الرباط: دعا إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض منتخبي وبرلمانيي الجهة الشرقية للمملكة والجهات المسؤولة إلى التفكير بشكل جماعي في إحداث صندوق دعم صمود سكان الحدود، بالنظر لما تعانيه الجهة من مشاكل اجتماعية نتيجة توقف الأنشطة التجارية الممتدة على طول الشريط الحدودي مع الجارة الشرقية، والمعبر الحدودي مع مدينة مليلية المحتلة، و ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحزب بجهة الشرق، والذي شهدته مدينة وجدة أمس الأحد.

وفي معرض حديثه عن عدد من القضايا التي تخص الشأن العام الوطني، خاطب العماري الحاضرين بنبرة قوية يعلوها الغضب مما أضحت عليه أحوال البلاد بالقول" منذ فجر الاستقلال إلى يومنا هذا لم يحصل إجماع من طرف كل الفرقاء السياسيين على أننا نتجه فعلا نحو الارتطام بالحائط، إن لم نبادر إلى إيجاد حلول واقعية وعملية لمجموعة من الأزمات الاجتماعية التي تهدد الوطن، عقب ارتفاع حجم البطالة وتزايد معدل المديونية".

و استدل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة برقم يخص وجود 60 نقطة سوداء بالمغرب يفتقر أهلها إلى أبسط الحاجيات الأساسية للعيش الكريم، وفي مقدمتها معضلة الماء.

من جانب آخر، قال العماري لمؤتمري ومؤتمرات الجهة الشرقية :" جهتكم كانت أول جهة من الناحية الانتخابية سواء من حيث عدد المستشارين والمستشارات أو من حيث عدد الأصوات المحصل عليها لصالح حزبنا على امتداد خريطة الوطن".

و دعا​ العماري أعضاء ومناضلي الحزب ​إ​لى محاربة آفة الفقر والجوع والجهل، عوض الالتفات إلى محاسبة الغير ومحاربة من تسبب في تفاقم الوضع الحالي، و أضاف"غير ذلك فإننا نسير بخطى ​ثابتة​ ​نحو​ الهاوية".

و أشاد، في السياق ذاته، بمجهودات مناضلي حزب الأصالة والمعاصرة بالجهة الشرقية قائلا:" أستغل الفرصة لكي أتقدم باسم قيادة الحزب إبان انتخابات 2015 وقيادة الحزب الحالية لأشد على أيديكم وأشكركم على المجهود الجبار وعملكم الدؤوب ميدانيا من أجل تنزيل مشروع الحزب".

و اعتبر العماري أن المرتبة الريادية التي يتمتع بها الحزب جهويا تضعه كقيادة سياسية أمام محك وسؤال : ماذا سيفعل إزاء وعود الانتخابية المقدمة للمواطنات والمواطنين​، حسب تعبيره.

و عن علاقة منتخبي الحزب بسكان الشرق، زاد المتحدث قائلا"بعد أن توجهنا بشكل جماعي إلى بسطاء الوطن وبعد أن حصلنا على ثقتهم، ووعدناهم بأننا سنكون خير مدافع عن مشاكلهم بالنظر إلى أننا حزب ليس كجميع الأحزاب على الأقل في هذه النقطة، خصوصا وأننا اخترنا ​أن نمارس السياسية بشكل مغاير"، فإن ثقة المواطن في الفعل السياسي تبنى على أمر واحد لا غير هو مدى التزامنا بالوعود المقدمة لعموم المواطنين والمواطنات".

و سرد الامين العام لحزب الأصالة والمعاصرة خلال عرضه السياسي التوجيهي بالمؤتمر ،خصال ومزايا مناضل قال في شأنه بأنه "قاد السفينة في مرحلة صعبة"، في إحالة على أول أمين عام للحزب حسن بنعدي.

ووصف العماري أمام جموع مؤتمري ومؤتمرات جهة الشرق، بنعدي بأنه "ليس كجميع المناضلين" باعتباره مرجعا للنهل من الخصال الحميدة في الممارسة السياسية"، كيف لا وهو سياسي محنك ومتمرس، وأضاف قائلا"معدنه السياسي قل ما تجد نظيرا له في هذا الزمن السياسي البئيس، خصوصا وأن أغلبية القادة السياسيين أو أشباه القادة يصلون إلى كرسي مهما كان الثمن، ويتشبثون به حتى يزورهم عزرائيل في لحظة من اللحظات ويأخذهم إلى مثواهم الأخير".