«إيلاف» من نيويورك:  منذ القرن التاسع عشر، شكلت الاراضي التي قامت عليها دولة قطر لاحقا، ملاذا آمنا للهاربين والمشبوهين والقراصنة.

وسلطت نيويورك تايمز في تقرير لها، الاضواء على سياسة احتضان الدوحة للمنفيين والمنشقين والمطلوبين، بالاضافة الى المتشددين. 

مسؤولو طالبان يتسوقون

وعلى مقربة من فروع الجامعات الأميركية، يمكن العثور على مسؤولي طالبان وعوائلهم في مراكز التسوق، ويقومون بطلب وجبات المأكولات الشعبية الأفغانية الجاهزة، وعلى بعد بضعة أميال من قاعدة عسكرية أميركية واسعة (العديد) تضم 9000 من الأفراد الأميركيين، تقلع الطائرات الحربية في مهام لقصف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وأحيانا طالبان في أفغانستان.

حماس بقرب السفارة 

وينطلق مسؤولون من حماس، من فيلا فاخرة تقع بالقرب من السفارة البريطانية، وقد عقدت الجماعة مؤخرا مؤتمرا صحافيا فى قاعة رقص في فندق شيراتون.

الازمة تزداد سوءا

وقالت الصحيفة، "تفرض أربع دول عربية حصارا جويا وبحرا وبريا ضخما على قطر، لثني الدوحة عن سياستها الخارجية المغامرة، والتوقف عن توفير المأوى لهذه الجماعات. الحصار لم يفعل شيئا والازمة تزداد سوءا"، واضافت، "عاد وزير الخارجية ريكس تيلرسون الى واشنطن يوم الخميس بعد ايام من دبلوماسية مكوكية غير مثمرة على ما يبدو في المنطقة. كما تدخل وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا دون نجاح".

دول المقاطعة (السعودية ومصر والامارات والبحرين) تعتبر ان الدوحة اصبحت المدينة التي تمول الارهاب بدلا من تكون أرض الاجتماع الحميدة كما وصفها القطريون.

ملاذ آمن

واعتبرت الصحيفة، "ان قطر شكلت ملاذا امنا لاحتضان المعارضين والمنشقين فقد فتحت الباب امام عائلة صدام حسين، واحد ابناء اسامة بن لادن، ورسام هندي، وسليم هان يندرباييف الذي يعد واحدا من امراء الحرب في الشيشان واغتيل في الدوحة على يد عملاء روس.

تتخبط في الصراعات

واشارت الصحيفة الى ان "النقاد يقولون إن قطر، وبدلا من أن تعمل كصانع سلام محايد، تتخبط وفي كثير من الاحيان في الصراعات فقد ساعدت على الإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا عام 2011، وتغض الطرف عن المواطنين الأثرياء الذين ينقلون الأموال إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا، وما يثير غضب السعوديين والإماراتيين والمصريين والبحرينيين هو أن الدوحة وفرت أيضا مأوى للمنشقين الإسلاميين من بلدانهم وأعطتهم صوتا على محطة تلفزيون الجزيرة المملوكة للدولة."

مشاريع الاطفال الانتحاريين 

وتحدثت الصحيفة، عن يوسف القرضاوي رجل الدين المصري المناصر لجماعة الاخوان المسلمين، حيث اوردت ان القرضاوي كان يقدم تعاليمه قناة الجزيرة، بشأن مسائل تتعلق بالتفجيرات الانتحارية والحياة الجنسية الشخصية"، واضافت، "قال امام جمهوره في عام 2002 لدينا قنابل الاطفال (الاطفال الانتحاريين) ، وان هذه القنابل البشرية يجب ان تستمر حتى التحرير".

إزعاج لمصر

واضافت، "على الرغم من أن السيد القرضاوي اصبح الان في سن 91 و توقف عن برنامجه التلفزيوني قبل أربع سنوات، إلا أن وجوده في قطر هو مصدر إزعاج لمصر، وظهر اسمه بشكل بارز على قائمة تضم 59 شخصا تريد دول الحظر إبعادها من قطر. كما طالبت هذه الدول بإغلاق قناة الجزيرة."

ولفتت الصحيفة الى احتضان قطر في السنوات الاخيرة، لخالد مشعل الذي تنازل عن منصبه هذا العام كرئيس لحركة حماس، كما استضافت الدوحة محادثات للحركة مع رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث السلام فى الشرق الاوسط توني بلير فى عام 2015، وعلى الرغم من أن وزير الخارجية السابق جون كيري انتقد علنا ​​وجود حماس، فإن مسؤولين أميركيين يقولون إنهم يفضلون أن يكون مقر حماس في الدوحة وليس في عاصمة معادية مثل طهران".

مكتب اسرائيلي وقاعدة تركية

وقالت الصحيفة، "تماشيا مع سياسة الابواب المفتوحة في الدوحة تم افتتاح مكتب تجاري اسرائيلي بين عامي 1996 و2008، وعلى الرغم من تأزم العلاقات غير ان الدوحة وعدت باستضافة الاسرائيليين في مونديال 2022".

كما القت نيويورك تايمز الضوء على القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، وتحدثت عن زيارة قريبة سيقوم بها إردوغان الى قطر بالايام القادمة.