«إيلاف» من بيروت: تتجه الأنظار نحو جلسة مجلس الوزراء بعد غد الأربعاء، وما إذا كانت ستعطي الأولوية لملف النزوح السوري، مع الحديث بأن لا قرار سياسيًا حتى الساعة بعلاج أزمة النزوح السوري.

النائب ناجي غاريوس ( تكتل التغيير والاصلاح) يؤكد في حديثه لـ "إيلاف"، أن النازحين قد يكونون من جنسيات مختلفة ومع وجود مشاكل في سوريا، هذا يشكل خطرًا إضافيًا على لبنان، وعددهم مع وجود تطمينات من الأمن العام، اكبر مما يُعلن، وقد حان الوقت لبحث عودتهم إلى بلادهم.

ويضيف: "ما قلناه في اليوم الأول لدخول السوريين إننا لا نقبل أي تدخل سوري في لبنان، ولذلك لوحقنا وأدخلنا السجون.

النزوح الفلسطيني

وإذا ما يشبه النزوح السوري اليوم نزوح الفلسطينيين في أربعينات القرن الماضي، يجيب غاريوس :" مع التهجير الفلسطيني في الـ1948 قالوا إن الفلسطينيين سيأتون موقتًا، غير أن الدولة اللبنانية حينها وضعت الفلسطينيين حول المدن الكبيرة في لبنان، من طرابلس إلى بيروت وصيدا وصور والبقاع".

واليوم بعد مرور سنوات كثيرة لم تحل قضيتهم، وأثرت القضية الفلسطينية على لبنان، واليوم بعد العملية الاستباقية للجيش اللبناني في المخيمات حان الوقت لعودة السوريين إلى بلادهم قبل تفاقم الأمور أكثر.

نوعان من النازحين

بدوره، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور إيلي يشوعي في حديثه لـ"إيلاف"، إن هناك نوعين من النازحين السوريين إلى لبنان، النازح الذي يملك القدرة على استئجار المنازل والمقتدر، والنوع الآخر المعدم والفقير، ومع الأسف غالبية النازحين هم من الفئة الثانية، وبالتالي هذا يطرح مشكلة انسانية واجتماعية واقتصادية على لبنان والحكومة اللبنانيّة.

ويضيف يشوعي:" أعتقد أن المسؤولية اليوم تشبه قضية الفلسطينيين، لا يجب أن تكون مسؤولية دولة واحدة، بل من خلال تضامن عربي تجاه هذه القضية الإنسانية.

وفي الحديث عن أعداد للنازحين التي تفوق الاحصاءات الرسمية، والحديث أيضًا عن أن قسمًا كبيرًا من النازحين السوريين غادروا لبنان، يقول يشوعي:" يجب أن يكون هناك تضامن عربي ومساعدات مالية، ليس عبر الحكومة اللبنانية بل من خلال السفارات، لكن مع الاسف تبقى سمعتنا عاطلة وسيئة، تأتينا المساعدات من جهات معينة نصفها يتبخر والنصف الآخر يصل، واعتقد على الحكومة اللبنانية أن تطلب من الدول العربية الغنية، وكذلك من الأمم المتحدة ومن المجتمع الدولي من خلال سفاراتها في بيروت، أن تقوم هذه الاخيرة بتقديم كل انواع المساعدات، حتى البيوت الجاهزة، كي نستطيع إيواء كل اللاجئين، ويكون هناك نوع من الالتزام من المجتمع الدولي والبلدان العربية، بأن كل هؤلاء النازحين سيعودون يومًا الى قراهم ومنازلهم في سوريا عندما تنتهي الازمة هناك، وقد حانت الساعة اليوم لعودة بعضهم.

أما في حال لم تلتزم الدول العربية من خلال سفاراتها، وكذلك المجتمع الدولي، من اين سيأتي لبنان بالاموال اللازمة، وهو يرزح تحت حمل الدين الثقيل؟ يجيب يشوعي:" لبنان لا يستطيع ولا يقدر كخزينة مرهقة أتعبوها بالديون، من سياسات البنك المركزي إلى السياسات المالية، إلى سياسات الخدمة العامة، والانفاق الاستثماري، كل تلك السياسات العبء، والمحاصصة الخ، والنهب المنظَّم، أغرقت الخزينة اللبنانية بالديون، ولم تعد لديها أي قدرة على مساعدة أي كان، حتى اللبنانيين، كيف بالاحرى غير اللبنانيين، واليوم يتكّل اللاجئون على اقاربهم في لبنان، لكن هذا لا يمكن أن يستمر، وعودتهم باتت ملحة.