تل ابيب: زعيم حزب العمل الجديد في اسرائيل آفي غاباي حديث العهد في السياسة جاء من عالم الاعمال في مسعى لانعاش اكبر حزب معارض في الدولة العبرية يشهد تراجعا كبيرا في شعبيته وتأثيره.

وفاز غاباي ب53 بالمئة من الاصوات على عمير بيريتس (65 عاما) الذي حصل على 47 بالمئة من الاصوات.

وخرج رئيس حزب العمل الحالي اسحق هرتزوغ من المنافسة في الدورة الاولى بعد ان جمع 16,79% فقط من الاصوات. وكان هرتزوغ تعرض لانتقادات شديدة بسبب محاولاته التفاوض من اجل انضمام حزبه الى الائتلاف الحكومي اليميني برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وغاباي (50 عاما) رجل اعمال سابق انضم الى حزب العمل قبل اشهر فقط بعد انسحابه من حزب "كلنا (كولانو) من يمين الوسط.

وتسبب صعود غاباي المفاجىء بصدمة للمراقبين بعدما جاء في المرتبة الثاني في الجولة الاولى من انتخابات زعامة الحزب، بعد اشهر من استقالته من منصبه كوزير للبيئة في حكومة نتانياهو اليمينية.

نشأ غاباي في عائلة من الطبقة العاملة في القدس هاجرت من المغرب، في حي فقير في جنوب القدس. وقد انضم الى وحدة النخبة في الاستخبارات الاسرائيلية اثناء ادائه خدمته العسكرية الالزامية ووصل الى رتبة ميجور قبل ان يترك الجيش.

ودرس بعدها الاقتصاد والاعمال في الجامعة العبرية في القدس. وهو متزوج واب لثلاثة اولاد.

بدأ غاباي مسيرته في قسم الميزانية المهم في وزارة المالية الاسرائيلية ثم انتقل الى شركة "بيزك" الاسرائيلية الكبيرة للاتصالات. وقد اصبح بعد ذلك مديرا عاما للشركة.

وشارك غاباي في 2014 في تأسيس حزب "كلنا" اليميني الوسطي مع الوزير السابق من حزب الليكود موشيه كحلون. وفاز هذا الحزب في الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2015، وانضم الى الحكومة.

وكان غاباي وزيرا للبيئة في عامي 2015 و2016 في حكومة بزعامة نتانياهو لكنه استقال في ايار/مايو 2016 احتجاجا على تعيين افيغدور ليببرمان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" القومي المتطرف وزيرا للدفاع.

وترك غاباي حزب "كلنا" وانضم بعدها الى حزب العمل، مؤكدا على موقعه الالكتروني ان حزبه الجديد يأتي كخيار طبيعي لانه يشكل "بديلا حقيقيا عن الحكومة". واعرب عن التزامه مصلحة المواطنين الاسرائيليين.

- دولة فلسطينية منزوعة السلاح-

عند توليه منصب وزير، لم يدل غاباي كثيرا بارائه حول النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي، الذي يعد موضوعا رئيسيا لاي منافس على زعامة حزب كبير في اسرائيل.

ويتبنى غاباي مواقف وسطية تجاه القضية الفلسطينية، داعيا الى اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش الى جانب الدولة العبرية.

ويشير غاباي على موقعه الالكتروني الى اهمية تحسين الاوضاع الاقتصادية للفلسطينيين، والى اهمية الحد من "العناصر الاسلامية المتطرفة" هناك.

وبحسب غاباي فأنه "يمكن حل الصراع" ولكن "نحن بحاجة الى قيادة شجاعة وحازمة لا تتورط في الاكاذيب والتحريض وتفريق الشعب".

ويبدو ان خلفية غاباي في عالم الاعمال بالاضافة الى سياسته الوسطية واصوله المغربية الشرقية شكلت عامل جذب لناخبي حزب العمل الذين يسعون في تعزيز صورته بعد تراجع كبير في دوره.

ولكن يرى منتقدوه في الحزب انه لا يملك خبرة كافية وهو حديث العهد في السياسة نسبيا.

ورأى الوزير العمالي السابق عوزي برعام في حديث مع الاذاعة العامة انه "من الصعب قبول رغبات شخص انضم البارحة الى حزب العمل في زعامته".

ووصفت صحيفة يديعوت احرونوت غاباي بانه على الرغم من مظهره الخارجي البريء فأنه "رجل اعمال ذكي ومتمكن".

ويقول محللون ان العناصر التي جذبت الناخبين لصالح غاباي قد تشكل عنصر منافسة لاحزاب اليمين واليسار.