هاجم المتحدث باسم الأبيض المستقيل شون سبايسر وسائل الإعلام الأميركية معتبرًا أنها كانت "مهووسة" بقضية روسيا، بعدما أعلنت وكالات الاستخبارات أن لديها عناصر حول الأمر. في وقت تأتي استقالته لتزيد من الضغوط على إدارة ترمب.

إيلاف - متابعة: استقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض الجمعة احتجاجًا على تعديل داخلي في فريق الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تعاني إدارته من الفضائح، وسط ضغوط متصاعدة جراء توسع التحقيقات في شبهات بتدخل روسيا في حملته الانتخابية.

وفي إطار الشبهات حول دور روسيا في حملة الانتخابات، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن وزير العدل جيف سيشنز بحث مع سفير موسكو في واشنطن مسائل تتعلق بحملة ترمب رغم نفيه ذلك سابقا.

استقال سبايسر الذي كان يطمح إلى تولي منصب مدير الإعلام، بعد تعيين أنطوني سكاراموتشي، الآتي من وول ستريت، والذي انتقد ترمب سابقا، في المنصب.

وكتب سبايسر على تويتر ان "خدمة الرئيس دونالد ترمب كانت شرفًا وامتيازًا. سأواصل مهمتي حتى نهاية اغسطس". وعيّنت مساعدة سبايسر ساره هاكابي ساندرز بدلًا منه.

وأكد ترمب في بيان تقديره لعمل سبايسر، منوهًا بـ "تحقيقه معدلات مشاهدة كبيرة"، في إشارة الى المؤتمرات الصحافية اليومية التي تجري متابعتها على نطاق واسع، وغالبًا ما تتعرّض للانتقادات، وتشكل حتى مادة للسخرية. وقال ترمب ان "سبايسر إنسان رائع أساءت إليه وسائل الإعلام الكاذبة، لكن مستقبله واعد".

وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية اعلن سبايسر انه استقال لكي "لا يكثر الطباخون في المطبخ". واستغل ترمب استقالة سابير من اجل توجيه انتقادات الى وسائل الإعلام، مدّعيًا بان إدارته "حققت الكثير، وحصلت في المقابل على القليل من التقدير". وتابع ترمب "جيد ان الناس يدركون ذلك، حتى وان لم تدركه وسائل الإعلام".

تعكس استقالة سبايسر تصعيدًا في التوتر دخل الادارة الاميركية التي تتعثر أجندتها في الكونغرس، كما يؤرقها التحقيق بشأن دور روسيا. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة أن وزير العدل الأميركي جيف سيشنز، وخلافا لما أكده سابقا، بحث مع سفير موسكو في واشنطن حملة دونالد ترمب الانتخابية، بحسب معلومات استخبارية.

ولا شك أن هذا التقرير سيزيد الضغوط على سيشنز الذي يبدو بقاؤه في منصبه مهددا بعدما وجّه إليه ترمب انتقادات لاذعة في مقابلة مع نيويورك تايمز أعرب فيها عن أسفه لتعيينه. كذلك تلقت الادارة الاميركية ضربة أخرى باستقالة مارك كورالو، المسؤول عن التنسيق الاعلامي للفريق القانوني لترمب حول قضية روسيا.

ولم يحدد اي من كورالو او سبايسر أسباب استقالتيهما في وقت يخوض ترمب نزاعات قضائية متزايدة. وبعد أشهر من النفي، أظهرت رسائل الكترونية للابن الاكبر للرئيس دونالد الابن أنه التقى محامية روسية للحصول منها على معلومات من شأنها الاضرار بمنافسة والده هيلاري كلينتون.

يبدو ان قرار استقالة سبايسر اتخذ على عجل، حيث لم يشر لا هو ولا ساندز الى تغييرات جارية لدى لقائهما بالصحافيين مساء الخميس. وابلغ سبايسر شبكة فوكس نيوز انه "ليس نادما" على قراره.

وهاجم سبايسر وسائل الاعلام الاميركية قائلًا انها كانت "مهووسة" بقضية روسيا، بعدما اعلنت وكالات الاستخبارات الاميركية أن لديها عناصر حول الأمر. وتابع سبايسر "خاب ظني جراء طريقة أداء الإعلاميين بعملهم، لا بل الطريقة التي لا يقومون بها بعملهم، كما وانحيازهم".

وقال سبايسر إن "غالبية المتواجدين هنا، في غرفة المؤتمرات ليسوا هنا من أجل الحقائق والبحث عنها، بل من اجل رؤية كيف أبدو على التلفزيون، وكيف أصبح نجمًا على يوتيوب. وهذا مخيب للظن".

على المسار الصحيح
اعتمد سكاراموتشي لهجة تصالحية في أول مؤتمر صحافي له نفى فيه تقارير بحصول خلاف داخلي &قائلا "اعتقد ان البيت الابيض على المسار الصحيح". ودافع سكاراموتشي في مؤتمره الصحافي عن ترمب، مؤكدا ان الرئيس لا يتعرض للحصار او العزلة.

وكان سبايسر احد مقربي الامين العام للبيت الابيض راينس بريبوس، ومن المرجح ان تسهم استقالته في إضعاف الاخير وزعزعة العلاقة بين البيت الابيض وإدارة الحزب الجمهوري.

ونفى سكاراموتشي وجود اي خلاف مع برايبوس الذي تقول مصادر في البيت الابيض انه كان معارضًا لتعيينه. بدوره نفى برايبوس في مقابلة مع "فوكس نيوز" أي خلاف مع سكاراموتشي.

خضة قضائية
في المقابل لوّح مساعدو ترامب بامكانية استخدام الرئيس سلطة العفو الرئاسي الوقائي بعدما حذر ترامب المحققين من النظر في القضايا المالية لاسرته.

وقالت ساندرز في اول مؤتمر صحافي لها كمتحدثة باسم البيت الابيض إن "الرئيس يتمتع بسلطات العفو كأي رئيس، ولكن ليس هنالك اي اعلان او موعد لاعلان على هذا الصعيد".

في مقابلة مطولة مع نيويورك تايمز هذا الاسبوع، ادخل ترمب البيت الابيض في ازمة جديدة بمهاجمته المدعي العام روبرت مولر، محذرا اياه من التركيز على الشؤون المالية لاسرته. وتنص مهمة مولر على التحقيق في "اي صلة او تنسيق بين الحكومة الروسية وافراد شاركوا في حملة الرئيس دونالد ترمب" اضافة الى "اي موضوع" ينبع "مباشرة" من هذه التحقيقات.

ومع توسع التحقيقات لتشمل التحويلات المالية، اشارت تقارير اعلامية الى سعي حلفاء ترمب الى إضعاف مصداقية مولر. ورفض البيت الابيض بشدة استبعاد احتمال اقالة ترمب لمولر، وهو اجراء، اذا حصل، سيؤدي الى ازمة سياسية او حتى دستورية.

وحذر الجمهوري مايكل ماكول رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس الشيوخ من ان ترمب قد يواجه "ردا حادا من الديمقراطيين والجمهوريين" اذا قرر اقالة مولر.

من جهته قال اريك هولدر وزير العدل السابق إن "ترمب لا يمكنه التدخل او عرقلة التحقيق الذي يجريه مولر. ومحاولة القيام بذلك ستسبب بمشاكل ذات ابعاد دستورية وجرمية (قضائية)". وأقال ترمب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي على خلفية التحقيق في قضية روسيا.

من جانبه حذر السناتور الديمقراطي البارز مارك وورنر عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ من أن إصدار عفو لصالح اي شخص قد يكون متورطا في تواطؤ محتمل "سيشكل تجاوزا للحدود الأساسية".