لندن: اكتشف باحثون في الولايات المتحدة أن طفرة وراثية تزيد خطر الاصابة بالتهاب المفاصل حدثت في العصر الجليدي لحماية أسلافنا من قضمة الصقيع. 

ويحمل نحو نصف الاوروبيين نوعاً متحولا من الجين "جي دي اف 5" الذي يضاعف مرتين تقريباً خطر نشوء آلام في المفاصل ويقصّر طول القامة نحو سنتم.

ورغم ان تقصير القامة والحد من الحركة بسبب آلام المفاصل يبدوان نقاط ضعف نشوئية فانهما في الحقيقة ساعدا البشر على الصمود في درجات حرارة منخفضة تحت الصفر في الشمال عندما غامروا بالخروج الى افريقيا لأول مرة قبل زهاء 50 الف سنة.

ولأن التهاب المفاصل لا يظهر عادة إلا بعد السن التناسلي فانه لم يكن عائقاً امام تكوين عائلة وبهذه الطريقة انتقلت الطفرة من جيل الى آخر ، كما يؤكد العلماء.

وقال الدكتور ديفيد كنغزلي استاذ البيولوجيا النشوئية في جامعة ستانفورد "ان هذا الجين المتحول موجود في مليارات البشر والمرجح انه مسؤول عن ملايين الاصابات بالتهاب المفاصل في انحاء العالم".

ولاحظ البروفيسور كنغزلي ان كثيرين يعتقدون ان التهاب المفاصل ناجم عن حدوث اهتراء واندثار ولكن من الواضح "ان عنصراً وراثياً يعمل هنا ايضا”، على حد تعبيره.

وقال كنغزلي ان من الجائز ان التسلق في بيئات باردة كان مصدر خطر كافياً للاصطفاء بطفرة وراثية وقائية حتى إذا ترتب عليها زيادة احتمال الاصابة لاحقاً بمرض يرتبط بتقدم العمر مثل التهاب المفاصل الذي يحدث عادة في مرحلة متأخرة من حياة الانسان.

ودرس العلماء في بحثهم جينومات اشخاص من انحاء العالم تبرعوا بحمضهم النووي في خدمة مشروع الألف جينوم ولاحظوا ان الطفرة الوراثية ومفتاحها الذي يحد من نمو العظام اكثر انتشاراً بين الجماعات السكانية الاوروبية. وعلى النقيض من ذلك فان هذه الطفرة الوراثية نادرة الى اقصى الحدود في افريقيا. 

 

اعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.telegraph.co.uk/science/2017/07/03/arthritis-price-ancestors-surviving-ice-age-say-scientists/