«إيلاف» من بيروت: أكد مجلس الوزراء أمس مجددًا وجود خلاف قوي في ملف النازحين السوريين، وذلك على مستويين، المستوى الأول خلاف بين مكوّنات مجلس الوزراء حول مقاربة الملف، وآخر بين الدولة اللبنانيّة والأمم المتحدة التي كررت بلسان منسقتها الخاصة في لبنان سيغريد كاغ أنّ "أي عودة للاجئين إلى بلادهم يجب أن تكون طوعية وفي ظروف تتسِم بالسلامة والكرامة"، وأضافت: "من المستحيل الإجابة الآن عن إمكانية وجود مناطق يمكن أن يكون اللاجئون مستعدين للعودة إليها في المستقبل القريب، ويبدو أننا لا نزال بعيدين عن هذا المستوى، لأنّ الوضع لا يزال هشًّا جدًا، والنزاع مستمر".

وعلى المستوى المحلي أيضًا ذهب البعض إلى الحديث عن بداية خلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على خلفية ملف النازحين السوريين في لبنان وعودتهم إلى سوريا، فما حقيقة هذا الخلاف؟

يؤكد النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف"، أن لا خلاف بين عون والحريري بل فقط تباينات في وجهات النظر، وكلنا نعرف أن لبنان لم يعد يحتمل أعباء النازحين السوريين، ولكن في المقابل لا نستطيع اليوم من دون دعم الأمم المتحدة وكفالتها إعادة السوريين إلى مناطقهم، وهذه التباينات طرحها مجلس الوزراء وكل جهة أدلت برأيها، ومع ضمانة من الامم المتحدة والدول المانحة يمكن إعادتهم إلى بلادهم، ولا يمكن اليوم الضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري من أجل محاورة الحكومة السورية في ملف النازحين السوريين.

مقاربة الملف

وردًا على سؤال كيف يمكن مقاربة هذا الملف الشائك من دون أي تباينات بين الفرقاء اللبنانيين؟ يجيب طعمة لا شك أن الأمم المتحدة يجب ان تلعب دورًا أساسيًا في هذا الخصوص من خلال وضع يدها على الملف، علمًا أن لبنان من أكثر الدول التي دعمت اللاجئين السوريين، خصوصًا أن الدعم الدولي والأجنبي كان دون المستوى المطلوب، ولبنان يجب أن يكون واضحًا، ويعلن أنه لا يستطيع أن يحمل وزر هذا الملف الذي أصبح عبئًا عليه ومكلفًا جدًا، اقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا، وعلى الجميع التعاون مع لبنان، وهذا الملف لا يستطيع لبنان تحمله ويشكل قنبلة موقتة، وعلى الأمم المتحدة أن تستلم هذا الملف، وقد أدى لبنان قسطه للعلى في هذا الموضوع.

عون والحريري

عن المواضيع التي يتفق عليها عون والحريري، والتي يختلفان عليها، يؤكد طعمة أن عون والحريري متفقان في أن تعود الثقة للبنان، كما اتفقا على قانون الانتخابات رغم المآخذ عليه، واتفقا على وثيقة بعبدا الأخيرة، من خلال قيام الحكومة بعملها في الأمور الحياتية التي تهم اللبنانيين من كهرباء ونفط وتربية وجامعات، ويختلف عون والحريري من خلال النظرة إلى سلاح حزب الله، وقد وُضعت هذه القضية على عاتق الحوارات، والحريري يعرف أن السلاح بحاجة الى حوارات معمقة، ومختلف مع عون على دور هذا السلاح، وعون لديه نظرة أن هذا السلاح يبقى رادعًا لإسرائيل، ونحن على يقين بأن الدولة اللبنانية يجب أن تكون القوة الرادعة لإسرائيل، وهذه الخلافات في وجهات النظر بين عون والحريري لا تفسد في الود قضية، ومطروحة في الحوارات لمصلحة البلد، خصوصًا ان الثقة بالعهد الجديد يجب أن تكون قوية.

النأي بالنفس

هل القضايا المطروحة جانبًا وهل بقاء لبنان بمنأى عنها هو الحل برأيك بدل أن تحل جذريًا؟ يجيب طعمة أن هناك نعمة أن يكون لبنان بمنأى عن كل ما يواجهه الخارج، ولكن لا يمكن أن نبقى الى الأبد بمنأى عن كل شيء، فهناك أزمة الخليج التي يجب أن تبحث بجدية، ويجب أن تفتح كل الملفات في حال طال لهيب الخارج الداخل اللبناني.

ويحتاج الأمر بحسب طعمة إلى مؤتمر أو جلسات حكومة مستمرة لطرح كل المواضيع الخلافية.