إيلاف من لندن: طالب الدكتور محمد خالد الشاكر، المتحدث الرسمي باسم قوات النخبة السورية، بتوافق روسي أميركي حول سوريا، معتبرا أن هذا التوافق سوف يحسم المعارك الدائرة في سوريا، ويعجل في حسم معركة الرقة، كما وسيلقي بظلاله على الشأن السياسي.

وتحدث الشاكر في لقاء مع "ايلاف" عّن اختراقات مهمة قامت بها قوات النخبة السورية في الجبهة الشرقية، بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، بعد مرور أكثر من ٢٥ يوماً على بدء معركة انتزاع الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا.

وأشار الشاكر الى أن الولايات المتحدة حاولت أن تغير الاستراتيجية القتالية بعد فشل الوصول الى تفاهمات روسية أميركية. كما تحدث عن استقطابات حادة بين موسكو وواشنطن، انعكست على سير العمليات القتالية، وجعلت التنظيم المتطرف "يستقتل" في القتال، بعد أن أيقن "انه أصبح محاصراً من كل الجهات مما دفعه لشن هجوم عنيف منذ يومين استحوذ خلالها على كامل حي الصناعة، قبل أن تنجح قوات النخبة في استرجاع اكثر من ثلاثة ارباع الحي حتى هذا التاريح، وتحاول استرجاع كامل الحي".

اسباب سياسية وعسكرية

وشدد ردا على سؤال حول من يقف وراء تأخير الحسم في الرقة، أن هناك مجموعة من الأسباب السياسية والعسكرية. ومن ابرزها عدم تبلور تفاهمات روسية أميركية ، واكد أن "هناك عوامل عسكرية بحتة أيضا تقف خلف تأخر انتهاء المعارك"، وقال: "في الاسبوع الماضي حاصرت داعش عددا من عناصر قوات النخبة واستبسلت النخبة في الدفاع وفقدت بعضا من عناصرها الذين سقطوا في معارك بطولية ضد التنظيم المتطرف". أضاف: "حاول داعش أيضا تغيير تكتيكاته العسكرية التي لطالما اتبعها في معاركه في سوريا".

هذا وكان القتال "شبه متوقف" في جبهات القتال في الرقة خلال فترة يومين من الاسبوع الماضي، ولكن، بحسب الشاكر، جرت عدة محاولات عديدة داخل المدينة للتقدم، وأوضح الشاكر أن خطة القتال تغيرت في الجبهة الشرقية لإعطاء قوات النخبة فرصة للتوغل داخل الرقة "بسبب امتلاكها خبرة قتالية عالية في محاربة تنظيم داعش".

وتضمنت الخطة الجديدة تحركاً كبيراً عبر محورين، الأول باتجاه شمال غربي، من حي المشلب إلى حي الرميلة، وجنوب غربي باتجاه منطقة قبري أويس القرني، وعمار بن ياسر. ولفت أن الهدف من السعي لانتزاع السيطرة على حي الرميلة هو محاصرة مقرات الفرقة العسكرية 17.

هذا وسمعت المزيد من أصوات الانفجارات في مدينة الرقة ناجمة عن قصف متجدد من قبل طائرات التحالف الدولي وقوات عملية “غضب الفرات” على مناطق في المدينة، ومواقع وتمركزات للتنظيم، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات عملية “غضب الفرات” التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، في حي الصناعة، بالقسم الشرقي من المدينة، دون معلومات عن الخسائر البشرية لقوات النظام، حيث تحاول قوات عملية “غضب الفرات” في هجوم جديد لها، تحقيق مزيد من التقدم واستعادة السيطرة على حي الصناعة الذي تبقى منه القسم المحاذي للمدينة القديمة.

تضييق الخناق

وتترافق الاشتباكات مع قصف واستهدافات متبادلة بين طرفي القتال، كما تتواصل الاشتباكات في مسعى للتقدم نحو سوق الهال، في حين تجددت الاشتباكات في الريف الجنوبي لمدينة وسط تقدم لقوات سوريا الديمقراطية والمجلس العسكري لمنبج ومعلومات عن سيطرتها على قرية بجنوب الفرات.

‎وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في وقت سابق ان قوات عملية “غضب الفرات” تمكنت من تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على أكثر من نصف حي الصناعة الذي يعد الحي الأهم بسبب محاذاته للمدينة القديمة في الرقة، ليتراجع التنظيم نحو النصف الملاصق للمدينة القديمة، فيما تواصل هذه القوات عمليات تقدمها على حساب التنظيم، في سعي للتقدم والوصول مجدداً إلى أسوار المدينة القديمة في مدينة الرقة.

وتتزامن الاشتباكات مع تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المدينة، وتنفيذها ضربات استهدفت مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه، فيما تواصل تحليقها لاستهداف تحركات التنظيم داخل الحي والمدينة، في حين أن هذه الاشتباكات تتزامن مع قتال بوتيرة متفاوتة العنف بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” في أحياء القادسية وحطين وبريد الدرعية بالقسم الغربي لمدينة الرقة، في مساعي متواصلة من قوات عملية “غضب الفرات” لتحقيق تقدم جديد في هذا المحور والتوغل نحو عمق مدينة الرقة، بغية تضييق الخناق على تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد محاصرة المدينة بشكل كامل أمس الأول من قبل قوات عملية “غضب الفرات”.