صدر أخيرًا كتاب جديد من الحجم الكبير تحت عنوان: "الحسن الثاني.. الذاكرة والتاريخ"، من تأليف عبد الحي بنيس، الذي أراده أن يكون "لبنة لاستكمال الدراسات والأبحاث حول العهد الحسني الزاهر"، وفق ما جاء في "مدخل" هذا الإصدار.

إيلاف من الرباط: يشتمل الكتاب على جرد مدقق لكل خطب ورسائل وندوات وأحاديث وزيارات العاهل المغربي الراحل، وتحركاته في الداخل والخارج، منذ أن كان وليًا للعهد، إلى أن توفاه الله إلى رحمته، بعد فترة حكمه للمملكة، ما يجعل منه وثيقة مدعمة بأكثر من خمسمائة صورة تتعلق بمختلف مراحل عمره، انطلاقًا من طفولته، ومرورًا بسنوات شبابه، ووصولًا إلى رحيله، وفق تصنيف محدد يخص سائر المجالات.

تسهيل مهمة الباحثين
وقال المؤلف في اتصال مع موقع "إيلاف المغرب"، إنه اعتمد في ذلك على أرشيفه الشخصي، الذي تراكم لديه منذ سنة 1977، مشيرًا إلى أن كتابه يختلف عن المؤلفات الأخرى الصادرة حول الملك الراحل الحسن الثاني.

غلاف الكتاب

أضاف أن هدفه من وراء هذا الإصدار، الذي يأتي ضمن 670 صفحة، لم يكن هو تقييم عهد الحسن الثاني، أو ووضعه تحت المجهر، نقدًا وتحليلًا، معتبرًا أن هذه مهمة المؤرخين، بل إنه يسعى بكتابه هذا إلى تسهيل مهمة الباحثين بتمكينهم من كل المعطيات بأسلوب يسهل مأموريتهم في الوصول إلى غاياتهم.

المدرسة الحسنية
مما جاء في التقديم الذي كتبه عبد الحق المريني الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، ومؤرخ المملكة، لهذا الكتاب، "إن هذا المصنف، الذي ألفه العصامي السيد عبد الحي بنيس بعنوان: "الحسن الثاني الذاكرة والتاريخ"، يعتبر نافذة جديدة فتحت على المدرسة الحسنية ليطل منها القراء على فضائل هذه المدرسة، ونعمها على الشعب المغربي، ويعيشوا مع ذاكرتها أوقاتًا سعيدة كما عايشها آباؤهم وأجدادهم في بيوتهم وحقول عملهم يهتدون بهديها، ويتمسكون بفضائلها ويستضيئون بنورها".

واعتبر المريني في كلمته التقديمية، "أن الراحل الحسن الثاني هو رائد مدرسة من أعظم المدارس المغربية، وهي: المدرسة الحسنية، المدرسة التي تلقى فيها المغاربة دروسًا في التشبث بالوطنية الحقة، وفي إحقاق الحق، وإزهاق الباطل، وفي اكتساب الحنكة السياسية ورشاد القيادة النزيهة، وفي سلامة التوجيه والتخطيط، وصلاح التدبير والتسيير، وفي السير المتزن لتحقيق المساواة الاجتماعية بين المغاربة، وفي تحد كل أسباب التخلف وعوارض التقدم والنماء، وفي إحلال الأمن والسلام والاستقرار في ربوع المملكة، ونشر مبادئ الوسطية والاعتدال، ونبذ العنف والإكراه دينًا ودنيًا".

شذرات وأقوال
يشار إلى أن هذا الكتاب يشكل مرجعًا لا محيد عنه لكل باحث في مسار تطور المغرب على جميع الواجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية من خلال سرد كل المحطات التي عرفتها المملكة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، والتي ارتبطت به، من خلال قرارات ومواقف أدخلته التاريخ من بابه الواسع.

 

إضافة إلى ذلك، جمع المؤلف "شذرات من أقوال الملك" عن نفسه والأسرة الملكية، والتربية، وعن الميدان الديني، وفي القانون والسياسة، والفكر والثقافة، والميدان الاقتصادي والاجتماعي، والجوائز والألقاب والتكريمات، وكذا الكتب التي أنجزت عنه، وضمنها " التحدي"، و"ذاكرة ملك"، و"عبقرية الاعتدال"، ليختتم الكتاب بتواريخ مرضه، مع تغطية لحدث وفاته وموكب جنازته الرهيب، بحضور أكثر من ستين رئيس دولة.

يذكر أن المؤلف بنيس أصدر من قبل كتبًا عدة فاقت العشرين، كانت تتمحور حول مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والتراثية، وخاصة منها ما يتعلق بتطور التجربة الديمقراطية، من خلال رصد أعمال البرلمان، ونشره أخيرًا لموسوعة "الحكومات المغربية من 1955 إلى 2016".