نصر المجالي: أعلنت الولايات المتحدة أنها نجحت في التوسط بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لتذليل آخر عقبة تعترض إنشاء خط مياه يربط البحر الأحمر بالبحر الميت. وكانت إسرائيل والأردن وقعا في فبراير العام 2015 اتفاقا مماثلا، وكان أطلق على المشروع اسم "قناة البحرين".

وتوسط عن الجانب الأميركي الممثل الخاص للرئيس دونالد ترامب غاسون غرينبلات، ويتعين لإتمام المشروع الذي تأخر إنجازه لعقود طويلة موافقة الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وقال غرينبلات إن الاتفاق هو ثمرة جهود مضنية بذلت في هذا الإطار، وإنه يأتي ضمن الجهود المبذولة لدفع عجلة المفاوضات المتعثرة التي يوليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتماما بالغاً.

ومن المقرر بموجب المشروع أن يبدأ أنبوب المياه الضخم من ميناء العقبة الأردني وتبلغ كلفته الإجمالية قرابة مليار دولار أميركي.

طرف إقليمي

وقال رئيس سلطة المياه الفلسطينية الوزير مازن غنيم في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الخميس، في القدس، إن الاتفاق يأتي تأكيدا على حق المشاطرة للفلسطينيين في البحر الميت وبصفتنا طرفاً إقليمياً، ضمن مشروع "قناة البحرين".

 

رئيس سلطة المياه الفلسطيني مازن غنيم

 

 ويتمثل هذا المشروع بحفر قنوات تربط بين البحر الأحمر جنوبا بالبحر المتوسط غربا والبحر الميت، بحيث تضخ مياه البحر، بواسطة قنوات وأنفاق وأنابيب، إلى غور الأردن والبحر الميت.

وبين أهداف المشروع، استخدام مياه "حوض نهر الأردن" بعد تحليتها للري في منطقتي النقب والأغوار، وضخ مياه البحر إلى البحر الميت من أجل استقرار سطحه من خلال الاستفادة من ارتفاع سطحي البحرين الأحمر والمتوسط وارتفاع سطح البحر الميت من أجل توليد طاقة كهربائية، ويأمل المبادرون أن يؤدي المشروع إلى ازدهار اقتصادي.

يشار إلى أن المشروع يأتي استكمالاً للاتفاق المنفرد الذي وقع عام 2015 بين إسرائيل والأردن لشق قناة مائية بين البحر الأحمر والبحر الميت، والذي يستفيد منه الطرفان بنحو 75 مليون متر مكعب من المياه المحلاة، فيما يحصل الفلسطينيون على مياه وطاقة من المشروع سنوياً بأسعار مخفضة قياساً بالأسعار التي تدفعها السلطة الفلسطينية لإسرائيل.

ترحيب أردني 

وإلى ذلك، رحّب وزير المياه والريّ الأردني الدكتور حازم الناصر بالاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني الذي تم التوصل اليه، اليوم الخميس، في مدينة القدس بين الجانبين وبرعاية الولايات المتحدة الأميركية كاستحقاق فلسطيني لنتائج مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الاطراف المعنية في تنفيذ ناقل البحر الاحمر البحر الميت بين كل من الاردن والسلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل في ديسمبر 2013 في العاصمة الأميركية واشنطن بشهادة وحضور كل من حكومة الولايات المتحدة الأميركية والبنك الدولي والتي أعطت الجانب الفلسطيني ما يزيد على 30 مليون م3 سنويا نتيجة هذا الاستحقاق.

واضاف وزير المياه والري الأردني أن هذا الاتفاق يكون قد حقق للاخوة والاشقاء الفلسطينيين مياها اضافية خارج سياق اتفاقات اوسلو وما تلاها وإضافة على الحقوق السيادية الفلسطينية المائية مؤكدا ان هذه الكميات الاضافية الجديدة التي تم التوافق عليها بموجب هذا الاتفاق سيتم تزويد مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بها بكميات اضافية ابتداء من صيف العام الحالي 2017 ولغاية العام 2021 لتخفيف الاعباء الكبيرة في ما يتعلق بالمياه على الاخوة الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.

حقوق الفلسطينيين

وشدد الناصر على أن الجهود الاردنية التي بذلت والمتواصلة في هذا المجال ستستمر انطلاقا من الحرص الاردني الأكيد على دعم وتمكين الاشقاء الفلسطينيين من حقوقهم في كافة القضايا ومنها موضوع المياه خاصة في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة التي عانت شحًا كبيرًا في مصادر مياه الشرب خلال السنوات الماضية.

واوضح ان تنفيذ المراحل اللاحقة من مشروع ناقل البحرين ضمن للاشقاء الفلسطينيين مكاسب اضافية حال تنفيذها.

يشار إلى أن الاردن أولى اهتماما كبيرا لتنفيذ مشروع ناقل البحرين كونه سيكون إحدى أهم ركائز الاستراتيجية المائية الاردنية والذي سيزود الاردن بمياه الشرب لسنوات طويلة قادمة بالاضافة الى المحافظة على بيئة البحر الميت الذي يعتبر إرثا تاريخيا وموردا اقتصاديا هاما للأردن.