إيلاف من واشنطن: من الجائز أن يكون شهر يوليو شهراً مفصلياً لرئاسة دونالد ترمب وولاية ريكس تيلرسون في وزارة الخارجية بل وللتاريخ الاميركي ايضاً. فما بين قمة مجموعة العشرين ولقاء ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامشها والمستوى الجديد من التهديد الآتي من كوريا الشمالية تكون الدبلوماسية المحكنة مطلوبة الآن أكثر من أي وقت منذ انتخابات العام الماضي.&

لذا تتجه الانظار الى تيلرسون الذي يقول مراقبون انه الرصين في طاقم ترمب، ويبدو محصناً ضد الضوضاء الحاصلة في واشنطن، وان تيلرسون موزون واسع الاطلاع ويتحرك بالايقاع الذي يختاره. ولكن هذا الايقاع أو غياب السرعة فيه اصبح هدفاً للانتقادات.&

وفي مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، لاحظ السياسي المخضرم ايد روجروز الذي عمل في البيت الأبيض في عهدي رونالد ريغان وجورج بوش الأب أن وزارة الخارجية تعاني من التضخم والوظائف الفائضة عن الحاجة مثل اجهزة تنفيذية اخرى.&

من جهة أخرى، يلاقي نائب وزير الخارجية جون سوليفان الذي صادق الكونغرس مؤخراً على تعيينه ثناء على ادائه. وبناء على توجيهات تيلرسون يعمل سوليفان لاعادة تنظيم وزارة الخارجية وتمكين الأكفاء في جهاز الخدمة الخارجية.&

وستعرف وزارة الخارجية قريباً ما إذا كان التباطؤ في ملء الشواغر الموجودة على مستويات سياسية عليا فيها يؤثر في الدبلوماسية الاميركية وقدرتها على تنفيذ السياسة الخارجية الاميركية. وسيعرف العالم إن كانت وزارة الخارجية في عهد ترمب مستعدة للتعاطي مع احداث دولية مهمة وتحديات قد تكون تاريخية.

وبناء على الانطباع الذي خرج به بوتين عن ترمب خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين، سيقرر الرئيس الروسي ما إذا كان ترمب جاداً أو يمكن اللعب عليه بسهولة. وأخيراً سيتعين على ترمب ان يستمع الى نصيحة طاقمه بشأن كوريا الشمالية ويقرر الخطوات التالية ثم يشرحها للعالم.&

لا شيء في رئاسة ترمب حتى الآن له ثقل هذه الأحداث. وبالتالي فإن كل الأنظار مصوبة نحو تيلرسون.&
&
وكان تيلرسون نال احترام قادة كبار في العالم واحترام ترمب نفسه. وبقدر ما يتحادث تيلرسون مع الرئيس يزداد احتمال ان يستمع ترمب لوزير خارجيته ويقمع نزواته، لا سيما تغريداته المتعجلة حين يكون الصبر والأناة هما المطلوبين.&

وفي حين أن اداء تيلرسون كان فاعلاً حتى الآن وحافظ على ثقة الرئيس فإن بعض احتكاكاته الأخيرة مع البيت الأبيض تركت جروحاً لم تلتئم حتى الآن. ويبقى ان ننتظر لكي نعرف الى متى تستمر هذه الثنائية.&

لذا تُسلط الأضواء على ترمب وتيلرسون وطاقم الرئيس. فالرهانات كبيرة، ويقول السباسي المخضرم ايد روجرز انه لا يتذكر زمناً شهد مثل هذا القدر من اللايقين بشأن موثوقية ونوعية افعال اميركا وتصميمها وكادرها.

* ترجمة عبد الاله مجيد