رفض متحدث باسم القوات العراقية المشتركة اليوم تحديد موعد نهائي لإعلان النصر في الموصل رسميًا لكنه أكد ان ملامحه واضحة على وجوه المقاتلين العراقيين وقادتهم بانتظار إعلان وشيك له من قبل العبادي.. بينما تم تأكيد مقتل ألف مسلح لتنظيم داعش، فيما اظهرت صور خروج مدنيين اتخذهم التنظيم دروعًا بشرية وهم يسيرون على ساحل نهر دجلة.

إيلاف من لندن: حول آخر تطورات معركة الموصل اليوم، قال المتحدث باسم القوات العراقية المشتركة العميد يحي رسول إن قوات جهاز مكافحة الارهاب تقترب من السيطرة على الساحل الغربي لنهر دجلة تمهيدًا لإعلان النصر رسميًا، والذي قال انه واضح الان على وجوه المقاتين العراقيين وقادته. 

لكن المتحدث رفض تحديد موعد لانتهاء المعارك في المدينة القديمة وإعلان النصر النهائي على داعش، غير انه أشار إلى أنّه "لم يبقَ الا القليل على ذلك والوقت لن يطول على إعلان النصر من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي"، كما أبلغ قناة العراقية الرسمية من ساحة المعركة في الموصل في مقابلة تابعتها "إيلاف". وأضاف أن الساعات المقبلة ستشهد وصول القطعات العسكرية إلى الضفة الغربية لنهر دجلة... منوهًا إلى أنّ "ما تبقى هو فلول داعش في المدينة القديمة وسيتم القضاء عليهم خلال الساعات المقبلة".

وتقوم القوات العراقية حاليًا بعمليات تمشيط وتطهير للاحياء المحررة في المدينة القديمة بحثًا عن مسلحي داعش المختبئين في الانفاق والسراديب. واظهرت صور للتلفزيون العراقي الرسمي العشرات من العائلات التي اتخذها التنظيم دروعًا بشرية وقد خرجت من بين الازقة المحاصرة وهي تسير على ضفاف نهر دجلة. 

وأوضحت مصادر أمنية ان تأخر الإعلان الرسمي للتحرير الذي كان منتظرًا امس، جاء بسبب اتخاذ تنظيم داعش لمئات من المدنيين دروعًا بشرية في الجيوب الاخيرة التي مازال يسيطر عليها، حيث تتقدم القوات العراقية بحذر حفاظاً على ارواحهم، فيما يكثف التنظيم من تفجيرات عناصره الانتحاريين واستهداف قناصيه للقوات.

قتل ألف داعشي

واليوم أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية عن حصيلة خسائر داعش خلال معركة المدينة القديمة مؤكدة مقتل أكثر من ألف داعشي.

وقال قائد الشرطة الفريق رائد جودت في بيان تابعته "إيلاف"، إن "معركة تحرير المدينة القديمة اسفرت عن مقتل اكثر من 1000 ارهابي وتدمير 65 مركبة مسلحة و20 عجلة مفخخة إضافة إلى تدمير 24 دراجة نارية. واوضح أن "المعركة أسفرت أيضًا عن تدمير 38 مضافة و5 ابراج اتصالات و8 انفاق اضافة إلى تفكيك 71 حزاماً ناسفاً و310 عبوات ناسفة و181 صاروخًا".

وقد رفعت قوات الشرطة الاتحادية العلم العراقي وسط شوارع الموصل القديمة استباقاً للإعلان الرسمي بتحرير المدينة بالكامل، حيث يؤكد القادة العسكريون ان ماتبقى على انجاز هذه المهمة هو250 مترًا فقط للوصول إلى ساحل نهر دجلة والتقاء القوات التي تقاتل هناك من ثلاثة محاور، وهي الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب والفرقة المدرعة التاسعة.

فقد رفع الفريق ‏رائد جودت العلم العراقي وسط المدينة القديمة المحرر، مؤكدًا ان عناصرتنظيم داعش قبل هزيمتهم فجروا عددًا ‏من المنازل المفخخة في منطقة النجفي التي حررتها قواته..وأشار في بيان الليلة الماضية إلى أنّ الشرطة الاتحادية سارعت لانقاذ المدنيين من تحت الانقاض.

احباط محاولات تسلل عناصر داعش إلى أيسر الموصل

وفي محاولة للنجاة من الموت بعد احكام الحصار عليهم في جيب صغير بايمن الموصل، يحاول عناصر تنظيم داعش التسلل إلى ايسر المدينة عبر نهر دجلة، لكن القوات العراقية تصدت لهم اليوم، وقتلت 30 منهم.
وقالت خلية الإعلام الحربي للقوات العراقية المشتركة إن قطعات عمليات نينوى قتلت 30 إرهابياً حاولوا الهروب من الساحل الأيمن إلى الساحل الأيسر من الموصل عبر نهر دجلة.

ويترقب العراقيون الإعلان رسميًا عن انتهاء معارك الساحل الأيمن، وشرعت منظمات عراقية بالإعداد لبرامج احتفالية تتزامن مع الإعلان الرسمي لطرد التنظيم من المدينة.

وحاول مقاتلون لداعش امس ايضًا الفرار من آخر مواقعهم في المدينة القديمة بالموصل عبر نهر دجلة غير أنهم قتلوا بيد القوات العراقية. وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب ألفريق الركن عبد الغني الأسدي إن عددًا من مسلحي التنظيم حاولوا العبور إلى الساحل الأيسر لكن عناصر قوة عراقية متمركزة هناك أطلقوا النار عليهم وقتلوهم وبقوا في المياه.

ومن جهته، أكد قائد عمليات "قادمون يانينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله تحرير قوات الجيش لمنطقة "دكة بركة" وجامع شيخ الشط "بكر أفندي " في مدينة الموصل القديمة وكبدت عناصر تنظيم داعش خسائر كبيرة. 
واضافت قيادة عمليات نينوى ان قطعات شرطة نينوى تمكنت من قتل احد قيادات داعش الملقب ابو حفصة السعودي اثناء محاولته الهروب من الساحل الايمن إلى الايسر عبر نهر دجلة.. فيما أشارت إلى محاولة سبع نساء داعشيات تفجير انفسهن بواسطة احزمة ناسفة على جهاز مكافحة الارهاب خلال عملية اجلاء بعض العوائل.

وتدور المعارك في جيب صغير على ضفة نهر دجلة، وهو كل ما تبقى للتنظيم في الموصل، بعد معارك ضارية متواصلة منذ تسعة أشهر، حيث تحاول القوات العراقية حسم الجزء الأخير من معركة تحرير الموصل بأقل الاضرار الممكنة بالنسبة للقوات والمدنيين على حد سواء.

واعلن مصدر أمني اليوم ان معظم عناصر التنظيم في المدينة القديمة هم من جنسيات اجنبية وخاصة من الشيشان والروس، بالاضافة إلى آخرين من جنسيات عربية خليجية، إلى جانب ليبيين وتونسيين.
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014، لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.