ساو باولو: لبى بضعة الاف فقط من المتظاهرين في ساو باولو، دعوة الحركات اليسارية للتظاهر دعما للرئيس البرازيلي الاسبق لولا دا سيلفا الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات.

وافادت مراسلة فرانس برس ان نحو خمسة الاف شخص تجمعوا في جادة افينيددا بوليستا في العاصمة الاقتصادية للبلاد واكبر مدنها.

لكن المنظمين -حزب العمال بزعامة لولا داسيلفا، ومنظمات يسارية اخرى- كانوا يتوقعون مشاركة اوسع خصوصا ان دا سيلفا انضم الى المتظاهرين مساء والقى خطابا امامهم.

وقال الرئيس الاسبق لأنصاره الذين كانوا يهتفون باسمه، ان "ما يزعج في الواقع، هو انكم تعلمتم انتزاع الحقوق". 

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال إدسون فوغو (49 عاما) الذي كان يتظاهر في ساو باولو، "هذا حكم سياسي لا يستند الى ادلة. يريدون منعه من الترشح الى انتخابات 2018 ومن الفوز بها، لأنه يتصدر نوايا التصويت".

وفي ريو دو جانيرو، احتشد حوالى 400 شخص في ساحة سينيلانديا بوسط المدينة، دعما "للولا ومن اجل الديموقراطية".

وقالت جانديرا فغالي النائبة الشيوعية عن ريو، "نحن هنا لنندد بالاضطهاد الذي يتعرض له لولا. هذه محاولة للاستخفاف بالعملية الديموقراطية، لا يمكن ان نقبل ذلك".

قلق وغموض

في العاصمة برازيليا، تجمع 200 متظاهر فقط في باحة قصر بلانالتو الرئاسي، ملوحين بلافتات كتب عليها "لولا بريء" امام حوالى 100 من عناصر الشرطة.

وكانت الاستجابة محدودة للدعوات الاخيرة التي وجهها حزب العمال الى التعبئة الشعبية، ضد الاصلاحات الليبرالية لحكومة الرئيس ميشال تامر. خصوصا ان الحزب يشهد تراجعا كبيرا منذ اقالة الرئيسة ديلما روسيف العام الماضي.

ويأتي يوم التعبئة هذا، بعد ثمانية ايام على الحكم-الصدمة الذي اتخذه قاضي مكافحة الفساد سيرجيو مور، بحق لولا دا سيلفا وقضى بسجنه تسعة اعوام وستة اشهر.

وما زال رمز اليسار الاميركي-اللاتيني حرا طليقا في انتظار حكم الاستئناف الذي يمكن ان يستغرق بضعة اشهر.

وسيلقي الغموض حول مصير لولا بثقله على وضع سياسي من اشد الاوضاع غموضا في البرازيل. فالرئيس تامر مهدد بمحاكمة بتهمة الفساد يمكن ان تؤدي الى اقالته.

وقد تصدى القاضي مورو الذي يعتبره كثير من البرازيليين المكتوين بالفساد المزمن بطلا قوميا، لممتلكات لولا الاربعاء من اجل "تعويض الاضرار" المقدرة ب 16 مليون ريال (4,4 ملايين يورو) لمجموعة بتروبراس العامة.

وبعد وضع اليد على منزل من ثلاث طبقات هو هدية "سخية" من بتروبراس في مقابل عقود، كما جاء في الاتهام، قرر القاضي مورو ان يجمد الاملاك التي تبلغ قيمتها 13,7 مليون ريال (3,8 ملايين يورور) التي يملكها العامل السابق في قطاع المعادن.

وبذلك تم تجميد اكثر من 600 الف ريال (165 الف يورو) من ارصدة لولا في اربعة مصارف برازيلية. ويشمل قرار قاضي كوريتيبا ثلاث شقق ايضا يملكها لولا في ساو برناردو دو كامب (جنوب) وقطعة ارض وسيارتين.

والى ذلك اضيف الخميس تجميد صندوقي تقاعد يضمان بالاجمال 9 ملايين ريال (حوالى 2,5 ملايين يورو).

هاجس العودة

وزادت هذه القرارات من تعقيد وضع الرئيس السابق الذي يبلغ الحادية والسبعين من عمره، وقد انتقدها بشدة حزب العمال الذي يقول ان القضاء يريد "حرمانه من مصادر رزقه".

ويستطيع لولا وعائلته الاستمرار في التمتع بممتلكاتهم لكنهم لا يستطيعون بيعها في انتظار حكم دعوى الاستئناف.

ودائما ما نفى الرئيس السابق الذي تستهدفه اربع دعاوى قضائية اخرى الاتهامات الموجهة إليه.

واكد الخميس ان لديه "هاجس العودة الى السياسة"، وذلك في مقابلة مع صحافيين محليين.

لكن القاضي مورو الذي عقد العزم على ألا يتركه، استدعاه الخميس في 13 ايلول/سبتمبر حول واحدة من هذه القضايا المتعلقة بتملك ارض بطريقة مثيرة للجدل.

وبالاضافة الى هذه المتاعب القضائية، تبلغ لولا الخميس الوفاة المفاجئة لاحد اقرب معاونيه، ماركو اوريليو غارسيا الذي اسس معه حزب العمال في بداية الثمانينيات.

وبدأت التظاهرات في عدد كبير من المدن البرازيلية بدقيقة صمت تكريما له.