لندن: اتهمت حركة أحرار الشام الإسلامية، احدى كبرى الفصائل السورية المقاتلة المعارضة، هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا" بالاستعداد لشنِّ هجمات على مقراتها ومواقعها الاستراتيجية، وقالت انها ستعلن عّن مشروع ثوري جامع بين الفصائل ينقذ الساحة العسكرية مما آلت اليه.

وقال الناطق الرسمي للحركة محمد أبو زيد، في تصريحٍ صحافيً بثته صفحات الحركة على مواقع التواصل الاجتماعي أن "هيئة تحرير الشام تفاجئنا كل مدة بخطوات سلبية نحو الوراء، كان منها الحشد والتجييش والتحريض ضمن قواعدها ضد حركة أحرار الشام الإسلامية وغيرها من الفصائل بدعوى تأييدها للتدخل التركي مما أوغر الصدور وشحن النفوس وجعل الجو مناسبًا لإشعال الفتنة".

وأضاف أبو زيد "وفي آخر خطوة سلبية قامت هيئة تحرير الشام بتجهيز مواقع جديدة في أماكن حساسة، تطل على مقرات استراتيجية لحركة أحرار الشام الإسلامية، بدعوى التجهيز لصدِّ الفصائل"، وقال: "إننا نرى هذه الخطوة بمثابة استثمار لأخبار تدخل طمعًا منهم في الوصول إلى السيطرة والتغلب على الساحة".

وأكد أبو زيد أن "حركة أحرار الشام لن تعتدي، ولن تشارك مع أحد في الاعتداء على أي طرف من مكونات الثورة السورية".

اثارة الفتن 

وكشف أن الحركة بصدد الدفع إلى" إحياء مشروع ثوري جامع منقذ للساحة"، لكنه قال إنها في الوقت نفسه "سوف ترد وبكل حزم على أي تهديدات لمقراتها".

وطالب "المصلحين في هيئة تحرير الشام بسرعة الأخذ على أيدي من يحاولون إدخال الثورة في أتون الاقتتال الداخلي، قبل أن ينفلت زمام الأمور وتخرج عن السيطرة".

من جانبه نفى مصدر عسكري في هيئة تحرير الشام صحة ما نشرته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن سيطرة الهيئة على نقاط للفرقة الوسطى بريف إدلب.

وقال اعلام الهيئة: "لا يوجد أية مشكلات مع الفرقة الوسطى في ريف إدلب، وما يُنشر عارٍ عن الصحة"، واعتبر أن هدفه "إثارة الفتنة وبث الشائعات".

وكانت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي المحسوبة على حركة أحرار الشام أكدت وجود توتر بين الحركة والهيئة، على خلفية سيطرة الأخيرة على نقاط للفرقة الوسطى.

الاعلام يؤجج 

وكان نشطاء أكدوا لـ"ايلاف" أن التوتر لا يزال موجودا بين الأحرار والهيئة وأن الاعلام يؤججها.

وأشار معارضون أيضا الى أن الخلافات ستبقى قائمة لاختلاف المرجعيات الإقليمية التي يعود اليها كل فريق من الطرفين وللرغبة في السيطرة على أكبر مساحة داخل سوريا وهو الأمر الذي يعزز سلطتهم ومكاسبهم .

لا وقف حقيقيًا لإطلاق النار

هذا ورغم الحديث عّن اتفاقات متعددة وهدنة، شنَّ الطيران الروسي، امس الجمعة، غارات عنيفة استهدفت منطقة اللجاة بريف درعا مما أسفر عن وقوع قتيلين وعدد من الإصابات.

وكانت وسائل اعلام النظام السوري قد تحدثت عّن تمديد وقف الأعمال القتالية التي تشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء حتى نهاية يوم الثامن من تموز، بعدما كان مفترضًا أن ينتهي امس الجمعة. وأكدت مصادر متطابقة ان الطيران الحربي الروسي هو من استهدف منطقة اللجاة الواقعة في ريف درعا جنوبي سوريا . 

ولفتت المصادر أيضا الى أن مروحيات تابعة لقوات النظام السوري ألقت براميل متفجرة على المنطقة، وشمل القصف بلدات الجسري وأيب وأم الخرز.

وكانت قوات النظام قد أعلنت الأسبوع الماضي وقف إطلاق النار في المناطق السابقة لتعزيز ما أسمتها "جهود المصالحة"، وذلك في ثاني اعلان وقف لإطلاق النار من جانب واحد خلال أسبوعين.