كراكاس: دعت المعارضة في فنزويلا الاثنين الى اضراب عام الخميس لمدة 24 ساعة، وذلك غداة الاقبال الشعبي الكبير على الاستفتاء الرمزي الذي نظمته ضد مشروع الرئيس نيكولاس مادورو لتعديل الدستور.

وقال القيادي في المعارضة فريدي غيفارا نائب رئيس البرلمان "ندعو البلاد بأسرها الى اضراب عام وبلا عنف هذا الخميس لمدة 24 ساعة، وذلك لممارسة الضغط (على الحكومة) والاستعداد للتصعيد النهائي الاسبوع المقبل" الذي سيشهد انتخاب اعضاء الجمعية التأسيسية في 30 يوليو الحالي.

وبحسب المعارضة فقد شارك اكثر من سبعة ملايين ناخب من أصل 19 مليونا في الاستفتاء الشعبي غير الملزم الذي نظمته الأحد. وقد اعلن 98,3% من هؤلاء رفضهم لمشروع الرئيس الدعوة الى جمعية تأسيسية وتأييدهم لإجبار القوات المسلحة على احترام الدستور الحالي وكذلك لتنظيم انتخابات عامة بهدف تشكيل حكومة "وحدة وطنية".

وشدد غيفارا على ان يد المعارضة تبقى ممدودة للحوار مع الحكومة اذا ما تراجعت الاخيرة عن الدعوة الى جمعية تأسيسية مقرر انتخاب اعضائها ال545 في 30 تموز/يوليو الجاري.

وستكون مهمة الجمعية التأسيسية التي يريد مادورو انشاءها، تعديل الدستور المعمول به حاليا لضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي لفنزويلا. وتعتبر المعارضة هذه الجمعية التأسيسية التفافا على البرلمان الذي تسيطر عليه منذ 2016.

وكانت امرأة قتلت وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح في إطلاق نار الأحد أمام مركز تصويت في كراكاس، خلال الاستفتاء الرمزي، بيد مجهولين على درّاجة نارية.

وكانت المعارضة الفنزويلية حاولت تنظيم استفتاء لاقالة الرئيس في 2016 لكن السلطات الانتخابية أوقفت العملية. وحصلت المعارضة في الانتخابات التشريعية الاخيرة في نهاية 2015 على 7,7 ملايين صوت.

"عدم فقدان صوابها"

وقال المحلل السياسي جون ماغدالينو "نلحظ طلبا مستمرا للتغيير السياسي" في حين قال فليكس سيجاس مدير معهد لاستطلاع الرأي، "يجب ان تكون للمعارضة خارطة طريق بعد ان أشاعت الكثير من الأمل. والا فان مشروعيتها قد تتأثر، الشعب ينتظر أفعالا حازمة".

في المقابل تعتبر الحكومة الاستشارة الرمزية "غير قانونية". ودعا الرئيس مادورو الاحد المعارضة الى "عدم فقدان صوابها" مع نتائج الاستشارة وإلى أن "تأتي للجلوس للحوار".

وفي ما بدا محاولة لعدم ترك الساحة خالية للمعارضة الاحد، دعت الحكومة في اليوم ذاته المواطنين الفنزويليين الى اختبار اجهزة التصويت في استفتاء 30 يوليو. ويلقى الرئيس مادورو دعم الجيش والقضاء واللجنة الانتخابية.

التحديات

وقال لويس فيسنتي ليون وهو ايضا مدير معهد استطلاعات "داتا اناليسيس" ان التحدي القائم امام المعارضة بات كيفية استخدام نتائج الاستشارة الرمزية "لكسر المنافس ما يمكن ان يضغط لاجراء مفاوضات قد تؤدي الى فرصة سلمية للتغيير".

في المقابل سيكون على الحكومة تفادي مشاركة ضعيفة في استفتاء 30 يوليو والا فان شرعية الجمعية التأسيسية ستتأثر. 

وحظيت استشارة المعارضة الرمزية الاحد بدعم الكنيسة الكاثوليكية والامم المتحدة ودول عدة من أميركا اللاتينية وأوروبا والولايات المتحدة التي رحبت بهذا الاستفتاء معتبرة اياه "ادانة لا لبس فيها" للنظام.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر "نهنىء المواطنين الفنزويليين على مشاركتهم الكبيرة في استفتاء وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من التظاهرات العنيفة، يامل تحالف "طاولة الوحدة الديموقراطية" المعارض الذي كان وراء التصويت الرمزي، ان يدفع باتجاه انتخابات مبكرة قبل نهاية ولاية مادورو في ديسمبر 2018.

من جهتها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاثنين الحكومة الفنزويلية الى "خفض حدة التوتر" من خلال القيام بـ"مبادرات سياسية" مثل تعليق "مشروع الجمعية التأسيسية".

وقدم الى فنزويلا لمراقبة سير الاستفتاء الشعبي خمسة رؤساء سابقين من اميركا اللاتينية وهم خورخي كويروغا (بوليفيا) وفنسنت فوكس (المكسيك) واندرس باسترانا (كولومبيا) ولورا شينشيلا وميغيل انخيل روديريغز (كوستاريكا).

وتحمّل المعارضة الحكومة مسؤولية الازمة الاقتصادية التي تعاني منها فنزويلا التي تدهور اقتصادها خصوصا بسبب تراجع سعر النفط الدخل الاساسي للبلاد.