إيلاف من لندن: تستمر خلافات حركة أحرار الشام الاسلامية وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) بعد عودة الاقتتال مساء أمس الثلاثاء، والذي راح ضحيته مدنيون رغم اتفاق الطرفين على وقفه.

وبرر الناطق الرسمي باسم حركة أحرار الشام محمد أبو زيد الخلافات التي من المتوقع أن تتصاعد "بأنه بعد الاتفاق على التهدئة مع هيئة تحرير الشام عرقلت الأخيرة معالجة القضايا المتنازع عليها بنكثها الاتفاق الموقع في تل طوقان والذي يقضي بتسليم المكان".

وقال: "توجه رتل من الهيئة من كافة القطاعات إلى منطقة جبل الزاوية، واعتدى على عدة حواجز للحركة في المنطقة، فتصدت له الحركة". ولفت إلى أن الهيئة هاجمت أيضاً حاجزاً للحركة في بلدة حزارين دون مبرر، أتبعته بهجوم على معراتة، بالتزامن مع مناوشات في إبلين بحجة رفع علم الثورة، كما اعتقلت رئيس محكمة جبل الزاوية الشيخ محمد طاهر عتيق وتحدث عن سقوط قتلى في صفوف الحركة جراء اعتداء الهيئة.

وأكد أن الحركة ماضية في الدفاع عن نفسها، وشدد أنها لم تحرض على قتال أي طرف، داعياً من أسماهم “العقلاء” في الهيئة إلى أن يقوموا بواجبهم الشرعي والأخلاقي تجاه الشعب.

مبررات الهيئة 

الى ذلك نقلت وكالة “إباء” توضيح مسؤول منطقة جبل الزاوية في هيئة تحرير الشام الدكتور حسام أبو عمران حول أسباب المشكلة الأخيرة وجذورها، حيث قال: "رفعت مجموعة أبو حفص إبلين التابعة للحركة العلم الذي تبنته الأحرار مؤخرًا في العديد من الأماكن في قرية إبلين بجبل الزاوية، وفي الوقت نفسه كنا قد رفعنا راية التوحيد على خزان مياه القرية، ليرسل أبو حفص مجموعة ومعها رشاشات متوسطة ويرفعوا العلم بجانب راية التوحيد، وكان هناك اثنان من الهيئة فقط، فحصل بينهما ملاسنة وتطورت بعدما قام عناصر الأحرار بتجريد الأخوين من سلاحهما والرماية على أحدهما وإصابته برجله".

وقال أيضا إن “أحد عناصر أحرار الشام بعد إصابته للأخ وتجريده الآخر من سلاحه قام بسب الراية وتلفظ بألفاظ لا تليق عليها، فبدأت الحركة بإطلاق النار بالأسلحة المتوسطة والهجوم على بيوت الإخوة في القرية".

وسرد الكثير من التفاصيل، وأضاف أنه توجه مباشرةً إلى مكان المشكلة ليلتقي بقائد المجموعة التابعة لأحرار الشام أبو حفص إبلين إلا أنه أدار ظهره ولم يلتفت إليه وابتعد عن المكان، وقالت عناصره بصوت مرتفع “اذهب من هنا، لا حل عندنا إلا بخروج الهيئة من إبلين بشكل كامل".

وأشار إلى أن القيادي في الأحرار رفض الحضور إلى الجلسة والسعي الى حل الإشكال رغم تدخل وجهاء القرية كوسطاء، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلة إثر متابعة الأحرار نشر الحواجز واعتقال عناصر الهيئة في الكثير من مناطق الشمال المحرر.

المجلس الاسلامي يتدخل

من جانبه وفي موقف منه، دعا المجلس الإسلامي السوري عناصر هيئة تحرير الشام إلى الانشقاق والالتحاق بأي فصيل، مؤكداً أحقية بقية الفصائل بقتالها لما بدر منها من “بغي” على حدّ تعبيره.

وأضاف بيان للمجلس، تلقت "إيلاف" نسخة منه، أنه يؤكد “حق الفصائل التي وقع البغي عليها في رد هذا البغي ووجوب مناصرتها من كل الفصائل الأخرى".

واعتبر أن “الجميع يدرك ما يجنيه هؤلاء على الثورة وما يوقعونه بالمجاهدين فلا بدّ من فضح هؤلاء الذين يستطيلون على الأنفس والأموال ووضع حد لتجاوزاتهم التي كانت من حيث يقصدون أو لا يقصدون في مصلحة النظام ومن وراءه من الظالمين كروسيا وإيران ومجموعاتها الطائفية الحاقدة.”

ولفت المجلس إلى أن “تحرير الشام” هي التي تبغي “على الثورة وأهلها وخاصة فصيل حركة أحرار الشام”، مشيراً أن الأخير “لم يصدر منه أي بغي أو اعتداء على هؤلاء المعنيين”، على حدّ تعبيره وحمل البيان "بغي هيئة تحرير الشام على باقي الفصائل وخطف الدعاة".

وقال ان المجلس الإسلامي السوري تابع حملات البغي المتكررة من قبل هيئة تحرير الشام ومن ذلك اعتداؤها على قطاع حماة في فيلق الشام، واعتداؤها على فصيل أحرار الشام في بابسقا وجبل الزاوية وتل الطوقان وغيرها.

وأضاف البيان كان آخر بغي لها بالأمس اعتداء شاملاً مخططاً له في مناطق عدة بذرائع واهية مختلقة، فمن تذرع بوجود قتيلين في جبل الزاوية اتهمت بهما “صقور الشام” دون بينة، وهو أمر إن صح فمحله القضاء وليس البغي، إلى ذرائع أخرى للسيطرة على مناطق ومقرات حدودية كما في بابسقا، أو التذرع برفع بعض الفصائل لعلم الثورة في مناطق إدلب، وهو أمر قد قرر المجلس سابقاً وجه الحق فيه، مبيناً أنّ علم الثورة جائز وهو علامة تجميع للثائرين.

مسؤولية شرعية 

ودعا كل فصيل أو مجموعة انضمت لها مخدوعة بمعسول كلامها أن تنشق عنها وتلتحق بأي فصيل، وألا تكون شريكة في بغي تراق فيه دماء المسلمين بغير وجه حق، كما يحمّل المجلس مسؤولية شرعية لكل شرعي في صفوف الهيئة لا يعلن موقفه من بغيها وينشق عنها.

وأكد المجلس "على حق الفصائل التي وقع البغي عليها في رد هذا البغي ووجوب مناصرتها من كل الفصائل الأخرى، خاصة ممن وقع عليها بغي سابق من نفس الجهة التي أدركوا في "الواقع خطرها على الثورة.

وأضاف: "أخيرا أدرك الجميع ما يجنيه هؤلاء على الثورة وما يوقعونه بالمجاهدين فلا بد من فضح هؤلاء الذين يستطيلون على الأنفس والأموال ووضع حد لتجاوزاتهم التي كانت من حيث يقصدون أو لا يقصدون في مصلحة النظام ومن وراءه من الظالمين كروسيا وإيران ومجموعاتها الطائفية الحاقدة".