«إيلاف» من بيروت: تتجه الأنظار اليوم الى ساحة النجمة في بيروت، حيث مقر البرلمان اللبناني، ومن المتوقع إقرار سلسلة الرتب والرواتب للموظفين في لبنان،&والتي طال انتظارها.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف"، أن أهم ما في إقرار سلسلة الرتب والرواتب في لبنان هو إيجاد تمويل أولي بعدها تمول السلسلة نفسها، فعندما يقبض الموظفون السلسلة بالتالي يقومون بالصرف ويتم تمويل السلسلة في فترة لاحقة بهذا الشكل، مما يحرك الإقتصاد، واليوم إذا أقرت السلسلة من دون إيجاد التمويل يشكل الأمر مشكلة في لبنان، والمطلوب بحسب حبيقة، كما يؤكدون، ضرائب إضافية وهو ضدها، وإما تخفيض بالانفاق، وتخفيف في الهدر، وهو يؤيدها، ويمكن البدء اليوم بهذه المواضيع منذ الآن.

زيادة الضرائب

عن تمويل السلسلة من خلال زيادة الضرائب، فهل من المتوقع إذا ارتفعت الضرائب في لبنان أن نشهد ارتفاعًا في أسعار السلع في لبنان؟ يجيب حبيقة أن ما هو متوقع اليوم هو أن الحركة الإقتصادية تخف حينها وليس فقط ارتفاع الأسعار، وقد نشهد صرفًا للموظفين، من خلال التباطؤ&بالحركة الإقتصادية، وقد لا تكون المشكلة فقط الغلاء في الأسعار، بل أيضًا أن الناس يمتنعون حينها عن الشراء وتصبح الحركة الإقتصادية أخف، ولا يمكن زيادة الضرائب في فترة ركود اقتصادي، بل زيادتها تكون مع انتعاش البلد وازدهاره اقتصاديًا، وزيادة الضرائب تثير مشاكل كبيرة في الوقت الحالي والجميع ضدها.

ويضيف حبيقة يمكن تمويل السلسلة من خلال تخفيف الهدر والفساد في الدولة وإداراتها، وهي تحتاج إلى معالجات طويلة الأمد، ويجب البدء بها.

ولدى سؤاله في حال فرضت الضرائب الجديدة، هل يمكنها أن تؤمن الإيرادات الكافية لسلسلة الرتب والرواتب؟ يجيب حبيقة بأن ذلك لا يمكن ان يحصل، وعندما نضع ضرائب، اللبنانيون يشترون أقل، وبالتالي الإيرادات تبقى أقل، والأمر ينعكس سلبًا على الإقتصاد اللبناني.

إيجابيات وسلبيات

وردًا على سؤال إقرار السلسلة اليوم كما هو مطروح ما هي إيجابياتها وسلبياتها إقتصاديًا؟ يؤكد حبيقة أن الجميع مع إقرار السلسلة لكن الموضوع الأساس يبقى تمويلها، ونحن بحاجة إلى إيرادات إضافية، عبر تخفيض الإنفاق، والمشكلة في لبنان هي إذا خفضنا الإنفاق وحاربنا الفساد تتضرر الطبقة السياسية في لبنان وقد تعترض على الموضوع، لأن هذا يعني التخفيف من منافعها، والطبقة السياسية في لبنان ليست مستعدة اليوم من التخفيف من رفاهيتها لتمويل السلسلة للموظفين.

زيادة الأسعار

عن الخوف في حال إقرار السلسلة من زيادة الأسعار، يؤكد حبيقة أن زيادة الأسعار لن تحصل، ومع الإنفاق في السوق سيزيد حجم الإقتصاد في لبنان، وبالتالي الأسعار لن تزيد.

أما هل الخوف الذي يتحدث عنه البعض من انتشار الفقر أكثر في لبنان بعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب في مكانه؟ يجيب حبيقة أن الأمر يبقى غير منطقي، ومن يحارب السلسلة هم السياسيون لأنهم لا يريدون تخفيض منافعهم، وقطاع الأعمال يخاف من تمويل السلسلة عبر زيادات ضريبية، وهو مع تمويل السلسلة من خلال تخفيض الإنفاق والهدر ومحاربة الفساد، ومن يحارب السلسلة هم السياسيون ولن يقروا السلسلة كما هي، وإلا لفعلوا ذلك من فترة طويلة.

والسياسيون سيقرون السلسلة لكن ليس على حسابهم، بل على حساب المواطن وقطاع الأعمال.