تغلبت إدارة ترمب على ترددها في التوسط لحل الأزمة القطرية الخليجية، وأرسلت وزير خارجيتها ريكس تيلرسون في أول تجربة له مع الدبلوماسية المكوكية، متنقلًا بين الكويت وقطر والسعودية من يوم الاثنين حتى الخميس.

إيلاف: قال مراقبون إن مهمة تيلرسون ليست سهلة، لا سيما أنها تزجّ الولايات المتحدة في نزاع بين حلفاء لها كانت إدارة ترمب تأمل بأن يكونوا موحدين في مواجهة الإرهاب.

هاجس الفشل
حين التقى تيلرسون بأمير الكويت يوم الاثنين أبلغه الشيخ صباح الأحمد الصباح قائلًا: "نحن نحاول إيجاد حل لقضية لا تهمّنا نحن وحدنا، بل تهمّ العالم أجمع". 

وتشعر واشنطن بالقلق من أن تعوق الأزمة جهود إدارة ترمب في مكافحة مصادر تمويل الإرهاب. وقال مسؤولون أميركيون إن تيلرسون لا يتوقع تحقيق اختراق فوري، محذرين من أن مثل هذا الاختراق قد يبعد أشهرًا. وصرح آر. سي. هاموند مستشار تيلرسون قائلًا: "أجرينا جولة من الأحاديث المتبادلة والحوار من دون أن نحقق تقدمًا".

وكان تيلرسون أحجم في البداية عن القيام بدور الوسيط، خشية أن يؤدي الفشل في إيجاد حل يرضي جميع الفرقاء إلى طرح تحديات أكبر على أولويات الولايات المتحدة في المنطقة، ومنها مواصلة المعركة ضد تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى.

الابتزاز كرد فعل
لاحظت لوري بلوتكن بوغهارت الباحثة المتخصصة في شؤون الخليج في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الولايات المتحدة أحرزت بعض التقدم أخيرًا في إقناع قطر بالتحرك ضد مصادر تمويل الإرهاب، مشيرة إلى أن قطر قد تبتز الولايات المتحدة بالعودة إلى تمويل الإرهاب، إذا شعرت بأن واشنطن منحازة ضدها.

ونقلت شبكة "أي بي سي نيوز" عن بوغهارت قولها: "إذا بدا أن الولايات المتحدة تتخذ جانب السعوديين والآخرين، فإن القطريين قد يردون بالعودة إلى عادتهم القديمة".

تساءلت الباحثة الأميركية عمّا إذا كان القطريون سيقدمون في هذه الحالة "دعمًا إضافيًا إلى جماعات خطيرة في المنطقة في إطار استراتيجيتهم الأمنية". وقالت عن تيلرسون إنه "يقامر بسمعته كوزير خارجية" بهذه المهمة. 

تنازلات متبادلة
وكانت قطر رفضت المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها السعودية والبحرين والإمارات ومصر، ومنها غلق قناة "الجزيرة"، بوصفها أداة تحريض على العنف، وقطع العلاقات مع الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل الإخوان المسلمين. وقال هاموند مستشار تيلرسون إن هناك بنودًا منفردة على القائمة يمكن أن تحقق من دون أن يحدد المطالب التي من الجائز أن تستجيب لها قطر. لكنه قال إن التنازلات ستكون مطلوبة من الآخرين أيضًا. وأعلن هاموند أن "هذا شارع ذو اتجاهين".

ما يزيد مهمة تيلرسون تعقيدًا أن لدى الولايات المتحدة مصالح عسكرية على الجانبين، حيث تستضيف البحرين الأسطول الخامس الذي يراقب التحركات الإيرانية، وتستضيف قطر قاعدة العُديد، مركز عمليات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش في العراق وسوريا.

قبول على مضض
لم تُعلن تفاصيل رحلات تيلرسون المكوكية بين البلدان ذات العلاقة، وكانت المواعيد الدقيقة لكل محطة ما زالت مفتوحة يوم الاثنين.
لكن مهمة وزير الخارجية تشير إلى قبول الولايات المتحدة على مضض بدور الوسيط النشيط في الأزمة، لا سيما أن البعض يرى أن واشنطن تعرف ما المطلوب من الدوحة، بعدما أشار ترمب إلى أنه سمع العديد من الزعماء العرب يشكون من تصرفات قطر. 

وحذرت وزارة الخارجية الأميركية قبل توجّه تيلرسون إلى الخليج من أن الأزمة قد تستمر أسابيع أو أشهرًا، و"من الجائز حتى أن تتصاعد". 


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "أي بي سي نيوز". الأصل منشور على الرابط الآتي:

http://abcnews.go.com/International/wireStory/tillerson-gulf-shuttle-diplomacy-ease-qatar-crisis-48539620