول مصرية، من أهلي وعائلتي مَن لا يزال يعيش هناك. تأثرت بالثورة التي حدثت في مصر في ترجمة طاقة الغضب والتمرد التي بداخلي، والتي بدأت معي من المرحلة الثانوية تحديدًا، بالرغبة في تغيير الأوضاع إلى الأفضل، وتابعت ما حدث أخيرًا من تداعيات اقتصادية، والفعاليات الاحتجاجية التي شهدها شارع وول ستريت كرمز للرأسمالية المتوحشة، هذا أحد الجوانب التي ساعدتني على بناء المسلسل، والجانب الآخر يتعلق بولعي بعالم الاختراق والهاكرز، حتى إنني كنت أنا نفسي من بين الهاكرز، لكنه سيئ جدًّا بالطبع، ما أوقعني في مشكلات عدة، فضلًا عن عشقي الخاص لأفلام الهاكرز التي نمَّت لديّ شغفًا حقيقيًا في تقديم فيلم أو عمل تلفزيوني يتناول حياة الهاكرز. تلك هي الأفكار الأولية التي كانت وراء تكوين المسلسل من البداية".

لقاء خاص مع رامي مالك وسام إسماعيل

 

محاولة للقولبة
يرى سام إسماعيل من خلال رؤيته تلك أن جذوره المصريّة كانت جزءًا من مشروعاته الكتابية التي استطاع بها نيل جائزة إيمي في فئة أفضل كاتب سيناريو مسلسل درامي، وألا يتخفى أيضًا وراء هويته الأميركية، منكرًا أصوله المصرية أو أصله العربي.

الإرهابي... صورة نمطية للعربي المسلم في السينما الغربية

يقول آدم سبيينوول، المؤلف السينمائي والناقد الفني الأميركي، لـ "إيلاف": "هناك تحدٍ كبير يواجهه الممثلون من ذوي الأصول العربية، أو الذين لهم ملامح عربية وشرق أوسطية، إذ تجري دائمًا محاولات تشخيصهم في أدوار تتعلق بملامحهم وأصولهم حتى يصبحوا أسراها، فتقيد انطلاقاتهم الفنية المستقبلية. تجدهم دائمًا في قوالب نمطية تتمحور حول صورة الشخص الإرهابي، وترى توظيفهم في الأعمال كلها التي تتناول ذلك مثل "Home land" و"Green Zone" و"American sniper" وغيرها من الأعمال التي تتناول طبيعة الصراع في الشرق الأوسط ومحطات تبني الإرهاب".

إرهابيون.. ولكن
يشير كريستيان بلوفيرت، المحرر الفني لنسخة الإذاعة البريطانية العالمية، في تصريحات لــ"إيلاف"، إلى أن هناك بعض الفنانين المسلمين الذين استطاعوا تحقيق معادلة صعبة بأن يحاولوا كسر الصورة النمطية عن المسلمين وعن الإرهاب في حد ذاته، والدليل على ذلك أن نجومًا ترفيهيين متميزين بعروضهم الساخرة، مثل ماز جيبراني وأحمد أحمد، قدموا شخصية الإرهابي بطريقة كوميدية غير تقليدية، تسخر من التضخيم الإعلامي الأميركي في توصيف المسلمين بالإرهابيين.

الفنان المصري سيد بدرية

أكد بلوفيرت أنه بذلك أيضًا نجح فنان مصري اسمه سيد بدرية في أن يكون الوجه "الإرهابي" الأكثر تكرارًا في الأفلام، لكنه شارك في المقابل في أعمالٍ كوميدية وترفيهية ضخمة، مثل فيلم "Iron Man"، ولقاءات مختلفة قدَّم فيها صورة "الإرهابي" التقليدي بشكل مغاير، هؤلاء استغلوا تلك الأدوار في أن تكون فرصة لهم للتواجد أمام شاشات هوليوود. 

فنانون عرب نجحوا في كسر الصورة المقولبة التي حوصروا فيها

لكن مع الوقت، ومع صعود نجمهم، استغلوا تلك النجومية التي حققوها في التأكيد، من خلال لقاءاتهم وحواراتهم، على أن كلمة مسلم لا تعني "إرهابيًا"، وهذا نجاح جيد في أن يقدموا صورة مختلفة واستغلال تنميط الأدوار لمصلحتهم.