قال عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر في المغرب، إن البلاد شهدت 125 حريقًا خلال الأشهر الستة الماضية من العام الجاري، مؤكدًا أن العامل البشري يعد السبب الرئيس في نشوب غالبية الحرائق في المملكة.

إيلاف من الرباط: أوضح الحافي، في مؤتمر صحافي، عقده صباح اليوم الثلاثاء في الرباط، أن الحرائق المسجلة حتى الآن التهمت نيرانها 397 هكتارًا من الغطاء الغابوي في المملكة، مشددًا على أن درجة الخطر محددة في أعلى المستويات، وأن المصالح المتخصصة في مكافحة الحرائق على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات.

سجل المندوب السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر أن عدد الحرائق المسجل عرف تراجعًا بنسبة 45 بالمائة مقارنة مع السنوات العشر الماضية، معتبرًا أن المغرب اكتسب "مهنية عالية في محاربة الحرائق وأصبحت القوات تتدخل بشجاعة".

زاد الحافي موضحًا أن السلطات العمومية "تعطي أهمية بالغة لتأمين الملك الغابوي، الذي يمثل إرثًا مشتركًا بالنسبة إلى المغاربة"، مشددًا على أن "كل المساحات تتم إعادة تأهيلها بالأشجار، ربما ليس بالأصناف نفسها، وتبقى كل المجالات هي مجالات غير مفقودة لا بالنسبة إلى الملك الغابوي أو النباتي"، لافتًا إلى أن المغرب حقق إنجازًا مهمًا من خلال تحديد 98 من الملك الغابوي الذي اعتبره "إنجازًا تاريخيًا".

وأفاد الحافي بأن مستوى التنسيق بين مختلف المتدخلين المعنيين بمكافحة الحرائق من مندوبية وسلطات محلية ووقاية مدنية والقوات الجوية أصبح "محكمًا"، مشيرًا إلى أن تصنيف درجة الخطر على الغابات يحدد بصفة قارة وثابتة مرتين في اليوم بعد إقرار نظام معلوماتي لتحديد عامل المخاطرة لكل كلم مربع، مبرزًا أن درجات الخطر تتراوح من 1 إلى 4 درجات، حسب حجم الحريق.

وأوضح أن النظام المعلوماتي المعتمد في تحديد درجة الخطر يقدم معلومات دقيقة حول "درجة الحرارة وسرعة الرياح ونسبة الرطوبة والتضاريس والأصناف الغابوية"، مبينًا أن تحديد مستوى المخاطرة يتيح للمندوبية إمكانية القيام بعمليات استباقية ووضع الفرق في أهبة الاستعداد للتدخل، مشددًا في الآن عينه على أن عامل الزمن "من العوامل التي تسهم بشكل حاسم في السيطرة على الحرائق".

وأشار الحافي إلى أن إخماد الحرائق التي تنشب في الغابات له ثلاثة أهداف أساسية، حددها في "حماية الموروث الغابوي، وحماية الأرواح والممتلكات"، مبرزًا أن هاجس حماية الأرواح يمثل الهدف الأساسي من أي عملية إخماد الحرائق.

أضاف أنه في بعض الحالات "لا يمكن أن نضمن سلامة الربان في الغوص من دون أن نغامر بسلامته وعملية الغوص في البحر وسحب المياة يتطلب تركيزًا كبيرًا وجهدًا مضاعفًا من الربان".

وحث الحافي المواطنين على اتخاذ الحيطة والحذر من كل الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الحرائق خلال القادم من أيام فصل الصيف، واعتبر أن كل المؤشرات تؤكد أن درجات الحرارة ستكون مرتفعة، وقال "ما زال أمامنا شهر يوليو وأغسطس وربما حتى أولى التساقطات في فصل الخريف لتخفيض درجة التأهب".