«إيلاف» من بيروت: التطور الذي شهدته الأزمة السورية قبل أيام، والذي تجلى باتفاق الرئيسين الاميركي والروسي دونالد ترمب وفلاديمير بوتين، خلال لقائهما في هامبورغ خلال قمة مجموعة العشرين، على وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، يشكّل، في رأي الكثيرين، محطة مهمة لاستشراف مستقبل الأزمة السورية، وبالتالي مستقبل المنطقة عمومًا بما فيها لبنان.

اجتماع تاريخي

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن الاجتماع بين بوتين وترمب بحد ذاته تاريخي بكل ما للكلمة من معنى، وهو الأول بين الزعيم الروسي والرئيس الأميركي، والاجتماع الأول لم يتم بحث كل الأمور فيه، إنما كان التركيز بالنسبة للمنطقة على كيفية قطع دابر "الإرهاب" في المنطقة، وليس هناك من اختلافات جذرية في حل المعضلة السورية، لكن هناك اختلافات التي تندرج ضمن كيفية حصول كل فريق على دور سياسي معين في المستقبل القريب، وفي سوريا لاحظنا أن هنالك تنسيقاً لوجستياً بين روسيا وأميركا، الأمر الذي يفسر "الهدوء النسبي" في وقف إطلاق النار.

ويضيف مالك أن ترمب يتخذ نهجًا مختلفًا عما سبقه من رؤساء أميركيين وبالتحديد باراك أوباما.

ويلفت مالك إلى ان النتائج من لقاء هامبورغ تبقى تجميد وتأمين عناصر الصمود لوقف إطلاق النار بانتظار الإنتقال إلى ما يسمى بمراحل الحل السياسي بين مختلف الأطراف، وهي نقطة إيجابية، وقد لوحظ انتفاء تهديدات ضرب ترمب لسوريا ردًا على ما سمي باستخدام الأسلحة الكيميائية، ويلفت مالك إلى أننا حاليًا في فصل جديد في ما يتعلق بالحالة القطرية.

اختلاف السيناريو

وهنالك اختلاف في سيناريو الموقف بالنسبة للشرق الأوسط، يضيف مالك، ففي فترة سابقة مع اوباما كانت أميركا بموقف تراجع، في حين حاليًا العكس تمامًا، فترمب في الواجهة، لا يقيم وزنًا لأي معارضة على الإطلاق، لذلك يجب أن نبني ونتابع التنسيق الذي يجري بين واشنطن وموسكو من المنطلق السوري، وهذا هو المفتاح لمدى قوة التنسيق بين موسكو بوتين وواشنطن ترمب، ويبقى الأمر اختبارًا أساسيًا وكبيرًا.

النازحون

وردًا على سؤال هل وقف اطلاق النار في جنوب سوريا، والذي دعا إليه اتفاق ترمب وبوتين يعني عودة النازحين السوريين الى بلادهم ومغادرة لبنان؟

يؤكد مالك أن موضوع النازحين اكتشف اللبنانيون من خلاله أنهم ارتكبوا اخطاء قاتلة في طريقة التعامل في هذا الملف، وما يجري يبقى افرازات طبيعية لتجمع القوى التابعة لداعش بخاصة بعد الحدث الكبير الذي وقع، وهو تحرير الموصل، التي تبقى نقطة تحول كبيرة في اندثار داعش في العراق.

ويلفت مالك إلى أن الخطة الإستراتيجية تبقى كالتالي تجميع عناصر داعش في منطقة جغرافية واحدة داخل الإطار السوري ومن ثم توجيه الضربات بشكل منسق بين واشنطن وموسكو في ما يطلق عليه بداية النهاية للدواعش.

ويؤكد مالك أن ترمب قال كلامًا بليغًا عندما سئل عن نتائج المسعى الأميركي لمسألة قطر، فأكد أن الوضع شديد الدقة، ولكن أتوقع قال ترمب مع حل ازمة قطر ستكون بداية النهاية لحل مسألة الإرهاب في المنطقة.