إيلاف من لندن: بدأت في اسطنبول، اليوم الاثنين، أولى جلسات محاكمة صحافيين وإداريين من جريدة (جمهورييت) المعارضة للرئيس رجب طيب إردوغان بتهمة تقديم المساعدة لمنظمة إرهابية، وإذا أدينوا فإنهم يواجهون احكاما طويلة في السجن.

ووجه الادعاء التركي إلى الصحافيين اتهامات بدعم "حزب العمال الكردستاني" و"حزب التحرير الشعبي الثوري- الجبهة" إضافة إلى منظمة غولن، غير أن أنصارهم يصرون على أن الصحيفة انتقدت على الدوام هذه التنظيمات.

وشهدت القاعة حالة من الفوضى فور دخول أنصار الصحافيين مع بدء المحاكمة، وأطلق حشد كبير من مؤيدي الصحافيين بالونات خارج قاعة المحكمة، وطالبوا بإطلاق سراحهم.

وأفادت صحيفة (حرييت) التركية أن 17 من أبرز صحافييها ومدرائها يمثلون أمام القضاء بعد أن قضى 11 منهم نحو 8 أشهر وراء القضبان بعد اعتقالهم في أكتوبر 2016 بموجب حالة الطوارئ التي أعلنت في البلاد على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو 2016.

أسماء كبيرة

يذكر أنه توجد بين المتهمين أسماء معروفة في الأوساط الإعلامية التركية، منها الكاتب قدري غورسل، ورئيس تحرير "جمهورييت" مراد صابونجو، فضلا عن رسام الكاريكاتور موسى كارت، والصحافي الاستقصائي أحمد شيك الذي اكتسب شهرة واسعة لنشره في عام 2011 كتابا مدويا تحت عنوان "جيش الإمام" الذي يكشف مدى خضوع الدولة التركية لمنظمة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.

نورهان غوناي

وقال تقرير لـ(بي بي سي) إن أحد الصحافيين الذين يمثلون للمحاكمة اليوم هو تورهان غوناي (71 عاما)، رئيس تحرير ملحق الكتب التابع للصحيفة.

وتقول ابنته، وتُدعى ايليف، والتي يُسمح لها بزيارته مرة في الأسبوع لمدة ساعة فقط: "لا يمكنني أن ألمس (والدي)، ولا يمكنني أن أعانقه."

وتضيف: "نتحدث عبر الهاتف خلف حاجز زجاجي، وحينما ينتهي الوقت يقطعون الاتصال."وتابعت: "إنه من المُحبط جدا قطع الاتصال (الهاتفي بوالدها) كل أسبوع".

وأوضحت أن والدها عانى من العديد من المشكلات الصحية، من بينها تصلب الشرايين، وخضع بعدها لعملية جراحية. وقالت: "لكن حتى هذا لم يكن كافيا لإطلاق سراحه بكفالة".

وأشارت إلى أنها لا تعرف حتى الآن سبب سجن والدها. وقالت: "كل ما أستطيع قوله هو إن هذه قضية سياسية. إنهم محتجزون لكونهم صحافيين، لأنهم يؤدون مهمتهم".
&