لندن: اثارت زيارة الرئيس دونالد ترمب لبولندا التي تبدأ يوم الأربعاء مخاوف في بروكسل بشأن استراتيجية الرئيس الاميركي التي تشجع الانقسام في اوروبا.

وسيلقي ترمب خطاباً بعد ظهر الخميس ويحضر اجتماع قمة لدول وسط اوروبا والبلطيق والبلقان قبل التوجه الى هامبورغ في المانيا لحضور قمة مجموعة العشرين.

وقال وزير الدفاع البولندي انتوني ماتسيريفيتش في حكومة حزب القانون والعدالة اليميني ان الزيارة "تبين حجم التغير الذي حدث في موقع بولندا في السياسة الدولية".

ولكن بروكسل وعواصم اوروبية اخرى تنظر الى الزيارة بعدم ارتياح لأنها تمثل تزكية ـ ضمنية أو صريحة ـ لحكومة وارسو التي اصطدمت مرات متكررة مع الاتحاد الاوروبي بسبب حملتها ضد مؤسسات ديمقراطية مستقلة ومحاولتها السيطرة على الاعلام الرسمي والقضاء ورفضها قبول مهاجرين بموجب الحصص التي وافقت عليها الحكومة البولندية السابقة المؤدية للوحدة الاوروبية. 

وقال زعيم الكتلة الاشتراكية في البرلمان الاوروبي جياني بيتيلا "ان ترمب بعد اشهر قليلة من رئاسته هدد اتفاقية باريس بشأن المناخ والعلاقات الاوروبية ـ الاميركية والعلاقات الاطلسية وهو الآن يهدد بنسف وضع هش اصلا في بولندا واورويا الشرقية".

بالاضافة الى الأهداف الدبلوماسية التقليدية للزيارة مثل تمركز قوات اميركية في بولندا ورغبة الادارة الاميركية في توسيع امدادات الغاز الطبيعي السائل من اميركا فان من المرجح ان يثني ترمب على التزام بولندا بتخصيص 2 في المئة من اجمالي ناتجها المحلي للانفاق العسكري ورفضها المهاجرين المسلمين.

وكانت الحكومة البولندية انتقدت بعد هجوم مانشستر ما سمته "جنون نخبة بروكسل" في فتح الحدود الاوروبية للهجرة. 

ورغم عضوية بولندا في الاتحاد الاوروبي فان حكومتها اتهمت الاتحاد بخضوعه "للاملاء الالماني" فيما شجعت المستشارة انغيلا ميركل بروكسل على اتخاذ موقف متشدد مع بولندا بسبب تهجماتها على "القيم المشتركة" للاتحاد الاوروبي.

ونقلت صحيفة الغارديان عن دبلوماسي اوروبي قوله "لا يبدو ان هذه الزيارة يمكن ان تحسن الأمور بل لا يمكن إلا ان تزيدها سوءا". 

وافادت تقارير صحافية بولندية ان الحكومة ضمنت زيارة ترمب بعد ان وعدته باستقبال شعبي على النقيض من الاحتجاجات التي من المرجح ان يُستقبَل بها في عواصم اوروبية غربية لا سيما لندن حيث تجري تحضيرات لتنظيم تظاهرات فورية بعد ان تردد ان ترمب يفكر في القيام بزيارة طيارة للعاصمة البريطانية. 

ويبين استطلاع أخير اجراه مركز بيو للأبحاث ان 23 في المئة من البولنديين اعربوا عن ثقتهم بترمب في الشؤون الدولية مقابل 11 في المئة من الالمان و22 في المئة من البريطانيين و25 في المئة من الايطاليين و53 في المئة من الروس. وعلى النقيض من ذلك اعرب 58 في المئة من البولنديين عن ثقتهم باوباما خلال استطلاع أُجري في نهاية رئاسته. 

 

اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي

 

https://www.theguardian.com/us-news/2017/jul/04/donald-trump-poland-visit-fears-widening-europe-warsaw