نصر المجالي: ندد منتدى الفكر العربي بالممارسات الإسرائيلية في القدس ومنع المسلمين&من إقامة الصلوات في المسجد الأقصى الذي أغلقته، داعيًا أتباع جميع الديانات والمجتمع الإنساني إلى رفع الصوت ضد هذه الإجراءات التعسفية.&

ووجه منتدى الفكر العربي الذي يرأسه الأمير الحسن بن طلال ومقره عمّان، (نداء من أجل القدس) تلقت "إيلاف" نسخة منه، خاطب فيه أنصار الحرية ودُعاة حقوق الإنسان في العالم، وأتباع الديانات في كل مكان وجميع المؤمنين بالرسالات السماوية، اعتبر ما أقدمت عليه السلطات الإسرائيلية من إغلاق للمسجد الأقصى المبارك ومنع المسلمين من إقامة صلواتهم فيه، والقيام باعتقالات لشخصيات دينية إسلامية وبعض مسؤولي الأوقاف الإسلامية، إثر مقتل جنديين إسرائيليين، استهانة صارخة بمشاعر المؤمنين وحقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية.

موجة عنف

وناشد المنتدى الذي يضم نخبة فكرية وثقافية تؤمن بالتنوّع والتعددية وحق الاختلاف وتحترم المقدسات والرموز الدينية، ويناشد المنتدى أتباع جميع الديانات والمجتمع الإنساني برفع الصوت ضد هذه الإجراءات التعسفية، التي ستكون سبباً إضافياً لاندلاع موجة جديدة من عنف وإرهاب لا تحمد عقباها، وهو أمر يرفضه المؤمنون والشرعية الدولية لما فيه من انتهاك واضح للمقدسات، وتداعيات يترتب عليها تأجيج التطرف في مدينة ينبغي أن يتسع الفضاء الديني فيها لكل المؤمنين، لا أن تتحول إلى ساحة قتال مستعرّ يلغي العقلانية ويعمِّق مأساة المنطقة ويستقطب الكراهية بين جميع الأطراف المتنازعة، حيث إن المتزمتين يتحدثون دائمًا عن حقوق الخالق، فماذا عن حقوق الخلق؟.

ضمانات دولية

وقال نداء المنتدى: وعلينا أن نتذكر أن مدينة القدس ومقدساتها هي أكثر مدينة في العصر الحديث تحظى بحماية وضمانات دولية تم اختراقها من خلال الاعتداءات المتكررة والإجراءات التعسفية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في سلسلة العنف منذ الاحتلال عام 1967، خاصة إجراءات الإغلاق الأخيرة. فلا يزال المجتمع الدولي في مواقفه وقراراته يعتبر القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ما يعني ضرورة تأمين الحماية للأماكن المقدسة واحترام حرية العبادة وحق المؤمنين في الوصول إلى أماكن العبادة.

وذكِّر منتدى الفكر العربي بالقرار الصادر عن القمة الإسلامية الخامسة التي عقدت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا (مارس 2016)، والذي أكد الدور المحوري للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتوفير الحماية للمقدسيين وأتباع الديانات في صلواتهم، والحفاظ على حرمة المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف ومكانته؛ مشدداً على ضرورة وقوف الدول الأعضاء بحزم دفاعاً عن حرم الأقصى المبارك، ومحذراً من أية إجراءات من شأنها المسّ بقدسيته.

مسؤولية أخلاقية

وناشد المنتدى بشكل خاص الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك المنظمات الدولية والإقليمية القيام بما تمليه عليهم مسؤوليتهم القانونية والإنسانية الأخلاقية، والتدخل فوراً لوقف ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة من اعتداءات وانتهاكات مستمرة، والعمل على عودة المصلّين المسلمين لأداء صلواتهم في المسجد الأقصى.

وقال البيان إن المنتدى الذي يتبنى برنامج "القدس في الضمير" برعاية رئيسه الأمير الحسن بن طلال، يدعو دوماً إلى تجسيد المعاني التي تخدم قضية القدس الشريف وتبقيها حيّةً في ضمير الأجيال والمجتمع الإنساني؛ انطلاقاً مما أكده سموّه مراراً بأن الدين يسمو فوق السياسة، وأن علينا جميعًا الحرص على ترسيخ الاحترام المتبادل لحقوق الإنسان.