إيلاف من بغداد: ثمن العراق اليوم الدور السعودي لدعمه في محاربة الارهاب .. فيما تم الاعلان عن اتفاق البلدين على انشاء مركز أمني مشترك لتبادل المعلومات الاستخبارية اثر مباحثات رئيس هيئة اركان الجيش السعودي الفريق الاول الركن عبد الرحمن بن صالح مع نظيره العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي.

وأثنى وزير الدفاع العراقي عرفان محمود الحيالي خلال اجتماعه في بغداد الخميس مع رئيس هيئة الاركان السعودية على دور المملكة الداعم للعراق في حربه ضد الإرهاب. واكد الوزير "إن القوات المسلحة العراقية استبسلت في الدفاع عن أرض الوطن وحاربت الإرهاب نيابة عن العالم أجمع مثنيا على دور المملكة الداعم للعراق في حربه ضد الإرهاب" كما قال بيان صحافي للوزارة تابعته "إيلاف".

ومن جهته ثمن الفريق الاول الركن عبد الرحمن بن صالح رئيس الأركان العامة للقوات السعودية دور القوات المسلحة العراقية في "مجابهة إرهابيي داعش وما سطره الأبطال من صور رائعة في الدفاع عن الأرض وتحريرها من دنسهم، وقدم التهاني والتبريكات لوزير الدفاع بمناسبة تحرير الموصل" في العاشر من الشهر الحالي.

وبحث المسؤولان العسكريان العراقي والسعودي سبل تطويرالعلاقات العراقية السعودية وخاصة في ما يتعلق بالمجالات العسكرية.

العراق والسعودية يشكلان مركزا أمنيا لتبادل المعلومات 

وفي وقت سابق اليوم اعلن في بغداد عن اتفاق عراقي سعودي على انشاء مركز أمني مشترك لتبادل المعلومات الاستخبارية اثر مباحثات رئيس هيئة اركان الجيش السعودي الفريق الاول الركن عبد اخلال مؤتمر لرحمن بن صالح اليوم مع نظيره العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي.

وقال الغانمي خلال مؤتمر مشترك مع نظيره السعودي صالح في مبنى وزارة الدفاع ببغداد الخميس ان قيادتا جيشي البلدين اتفقتا على انشاء مركز امني مشترك مع السعودية لتبادل المعلومات والتعاون في المجال الامني .واشار الى انه سيتم فتح منفذ عرعر الحدودي مع السعودية بعد اكمال المتطلبات الادارية واللوجستية لهذا الاجراء وكذالك فتح منفذ جميمة بين محافظة المثنى العراقية ومدينة رفحاء السعودية اضافة الى الاتفاق على فتح منافذ حدودية أكثر بين البلدين.

ومن جانبه اكد رئيس اركان الجيش السعودي اهمية الاتفاق مع العراق على ضبط الحدود وتشكيل مركز امني مشترك لتبادل المعلومات ومحاربة الارهاب. وقال ان الانتصار على تنظيم داعش في العراق يمثل انطلاقا للقضاء عليه في جميع دول العالم .. مشددا على دعم بلاده للعراق في حربه ضد الارهاب.. منوها الى ان محاربة داعش فكريا اهم من مواجهته عسكريا.

حماية أمن الحدود المشتركة

وابلغ مصدر عراقي "ايلاف" ان هذه الزيارة وهي الاولى من نوعها التي تقوم بها شخصية عسكرية رفيعة الى بغداد منذ سنوات تأتي ضمن التطور الذي تشهده العلاقات السعودية العراقية وتهدف الى البحث مع القادة العسكريين العراقيين الجهود العسكرية لمكافحة الارهاب وحفظ وصيانة أمن الحدود المشتركة التي يبلغ طولها 814 كيلومترا ومواجهة عمليات تهريب المخدرات عبرها.

واشار الى ان تعرض البلدين الى مخاطر الارهاب وطول الحدود الصحراوية بينهما دفعا الى الاتفاق على تعزيز هذه الحدود وتنسيق الجهود عسكريا لمواجهة مخاطر هذا الارهاب.

وكانت السعودية اعلنت اواخر عام 2014 عن قيامها بتوسيع المنطقة الامنية العازلة من حدودها الشمالية مع العراق. وقال المتحدث باسم قيادة حرس الحدود في المنطقة الشمالية محمد الفهيقي انه "تمت زيادة عمق منطقة الحدود البرية مع العراق الى 20 كلم من خط الحدود". ودعا المواطنين والمقيمين بالابتعاد عن المناطق الحدودية المحظورة وعدم التجول بالقرب منها سواء لغرض صيد أو رعي أو غيره .

كما اقامت المملكة في ذات الوقت سياجا امنيا بطول 900 كلم على حدودها الشمالية كخطوة لمنع التسلل والتهريب عبر حدودها مع العراق. 

وتأتي مباحثات الفريق صالح مع نظرائه العراقيين بعد يومين من الاعلان عن تشكيل لجان أمنية مشتركة بين البلدين لحفظ امن حدودهما ومكافحة المخدرات وتبادل المعلومات الاستخبارية وتفعيل قدرات اجهزة الدفاع المدني فيهما وتسهيل دخول العراقيين الى المملكة وذلك اثر مباحثات اجراها في جدة وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي مع نظيره السعودي الامير عبد العزيز بن سعود بن نايف .

مخاوف أمنية

ويأتي هذا التنسيق الامني والعسكري بين العراق والسعودية بعدما اثيرت مؤخرا مخاوف أمنية من تمركز قوات من فصائل الحشد الشعبي العراقي بالقرب من حدود بلادها الجنوبية مع السعودية نظرا لارتباط هذه الفصائل بإيران التي تشهد علاقاتها مع المملكة ازمات سياسية وامنية خطيرة.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد اشاد في الرابع عشر من الشهر الحالي بالشجاعة الفائقة للقوات العراقية وحكمة حكومة وقيادة العراق فيما اكد العبادي الاستمرار في التعاون المشترك بين البلدين في مجالات مكافحة الارهاب الى جانب تعزيزالتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية لتحقيق مصلحة شعبيهما.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي اجراه الملك سلمان مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حيث "قدم التهنئة بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية وتحريرها مدينة الموصل.. كما اكدت وزارة الخارجية السعودية وقوف المملكة مع العراق في جهوده في مكافحة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله، وسبل تمويله.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أكد خلال اجتماعه في مكة الشهر الماضي مع العبادي أن جميع القلوب والابواب مشرعة للتعاون المشترك بين السعودية والعراق .. وشدد على أن المملكة تقف مع استعادة العراق دوره الكبير في المنطقة وتعزيز العلاقات معه على جميع المستويات.

وأعلن العبادي من الموصل في العاشر من الشهر الحالي تحرير المدينة بالكامل على يد القوات العراقية من قبضة تنظيم داعش .. مؤكدًا أن النصر في الموصل تم بتخطيط وإنجاز وتنفيذ عراقي ومن حق العراقيين الافتخار بهذا الإنجاز .