كانت حنان مِرحِب تمشي في طريق مزدحم في مدينة سيدني الأسترالية، وتستمع إلى الموسيقى، حين وجه إليها شخص لكمة في وجهها، فيما وصفته الشرطة بأنه هجوم مرتبط بالتخويف من المسلمين.

وتعتقد الفتاة الجامعية، التي تبلغ من العمر 19 عاما، أن السبب الوحيد وراء هذا الهجوم هو أنها ترتدي غطاء للرأس.

وقالت حنان لبي بي سي: "لقد شعرت بعدم الأمان بالمرة، وشعرت بغضب شديد لأني تعرضت لذلك في بلدي الأم".

وتوصلت دراسة إلى أن النساء، اللائي يرتدين أغطية للرأس، يتعرض أغلبهن لخطر الهجمات المرتبطة بالإسلاموفوبيا في أستراليا.

ووصفت تلك الدراسة بأنها الأولى من نوعها في أستراليا.

ندرة التدخل

وحللت الدراسة 243 حادثا، أبلُغت بها مؤسسة سجل الإسلاموفوبيا في أسترالياIslamophobia Register of Australia، بين سبتمبر/أيلول من عام 2014 وديسمبر/كانون الأول من عام 2015.

وكان نحو ثلاثة أرباع من يقفون وراء تلك الهجمات ذكورا.

وكان 68 في المئة من الضحايا نساء، وأربع من بين كل خمس منهن كن يرتدين أغطية للرأس.

وكان 30 في المئة من بين النساء الضحايا يصطحبن طفلا وقت الهجوم.

وعلى الرغم من أن نحو نصف تلك الحوادث وقعت في أماكن عامة، لكن المارة أو الحضور لم يتدخلوا سوى في 25 في المئة من الحالات.

ويعرِّف معدو الدراسة حوادث الإسلاموفوبيا بأنها أي حادث أو عمل من أعمال "العنف أو تشويه السمعة أو الانتهاكات المدفوعة بالكراهية، يستهدف مسلمين خلال حياتهم اليومية".

وشارك في تلك الدراسة عدة جامعات في أستراليا، والأكاديمية الأسترالية للبحوث والعلوم الإسلامية، ومجلس التنوع في أستراليا.

استخلاص النتائج

وتقول الفتاة حنان مرحب إنه على الرغم من أن الكدمات والجروح السطحية في وجهها، التي نتجت عن الحادث الذي تعرضت له في مايو/أيار الماضي، قد التأمت، إلا أنها لا تزال غير مطمئنة لارتداء غطاء للرأس في الأماكن العامة.

وتقول: "كل امرأة أو فتاة أعرفها ترتدي غطاء للرأس قلقة من أن شيئا ما قد يحدث لها".

ويقول الدكتور محمد أوزالب، الباحث المشارك في الدراسة من جامعة تشارلز ستيرت، إن الإسلاموفوبيا غالبا ما تكون رد فعل على الخطاب السياسي المناهض للإسلام، والتغطية الإعلامية للحوادث الإرهابية.

ويضيف: "عبر الوقت يربط الناس بين الإسلام والمسلمين وبين الإرهاب والعنف، وبالتالي يوجهون غضبهم باتجاه المسلمين".

وتابع أوزالب: "لكن ذلك الغضب ينصب بالأساس على المسلمين الأبرياء، الذين يرونهم في الأماكن العامة، وأغلبهم من النساء".

ويقول الدكتور أوزالب إن الإسلاموفوبيا يجب أن تحظى بمزيد من البحث والتوثيق حول العالم.

وأضاف: "اعتقد أن أول الحلول لهذه المشكلة هو الاعتراف بها على كافة المستويات، بما في ذلك الدوائر البحثية والسياسية".