ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن سكان مدينة الموصل العراقية يعانون للغاية في الحرب الدائرة من أجل استعادة المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشارت المنظمة إلى تزايد حاد في حالات الإصابة بالصدمات النفسية بين المدنيين فى المراحل الأخيرة من المعركة.

وقالت إن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا محاصرين بين المبانى والبنى التحتية المحطمة فى معقل تنظيم الدولة الإسلامية فى المدينة القديمة، على الضفة الغربية لنهر دجلة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين بالمنظمة قولهم إن المدنيين الذين تمكنوا من الحصول على العلاج الطبي يعانون من حروق وإصابات بشظايا جراء الانفجارات، في حين أن العديد من النساء والأطفال في حاجة إلى رعاية حرجة ويعانون من نقص التغذية.

غير أن هناك قلقا من أن نسبة ضئيلة فقط من المدنيين هم من يستفيديون من الرعاية الطبية.

وقال جوناثان هنري، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غرب الموصل، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف بعد أن قضى ستة أسابيع في العراق: "حقا، هناك مستوى كبير من المعاناة الإنسانية."

وأضاف: "تعرض عدد هائل من السكان لصدمات نفسية جراء الصراع الوحشي والمروع للغاية".

AFP
نزح أكثر من 900 ألف شخص من الموصل بسبب القتال

وتوقع القادة العراقيون تحقيق الانتصار بشكل نهائي فى الموصل خلال الأسبوع الجاري، بعد هجوم عنيف لمدة ثمانية أشهر على المدينة التى كان يبلغ عدد سكانها مليونى شخص، وهو ما أدى لطرد تنظيم الدولة الإسلامية إلى مساحة لا يزيد طولها عن 500 متر وعرضها عن 300 متر بجانب نهر دجلة.

وقال هنرى إن وحشية المسلحين، والحرب التى تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء حكمهم المستمر منذ ثلاث سنوات، خلقت "بيئة مؤلمة للغاية للأشخاص الذين يفرون من المدينة والذين يعودون إليها"، ما يؤثر على صحتهم العقلية بشكل كبير.

وأضاف: "لقد دُمر غرب المدينة دمارا هائلا، إنه دمار شامل حقا، على غرار الحرب العالمية الثانية، فقد دُمرت المستشفيات، وأصبحت الأحياء في حالة خراب".

وتدور المعارك في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة من منزل إلى منزل، وفي شوارع مليئة بالمدنيين، وجرى تلغيمها بالمتفجرات من قبل المسلحين، الذين يستخدمون الطائرات بدون طيار والتفجيرات الانتحارية.

Reuters
يقع مستشفى الموصل العام على بعد 1.5 كم فقط من خط المواجهة

وقال هنرى إن الإصابات الرئيسية التي شاهدها الأطباء التابعين للمنظمة في غرب الموصل تشمل الإصابة بالشظايا، وكسور العظام، والحروق، والإصابات الناجمة عن الانفجارات.

وأشار إلى أن نصف الجرحى الذين أصيبوا خلال الأسبوعين الماضيين، وعددهم مئة جريح، ونقلوا إلى مستشفى منظمة أطباء بلا حدود التي تضم 25 سريرا، كانوا من النساء والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية حرجة، ويعاني معظمهم من سوء التغذية.

ونزح نحو 900 ألف شخص، أى ما يقرب من نصف سكان الموصل قبل الحرب، بسبب القتال. ويقيمون في مخيمات أو مع أقاربهم وأصدقائهم، حسب منظمة أطباء بلا حدود.