الرياض: قررت السعودية الشروع في خطتها لخصخصة المستشفيات الحكومية و البدء في فصلها عن وزارة الصحة . و تهدف وزارة الصحة من خلال الخصخصة إلى رفع جودة و كفاءة الخدمات الصحية و التأكد من رفع الإنتاجية . و تريد وزارة الصحة السعودية من خلال مشروع الخصخصة إلى التفرغ لممارسة الأدوار الإشرافية و التنظيمية على المراكز الصحية و المستشفيات. 

ومن المعلوم أن خدمات الرعاية الصحية تشكل أحد القضايا الحيوية ليس في السعودية و حسب بل عالميا، و بحسب وزارة الصحة السعودية فإنها تطمح إلى التخلص من الأعباء المالية و الإدارية من خلال تحويل المستشفيات الحكومية إلى شركات حكومية في كل مناطق المملكة ، و سيساعد ذلك، بحسب الوزارة ، إلى مواجهة البيروقراطية و المركزية التي تؤثر كثيرا في جودة الخدمات الصحية كما أنها تطمح إلى التخلص من الهدر المالي و رفع معايير الجودة و السلامة للمرافق الصحية. 

وأكدت وزارة الصحة في بيان لها أن خطتها الرامية إلى تحويل المستشفيات و المراكز الصحية إلى شركات حكومية تعمل وفق أسس تجارية ستساعد فئات أكثر من المجتمع للحصول على الخدمات الصحية ، و أشارت الوزارة أن الخدمات الصحية ستقدم من خلال تجمعات تشمل الرعاية الصحية الأولية و المستشفيات العامة و المستشفيات التخصصية . 

وتقوم وزارة الصحة حاليا بمراجعة السيياسات الصحية في السعودية لأن الوزارة تعتقد بأن الخدمات الصحية هي منظومة متكاملة تشمل جميع المنشآت الحكومية و غير الحكومية ليمتد الأثر إلى نمط المعيشة للفرد و المجتمع ، و تحاكي الوزارة في خطتها مجموعة من الدول المتقدمة في مجال الرعاية الصحية مثل فنلندا و بريطانيا و السويد و النرويج و كندا و أستراليا . 

وتواجه هذه الخطة المخاوف من بعض المختصين و الناشطين من سيطرة الشركات و القطاع الخاص على الخدمات الصحية سيرفع تكاليف الرعاية الصحية في السعودية بالإضافة إلى حرمان الفئات الغير قادرة على شراء خدمات الضمان الصحي التي تنوي الوزارة طرحه لتمويل مشروع الخصخصة . 

الكاتب السعودي سعد الدوسري يرى "بأننا يجب أن نكون حذرين خلال عملية الخصخصة و الاستفادة من النماذج الصحية الأكثر جاهزية لعملية الخصخصة مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي أو مستشفى أرامكو" و يشير الكاتب الدوسري في حديثه لـ"إيلاف" بأن المرافق الصحية في السعودية ليست كلها بنفس الكفاءة و الجاهزية، و لذا يجب أن نكون حذرين جدا خلال عملية الخصخصة. 

ويضيف الكاتب الدوسري "أن الفشل قد يكون مقبولا في أي قطاع لكن ليس في القطاع الصحي لأنه ركيزة أساسية في قيام الدول"

عدد من الناشطين أكدوا على أن غلاء الخدمات الصحية في الولايات المتحدة و سيطرة شركات التأمين على الخدمات الصحية و غلائها الباهظ هي أكبر دليل أن خطة الخصخصة محفوفة بالمخاطر، إلا أن وزارة الصحة السعودية تؤكد أن خطتها ستحسن خدمات الرعاية الصحية و ترفع كفائتها و أنها ستزيد من دورها الإشرافي و التنظيمي و أن برنامج الضمان الصحي لن يحمل المواطن أي تكاليف إضافية. 

من جانبه أكد وزير الصحة من خلال حسابه على منصة تويتر أن عملية التحول في القطاع الصحي ستتم على عدة مراحل و خلال سنوات و ليس دفعة واحدة. فيما قالت وزارة الصحة عبر حسابها أن الخدمات الصحية ستبقى مجانية "للمواطنين" ولم تشر في تغريدتها للمقيمين مما يشير إلى أن الوزارة قد تفرض رسوما على الخدمات الصحية المقدمة للمقيمين.

وحاليا تقدم وزارة خدماتها لجميع المواطنين و المقيمين بلا استثناء بدون مقابل و يشمل ذلك الأدوية والخدمات الصيدلية و تعتقد الوزارة أن هذه السياسة حملت الخدمات الصحية ما لا تحتمل و ساهمت بشكل كبير في تخفيض جودة الخدمات الصحية في السعودية.