بكين: أخذ الرئيس الصيني شي جينبينغ الاثنين على نظيره الاميركي دونالد ترمب ظهور "عوامل سلبية" في العلاقة بين البلدين بعد خطوات عدة اتخذتها واشنطن وحادث حصل اخيرا في بحر الصين.

وتحادث شي وترمب هاتفيا بعد بضع ساعات من الحادث المذكور والذي تجلى في عبور بارجة أميركية قرب جزيرة تسيطر عليها بكين في بحر الصين الجنوبي. وسرعان ما نددت الخارجية الصينية ب"استفزاز سياسي وعسكري خطير".

عبرت السفينة الأميركية "يو اس اس ستيثام" الاحد على مسافة أقل من 12 ميلا بحريا (22 كلم) من سواحل جزيرة ترايتون الصغيرة في أرخبيل باراسيل الذي تسيطر عليه بكين وتطالب تايوان وفيتنام بالسيادة عليه ايضا.

وردا على ذلك، أرسل الجيش الصيني ثلاثة زوارق ومقاتلتين لمطالبة البارجة ب"إخلاء" المنطقة، وفق ما قال في بيان وو كيان متحدثا باسم وزارة الدفاع الصينية.

وهاجم "عملا غير قانوني" "سيضر في شكل خطير بالثقة الاستراتيجية المتبادلة". وهي العملية الثانية للبحرية الاميركية بهدف احتواء مطالب بكين بهذا البحر الاستراتيجية منذ تسلم ترمب الرئاسة.

وتطالب بكين بمعظم بحر الصين الجنوبي بما يشمل مناطق قريبة من سواحل دول عدة في جنوب شرق آسيا.

وتحتل بكين أرخبيل باراسيل وعددا من الجزر الصغيرة والشعاب المرجانية في أرخبيل سبراتلي حيث بنت جزرا اصطناعية قادرة على استقبال قواعد عسكرية.

"عوامل سلبية"

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية لو كانغ الاثنين ان "الجانب الصيني يدعو بقوة الجانب الأميركي الى الكف فورا عن هذا النوع من العمليات الاستفزازية التي تنتهك السيادة الصينية وتهدد أمن الصين".

ويبدو التحرك الأميركي قبيل الاتصال الهاتفي بين الرئيسين مؤشرا على تشدد في العلاقات بين البلدين بعد جهود التقارب في نيسان/ابريل خلال قمة مارالاغو في فلوريدا.

وأعطت الإدارة الأميركية الخميس الضوء الأخضر لبيع أسلحة بقيمة 1,1 مليار يورو الى تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين تابعة لها ولا تزال تطالب بها.

وفرضت واشنطن الخميس عقوبات على مصرف "بنك اوف داندونغ" الصيني بتهمة تسهيل صفقات لصالح شركات مرتبطة بتطوير الصواريخ البالستية في كوريا الشمالية.

الخميس أيضا، أعرب وزارة الخارجية الأميركية عن القلق ازاء احترام الحريات في هونغ كونغ بعد 20 عاما على عودة المدينة الى الصين.

وفي اتصال هاتفي مع ترمب الاثنين، قال شي ان العلاقات "تأثرت بعوامل سلبية" بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية. كذلك، دعا نظيره الاميركي الى "التعامل" مع قضية تايوان "في شكل ملائم".

في المقابل، أشاد الرئيس الصيني ب"نتائج مهمة" تحققت في العلاقات الثنائية منذ قمة أبريل واكد ان هناك اجتماعا مقررا مع ترمب خلال قمة مجموعة العشرين التي تستضفيها هامبورغ الالمانية هذا الاسبوع.

وبعد ساعات من المناورة الأميركية في بحر الصين الجنوبي أجرى ترمب اتصالين مقررين مسبقا مع نظيره الصيني ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

وأوضح البيت الأبيض ان "ترمب تطرق الى التهديد المتزايد الذي يشكله البرنامج النووي والبالستي لكوريا الشمالية"، خلال اتصاله مع شي.

وتابع المصدر نفسه ان ترمب الذي هاجم الصين بشدة خلال حملته الانتخابية، "جدد عزمه على إقامة علاقات تجارية أكثر توازنا مع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة".

واعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ الاثنين ان البلدين "عازمان على تعزيز علاقاتهما".