الكويت: وصل وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى الكويت الاثنين في مستهل جولة اقليمية تهدف الى محاولة نزع فتيل أكبر خلاف سياسي تشهده المنطقة منذ سنوات بين قطر ودول اخرى خليجية وعربية.

ويزور تيلرسون الكويت، الوسيط الرئيس في الازمة، الى جانب قطر والسعودية، مدشنا انخراطا اميركيا مباشرا في الخلاف المتفاقم بين الدولتين الخليجيتين الغنيتين.

وذكرت وكالة الانباء الكويتية ان تيلرسون التقى فور وصوله امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي يقود وساطة بين الدول الخليجية. وسيلتقي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الصباح في وقت لاحق.

عشية الزيارة، قال متحدث باسم تيلرسون انه من المبكر "توقع التوصل الى نتائج" خلال جولة المسؤول الاميركي، مضيفا "نحن على بعد اشهر مما نتصور انه سيكون حلا فعليا، وهذا الامر غير مشجع".

وكانت السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطعت في الخامس من مايو علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية بسبب دعمها للإرهاب. 

محاولة لإعادة العلاقات

وتقدمت الدول الاربع بمجموعة من المطالب لاعادة العلاقات مع قطر، بينها دعوتها الى تخفيض العلاقات مع ايران واغلاق قناة "الجزيرة". وقدمت قطر ردها الرسمي على المطالب الى الكويت التي تتوسط بين اطراف الازمة، قبل ان تعلن الدول المقاطعة ان الرد جاء "سلبيا"، متعهدة باتخاذ خطوات جديدة بحقها.

ويرى خبراء ان نجاح جولة تيلرسون في نزع فتيل الازمة التي تحمل ابعادا وتبعات اقتصادية كبرى يتوقف على مدى قدرته على اقناع قادة الخليج بوحدة الموقف الاميركي، من الرئيس دونالد ترمب، الى وزارتي الخارجية والدفاع.

وكان ترمب أكد في بداية الازمة دعمه لمقاطعة قطر، بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب. وقال ان "دولة قطر للاسف قامت تاريخيا بتمويل الارهاب على مستوى عال جدا"، مضيفا "الوقت حان لدعوة قطر الى التوقف عن تمويل" الارهاب.

لكن وزارة الخارجية اعتمدت مقاربة اقل حدة، اذ دعت الدول الاربع الى تخفيف الاجراءات المتخذة بحق الدوحة، بينما قامت وزارة الدفاع باجراء تمارين عسكرية مشتركة مع القوات القطرية في الامارة وتوقيع عقود معها لبيعها طائرات مقاتلة.

قال نيل باتريك المحلل الخبير في شؤون الخليج ان مدى تاثير تيلرسون يعتمد على ما اذا اقتنع قادة الدول المعنية بالازمة "بان وزير الخارجية مدعوم من الرئيس ترمب".

محاولات انقاذ 
رغم الوساطة الكويتية، والوساطات الغربية التي حاولت القيام بها فرنسا والمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول، لا يتوقع مسؤولون في المنطقة ان تنتهي الازمة الدبلوماسية الاكبر في الخليج منذ سنوات، في وقت قريب.

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات انور قرقاش في تغريدة على حسابه في تويتر "لن ينجح أي جهد دبلوماسي أو وساطة خيِّرة دون عقلانية ونضج وواقعية من الدوحة". وأضاف "الاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل الأزمة ولا يقصرها".

ومن المقرر ان يحضر مستشار الامن القومي البريطاني مارك سادويل اللقاء بين وزير الخارجية الاميركي ونظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. وكان امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التقى سادويل قبيل وصول تيلرسون.

ويأمل مراقبون خليجيون بان تعطي زيارة تيلرسون دفعة قوية للوصول الى حل خصوصا وان جولته على الاطراف الرئيسة للنزاع تدشن انخراطا مباشرا في الخلاف من قبل ادارة ترمب التي تتمتع حاليا بعلاقات قوية مع الخليج بعد سنوات من الفتور في عهد الرئيس السابق باراك اوباما.

وللولايات المتحدة والدول الكبرى مصالح اقتصادية ضخمة في الخليج، المنطقة التي تضم ثلث احتياطات النفط العالمي. ويقول عبدالله الشايجي استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت ان الجولة "تاتي بعد تصريحات متناقضة في واشنطن حيال الخلاف"، مضيفا "انها اخر محاولات انقاذ الموقف وحل الازمة التي بدات تؤثر على الاستقرار الاقليمي وعلى الحرب ضد تنظيم داعش".