نصر المجالي: أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، "خريطة الطريق" من أجل إنهاء الصراع في ليبيا وتوحيد الليبيين، تتضمن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في مارس 2018 لإنهاء الأزمة في ليبيا، ويتزامن الاعلان عن تصريح إماراتي باجتماع وشيك بين السراج والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني.

ودعا رئيس حكومة الوفاق الليبية، في كلمة بثها عبر التلفزيون الرسمي من طرابلس، مساء السبت، إلى وقف إطلاق النار، والدمج التدريجي للكيانات البرلمانية المتنافسة المتمركز في طرابلس وفي شرق ليبيا.

وتابع السراج قائلا "أنا على ثقة بأن الروح الوطنية ستتغلب على المصالح الشخصية الضيقة، وأدعو الجميع إلى تقديم التنازلات وإن كانت مؤلمة".

ويمثل أي اتفاق على خطة انتخابية وإجراء انتخابات في أنحاء البلاد تحديا كبيرا، بسبب الانقسامات السياسية وانعدام الأمن والاشتباكات وتدهور البنية الأساسية.

ويشار إلى أن حكومة الوفاق الوطني نتاج لاتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لإرساء الاستقرار وتوحيد ليبيا تم التوقيع عليه بنهاية 2015 بدعم جزئي من فصائل سياسية ومسلحة. وتتمتع بسلطة محدودة وتعارضها فصائل متمركزة في الشرق متحالفة مع القائد العسكري خليفة حفتر.

ومنذ وصوله إلى طرابلس في مارس 2016 يكافح السراج لتشكيل حكومة فاعلة أو لكبح فصائل مسلحة قوية. ووصلت الأحوال المعيشية لأسوأ أوضاعها جراء أزمة حادة في السيولة وانقطاع متكرر للكهرباء والمياه وتدهور الخدمات العامة.

ومضى رئيس حكومة الوفاق قائلا في كلمته: "خريطة الطريق، ستتضمن إنشاء المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، ووضع آليات لتطبيق العدالة الانتقالية، والاتفاق على قوانين للعفو العام، وتشكيل لجان للمصالحة بين المدن".
وأوضح أن المجلس الرئاسي سعى بكل قوة لـ"رأب الصدع، ولم الشمل، ومد يد المصالح للجميع، ولكن الانقسام السياسي هو من ضاعف من صعوبة المهمة".

واختتم السراج قائلا: "المجلس ليس طرفا في الصراع، بل كل ما يريده هو أن يساهم في الحل، فالوطن يبنى بسواعد وعقول جميع أبنائه، دون استثناء أو إقصاء أو تهميش".

يذكر أن وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كان أعلن يوم السبت عن لقاءات قادمة ستجرى بين فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي.

وأوضح وزير الخارجية الإماراتي أن اللقاءات ستجرى بين السراج وحفتر في منطقة برقة ، مشيراً إلى أن الإمارات ستتواصل مع جميع الأطراف في ليبيا، بدءاً من حكومة الوفاق، حتى الحكومة الموقتة الموجودة في مدينة البيضاء، مروراً بخليفة حفتر.

ولفت الشيخ عبدالله بن زايد إلى أن ليبيا يجب أن تبقى دولة موحدة، والأمر متروك لليبيين ليحددوا شكلها.