«إيلاف» من بيروت: يلاحظ الكثيرون تراجُع التواصل ما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة الى الحدّ الأدنى، ويؤكدون أنّ المرحلة الحالية بينهما هي مرحلة هدنة لا أكثر.

وخلال المرحلة الماضية، برزت تباينات بين الطرفين ظهَر منها القليل الى العلن، وتركّزت حول ملفّات كثيرة، منها ما يتعلق بقانون الانتخابات وطريقة إدارته، والذي أدى الى تفاقم النزاع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، في مقابل تقارب بين بري والقوات اللبنانية، ولكن هذا التباين انتهى مع إقرار القانون الانتخابي الجديد.

ومنها أيضًا ما هو متعلق ببواخر الكهرباء، والذي سُجّل خلاله تناغُم الى حد التنسيق بين برّي والقوات اللبنانية، والذي انتهى الى إحالة الملف الى هيئة المناقصات.

ومنها أيضًا ما هو متعلق بملف التعيينات، والذي لا يزال مفتوحًا، وهو ما يؤشّر الى معارك جديدة عندما سيجري وضعُه على طاولة مجلس الوزراء قريبًا.

علاقة جيدة

في هذا الصدد، يؤكد النائب طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف" أن العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر جيدة ومبنية على أسس ثابتة، ومع المتغيرات المحيطة كل فريق لديه وجهة نظره، ولا تطابق بينهما بالكامل في وجهات النظر، وفي الأفكار، مع وجود الإعلام الذي يضخّم الأمور ويجعلها أكثر تعقيدًا بينهما.

عن الملفات التي أعاقت في الماضي حسن التواصل بين الفريقين، يؤكد أبو خاطر أنه من الصعب حصول أي توافق تام بين جميع الفرقاء في لبنان، مع وجود مواضيع خلافية بين الفريقين وضعاها جانبًا، كموضوع سلاح حزب الله، وقتال هذا الأخير في سوريا، هناك تمايز بين الفريقين، غير أنه على الصعيد الداخلي والأساسي والوطني والمسيحي هناك توافق مع اختلاف بوجهات النظر على بعض الملفات بينهما.

الاتفاق والإختلاف

وردًا على سؤال أين يتفق العونيون مع القوات اللبنانيّة وأين يختلفون؟ يجيب أبو خاطر أن الإثنين يتفقان على القضايا الوطنية الأساسية، أي يتفقان على احترام الدستور، وعلى إعادة التوازن الداخلي بين مكونات المجتمع في لبنان، ويتفقان على تحسين الاقتصاد، وقد يختلفان على بعض الأمور لكنها تبقى غير جوهرية.

المسيحيون و"الإرهاب"

ولدى سؤاله ما مدى أهمية التوافق المسيحي في لبنان اليوم في ظل "الإرهاب" الذي يحيط بلبنان ويضرب العالم؟ يجيب أبو خاطر أن "الإرهاب" يهدد كل مكونات لبنان، وليس فقط طوائف معينة، هو يهدد في الأساس الدين الإسلامي، فكيف بالأحرى الطوائف الأخرى؟

و"الإرهاب" يبقى خطرًا محيطًا بالجميع، وهو خطر عالمي، ويجب الاقتصاص منه، لكن ليس بالأسلحة بل يجب التفتيش عن الأسباب الموجبة التي أدت إلى "الإرهاب"، ومن أهم أسبابه يبقى الظلم السبب الرئيس، وإرتداداته على العالم ككل، وكل من يؤمن بالحرية والسيادة يتأذى من "الإرهاب" اليوم، وقد ولّد هذا الضغط كل هذه الإنفجارات في العالم ككل، و"الإرهاب" يأتي عادة نتيجة غبن وجهل، من هنا التضامن المسيحي والوطني ضروري جدًا اليوم في وجه أي قوة "إرهابية" تريد أن تعبث بأمن لبنان وإستقراره.