إيلاف من لندن: في مسعى لإثبات وجوده عقب هزيمته المدوية في الموصل عاصمة خلافته الساقطة، فقد شن تنظيم داعش اليوم سلسلة هجمات متفرقة جنوب وغرب المدينة فشلت جميعها في تحقيق هدفه بالسيطرة على مناطق هناك، حيث تم الحاق خسائر كبيرة به، فيما رأى التحالف الدولي ان تحرير الموصل لا يعني انتهاء الحرب ضد التنظيم في العراق.

ولقد قتلت قوات اللواء السابع عشر في الحشد الشعبي الاربعاء عددًا من مسلحي داعش خلال تصديها لهجوم شنوه في منطقة تل زلط وعداية غرب الموصل. وقال اعلام الحشد إن "قوات اللواء كبدت القوة المهاجمة خسائر كبيرة بالارواح ودمرت ثماني عجلات، منها ثلاث مفخخة بمشاركة طيران الجيش، ومازالت المواجهات مستمرة".

واشار الى احباط الحشد ايضا هجومًا لتنظيم داعش على مدينة الحضر جنوب غرب مدينة الموصل.. موضحاً ان هذا هو الثاني من نوعه خلال 48 ساعة... واكد أن احباط الهجوم اسفر عن تدمير اربع عجلات مصفحة للتنظيم .

واليوم ايضًا قتلت قوات البيشمركة الكردية 17 مسلحاً لتنظيم داعش وقعوا في كمين نصبته القوات في قرية المثلث التابعة لمنطقة حردان في قضاء سنجار شمال غرب الموصل.. موضحاً ان اثنين من المسلحين فجرا نفسيهما فيما قتل 15 آخرون بالتعاون مع القوات الأمنية في المنطقة. وهذا هو الهجوم الرابع من نوعه الذي يشنه التنظيم في المنطقة الاربعاء.
ومن جهتها، صدت قوة من الحشد العشائري السني هجومًا عنيفًا لداعش على قرية قرب الموصل قبل ان تتمكن قوة أمنية مسنودة من الحشد الشعبي من ضبط معمل للاسلحة والمتفجرات اعد لهجوم ايضًا قرب الموصل.

قوات عراقية تهاجم داعش

 

صد هجوم عنيف لداعش
وقال الشيخ راغب البدراني أحد قادة حشد البو بدران إن مقاتلين من قبيلته صدوا فجر اليوم هجومًا، وصفه بالعنيف، لداعش، استخدم فيه أكثر من 35 عجلة مسلحة على قرية الجرن جنوب الموصل. واضاف في حديث لوكالة "شفق نيوز" الكردية اطلعت عليه "إيلاف"، أن الحشد العشائري احرق 7 مركبات للتنظيم فيما لايزال القتال مستمرًا في المناطق الصحراوية بعد وصول تعزيزات للجيش العراقي في الفرقة 15.
ويتزامن الهجوم مع آخر تمكنت قوة امنية وحشد شعبي من احباطه قرب الحدود مع سوريا.

كما استهدف هجوم آخر قرى الجرن والسلماني جنوب الموصل واقتحموا قرية عين شريدة التابعة لناحية حمام العليل وتمكنوا من احتجاز بعض العوائل.

وعلى الصعيد نفسه، فقد أكد الفريق ستيفن تاونسند قائد عمليات التحالف ضد داعش اليوم أن استعادة الموصل وهزيمة داعش فيها لا تعنيان ان الحرب في العراق قد انتهت، لافتًا إلى أنه لا يتوقع أي تغيير في عدد الجنود في المستقبل القريب، لأنه لا يزال هناك الكثير من العمل لإنجازه.

وأوضح في تصريحات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من بغداد، "أن هذه الحرب بعيدة كل البعد عن نهايتها. لذلك لا أتوقع رؤية أي تغيير كبير في مستويات قواتنا في العراق خلال المستقبل القريب، لأنه لا يزال هناك عمل شاق يتعين على العراقيين والتحالف القيام به".

واضاف إن معركة الموصل هي إنجاز كبير بالتأكيد، لكنه أشار الى أن بقية محافظة نينوى بما في ذلك قضاء تلعفر، وأيضا قضاء الحويجة وغربي محافظة الأنبار لا تزال بحاجة للتطهير من داعش. وقال إن حكومتي واشنطن وبغداد تفضلان وجود القوات الأميركية في مرحلة ما بعد داعش. 

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن الاثنين الماضي رسميًا الانتصار على تنظيم داعش في مدينة الموصل بعد معارك استمرت تسعة أشهر، وأدت إلى الكثير من الخسائر المادية ومقتل آلاف المدنيين، ونزوح أكثر من 920 ألفًا آخرين. ورفع العبادي العلم العراقي احتفالاً بالنصر، وقال في خطابه "أعلن من هنا نهاية وانهيار دولة الزيف والإرهاب، التي أعلنها تنظيم داعش من الموصل".