قالت الحكومة العراقية إنها تحقق في فيديو يُظهر فيما يبدو أنه عملية قتل نفذتها قوات عراقية لمسلحين يُشتبه بأنهم من تنظيم الدولة الإسلامية كانوا معتقلين في منطقة الموصل.

وظهر في شريط الفيديو رجال في زي عسكري وهم يرمون رجلا أعزل من فوق جرف، ثم يطلقون النار على جثته الهامدة.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إنه يجب تقديم الأشخاص المسؤولين عن ذلك إلى العدالة إذا ثبتت صحة الفيديو.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إنها تسلمت تقارير عدة من شهود تفيد بحدوث عمليات تعذيب وقتل في الموصل.

ولم تتمكن بي بي سي من التحقق من مصداقية الفيديو، أو من وقت ومكان تصويره.

ونشر الفيديو على الإنترنت على مدونة (عين الموصل) الأربعاء، بعد يومين فقط من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسميا الانتصار على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة.

وما زالت القوات العراقية تمشط، الخميس، أجزاء من المدينة القديمة في الموصل، حيث يحتمل أن نحو مئتين من المسلحين ما زالوا مختبئين هناك، بحسب ما يقوله التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي دعم العملية العسكرية جوا وبرا على مدى تسعة أشهر.

وقالت بلقيس ويللي، كبيرة الباحثين الخاصة بالعراق في منظمة هيومن رايتس ووتش، لبي بي سي "في الأسابيع الأخيرة من معركة استعادة غرب الموصل، لاحظت أن الاتجاه السائد بين أفراد القوات المسلحة هو الرغبة الشديدة في الانتهاء من المعركة بأقصى سرعة، وعدم الالتزام بقوانين الحرب".

وأفاد شهود عيان كثيرون - بحسب ما تقوله ويللي - بارتفاع أعداد حالات التعذيب وقتل القوات المسلحة غير القانوني للمشتبه بهم من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وسيادة شعور لدى أفراد القوات المسلحة بأنهم لم يعودوا بحاجة إلى إخفاء هذه الأعمال.

فيديو آخر يظهر مسلحين من تنظيم الدولة استسلموا في غرب الموصل
Reuters
فيديو آخر يظهر مسلحين من تنظيم الدولة استسلموا في غرب الموصل

وتضيف "هذه التقارير قوبلت بالتهاني من بغداد على النصر، وزاد هذا من شعور القوات المسلحة بالإفلات من العقاب في الموصل".

وفي نهاية يونيو/حزيران نشرت هيومن رايتس ووتش تقريرا مفصلا عن شهادات أربعة شهود عيان، قالوا إنهم رأوا قوات عراقية تنهال بالضرب رجالا عزلا، وصبية فارين من القتال في الموصل، وحصلت أيضا على معلومات عن قتل قوات عراقية رجالا غير مسلحين.

وقال أحد الشهود إنه رأى شخصين من أفراد مكافحة الإرهاب ينزلون جثة شخص يشتبه بأنه من مسلحي التنظيم كانت معلقة على عامود كهرباء، ورجماها بالحجارة قبل أن يلتقط كل واحد منهما صورة للآخر إلى جانبها.

وأضاف الشاهد بعد ذلك أن مقاتلا من مكافحة الإرهاب عرض عليه فيديو لشخص معتقل تطلق النار عليه.

ونقلت صحيفة إكسبريسن السويدية عن ضابط عراقي في الشرطة الاتحادية قوله إنه قطع رؤوس 50 رجلا على الأقل بالسكاكين، وضرب آخرين. وقالت الصحيفة إن الضابط ساند أقواله بالصور ولقطات فيديو.

وقالت هيومن رايتس ووتش أيضا إن القوات العراقية تعتقل وتحتجز آلاف الرجال والصبية في ظروف غير إنسانية، بدون توجيه تهم إليهم متعللة بفحصهم للتحقق من ارتباطهم بتنظيم الدولة الإسلامية.

خارطة للعراق وسوريا
BBC