«إيلاف» من اصيلة: سافر رباعي الكورد أركسترا "شامبر فرانسي" بجمهور موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ 39 نحو عالم حالم مفعم بأجواء البهجة والرومانسية، من خلال تقديمها لمقطوعات موسيقية كلاسيكية، لا تخلو من نفحات الإبداع والذوق الفني الراقي، للموسيقارين النمساويين الشهيرين"موزارت" و"جوزيف هايدن"، فضلاً عن الموسيقار الإيطالي "نيكولو باغانيني"، في الحفل الذي شهده قصر الثقافة ليلة الثلاثاء.

العرض الموسيقي الذي دام زهاء ساعة وربع ساعة من الزمن، حظي بإعجاب الجمهور الحاضر ممن تفاعل بشكل كبير مع المعزوفات الموسيقية الخالدة التي قدمتها أركسترا "شامبر فرانسي" بمهنية وحرفية عالية، استطاعت بفضلهما أن تستحوذ على أحاسيس الحاضرين، ممن عاشوا أوقاتاً ممتعة، تقاسموا من خلالها لحظات من الشغف والولع الممزوجين برهافة المشاعر.

وحرصت الفرقة على تقديم شروحات مقتضبة عن الأنغام والألحان الشجية التي قامت بعزفها، وذلك عقب انتهائها من كل مقطوعة موسيقية، رغبة منها في خلق جو من التواصل الروحي والوجداني مع الجمهور العريض، الذي حج بكثافة لمعلمة قصر الثقافة، والذي أبدى بدوره تجاوبًا ملحوظاً، من خلال حماسه وتشجيعه اللافت للفرقة المتألقة، لتعلو أصوات التصفيق إعجابًا بالموهبة المتفردة التي أظهرها رباعي الكورد الفرنسي.

وعبر عضو من الفرقة عن فرح الرباعي بوجوده بالمملكة المغربية ومدينة أصيلة، وهي التجربة التي تضاف لمسيرتهم الفنية، عقب مشاركتهم في أماكن مختلفة حول العالم، وتقديمهم للمقطوعات الموسيقية التي تنال استحسان الجماهير العريضة.

وأشاد بالحس الفني المرهف الذي يملكه كل من "موزارت"و"هايدن"، واللذين يختلفان من حيث توجهاتهما الموسيقية وطريقة تأليفهما للمعزوفات، إلا أن القاسم المشترك بينهما يظل في كيفية المزج بين الألحان الطروبة بهدف تقديم موسيقى تتميز بنوع من العفوية وتلامس الروح والوجدان للمتلقي، في حين يمتاز"باغانيني" بالجنون ورغبته في تخطي عقبات المستحيل، وجعل مختلف الأنغام قطعة حقيقية من الجمال.

وتشكل الرباعي الوتري ،"العازفون المنفردون لأوركسترا الغرفة الفرنسية"، سنة 1989، ليصبح حاليًا إحدى فرق الموسيقى الأكثر شهرة عالميا، فمع توالي المواسم والحفلات، يؤكد هؤلاء الموسيقيون الموهوبون شغفهم بالموسيقى، ويعبرون من خلالها عن اهتماماتهم الفردية والجماعية وحماستهم وتقنياتهم في الأداء.

جانب من الحضور

وبرهنت أوركسترا "شامبر فرانسي" أنها وسيلة لنشر الموسيقى الراقية في منطقة باريس، حيث تتقاسم أحاسيسها الموسيقية مع الجمهور المحلي، وفي جميع أنحاء فرنسا، حيث تقدم عروضها بانتظام في إطار أكبر المهرجانات الوطنية.

وجاءت العديد من الجولات في الخارج لتؤكد حماس الجمهور لموسيقى هذه الفرقة، بما في ذلك العديد من الجولات في إسبانيا، إذ شاركت في مهرجان "سانتاندر" الدولي المعروف، وأسبوع مونتسيرات الموسيقي الدولي، إضافة إلى المهرجانات الدولية لبلنسية وغانديا وعدة حفلات موسيقية كبرى في مدريد وغرناطة، وفي إنجلترا بدار الأوبرا الملكية وكذا ألمانيا.

وتقدم الفرقة عروضها بشكل منتظم في الولايات المتحدة، وخاصة على الساحلين الشرقي والغربي (نيويورك في مركز لينكولن وواشنطن العاصمة وفيلادلفيا ولوس أنجلس وفرانسيسكو وولايات أخرى).

تم تشكيل الفرقة بين عامي 2004 و2008 في المسرح الإمبراطوري في "كومبيين"، المسرح الفرنسي للموسيقى، مما أتاح لها الفرصة لتقديم عروض منتظمة على خشبة هذا المسرح الشهير.

العازفون يبدعون في القطع الكلاسيكية

شغف وجرأة وخيال عازفي أوركسترا الغرفة الفرنسية تمكنهم من التعامل بسلاسة كبيرة مع جميع أعمال الموسيقى الكلاسيكية والرومانسية المعاصرة من باخ إلى برنشتاين مرورًا بموزارت، كما تدعونا الأوركسترا بانتظام إلى إعادة اكتشاف روائع غير معروفة.

تعرض الفرقة أعمالها رفقة عازفين مرموقين، ويتعلق الأمر بكل من موريس أندريه وغي توفرون واريك أوبيي (عازفو البوق)، بيير أمويال (عازف الكمان)، جيرار كوسي (عازف الفيولا)، بول بادورا سكودا وجان كلود بينتيي وجان مارك لويسادا و آن كويفليك (عازفو البيانو)، فضلاً عن فريدريك لوديون (رئيس وعازف التشيلو)، ماكسنس لاريو (عازف الناي)، رافاييل بيدو (عازف التشيلو) وعازفين آخرين.